كلمة المرور الى بعبدا في بنشعي ...متى سيُطرق الباب؟
21 آذار 2023

كلمة المرور الى بعبدا في بنشعي ...متى سيُطرق الباب؟

مرسال الترس

من الطّبيعيّ جدًا أن تعيش السّاحة اللّبنانيّة حالة التّخبّط القائمة سياسيًّا وإعلاميًّا منذ نحو خمسة أشهر نتيجة للفراغ في موقع رئاسة الجمهوريّة، وتصريف الأعمال في العمل الحكوميّ، والشّلل في المجلس النّيابيّ. أضف إليها أحوالًا حياتيّة وماليّة ومعيشيّة مزرية بدأت تُذكّر النّاس بما قرأوه أو سمعوا عنه في أوقات شدّة سابقة لعلّ أقساها على هامش الحرب العالميّة الأولى.
فعلى المسرح الإعلاميّ كَمٌّ هائل من التّحليلات والاستنتاجات الّتي يظهر بعد فترة أنّها لا تستند إلى وقائع، وإنّما إلى تمنّيات، أو في أفضل الظّروف إلى جزء ضئيل من المعلومات الّتي يجري ضخّها إلى عقول المستمعين بغيّة تشويه صورة فلان أو التّشكيك بمصداقيّة علتان، الأمر الّذي يدفع الحريصون على الإعلام ودوره ومصداقيّته للتّشديد على تنقية القمح البلديّ من الزّؤان الغربيّ الّذي يمتلك نواصي المال القادر الهادف إلى تشتيت الحقائق  تمهيدًا لفقدان الثّقة بالمصدر تدريجيًّا، وبذلك يتحوّل المتلقّي إلى آلة صمّاء. كما هو الحال في العديد من البلدان الغربيّة حيث تسيطر الآلة الإعلاميّة الممسوكة من دوائر محدّدة ببثّ ما ترغب به... والباقي تفاصيل. 
أمّا على البندالسّياسيّ فهناك فريقان: الأوّل واثق من نفسه ويدرك تمامًا ماذا يطرح وإلى أين سيصل. فهو أقدم على تبنّي ترشيح رئيس تيّار المردة سليمان فرنجيّة وأودعه كلمة المرور إلى القصر الجمهوريّ في بعبدا  لكي يدقّ بابه حين تكتمل عناصر اللّحظة. متّكئًا إلى تَفهُّم فرنسيّ وتَعاطٍ أميركيّ براغماتي وتَحفُّظ عربيّ (تتقدّمه المملكة العربيّة السّعوديّة) نتيجة منطقيّة لما تضمّنته السّاحة اليمنيّة من تشعّبات لها امتدادات لبنانيّة.  
والفريق الثّاني يعيش حالة من التّشرذم نتيجة الأسماء المتعدّدة الّتي يتقاذفها لتستقرّ أخيرًا في جعبة أحد المطارنة الموارنة بالرّغم من أنّه انطلق باسم رئيس حركة الإستقلال النّائب ميشال معوّض الّذي أخفق في ضمّ كلّ النّواب "السّياديّين والتّغييريّين" إلى أحزاب "القوّات اللّبنانيّة" و "التّقدّمي الإشتراكيّ" و"الكتائب" الّذين بدأوا بوضع "إذا" الشّرطيّة إلى جانب تأييدهم، فجلبوا إلى مصداقيّتهم التّرشيحيّة التّشكيك المبرم. 
 اللّافت بين موقفي الفريقين أنّ وزير الإعلام اللّبنانيّ المهندس زيّاد المكاري -كان ربّما الوحيد بين نظرائه العرب في المؤتمر الإعلاميّ الّذي انعقد مُؤخّرًا في الكويت – الّذي تطرّق إلى الاتّفاق السّعوديّ الإيرانيّ - ليشير إلى أنّ اللّبنانيّين الّذين كانوا من بين الّذين دفعوا الثّمن الأكبر نتيجة التّباعد بين الرّياض وطهران. هم في طليعة المُؤهّلين لترجمة التّوافق الّذي انطلق من الصّين شرط منحه الثّقة الجدير بتحمّلها بين جميع أقرانه والّذي طالما لعب أدوارًا توفيقيّة في محيطه العربيّ والشّرق الأوسطيّ والخليجيّ.
قد تكون السّرعة في الطّرق على الباب مهمّة للأوضاع الهشّة في لبنان ولكنّ التّأني في الخطوات عامل مهمّ في تحقيق السّلامة.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen