الدّيار _ جولة جديدة من العنف دخلتها المنطقة... ولا حلول قبل إنجاز "الرئاسة" الأميركيّة
بولا مرادتؤكد الأحداث المتسارعة في الايام الماضية كما المعطيات كافة، ان المنطقة دخلت في جولة جديدة من العنف لن تخرج منها قريبا.
فبعد اسبوعين من التفاؤل "المزيف" و "الاصطناعي" بقرب التوصل الى هدنة، والذي اعتاد الوسطاء اشاعته عند كل جولة من دون ان يكون في اي منها مبنيا على اسس واقعية وثابتة، عاد التشاؤم ليخيّم على المنطقة ككل ، وبخاصة مع تراجع حظوظ الرئيس الاميركي الحالي جو بايدن الى ادنى مستوياتها، وتقدم حظوظ غريمه الرئيس السابق دونالد ترامب، ما اتاح لرئيس الوزراء "الاسرائيلي" بنيامين نتانياهو ان يعود لمنطق المراوغة والتحايل، ما يسمح له بمواصلة حرب الابادة التي يخوضها في غزة من دون سقوف وبغياب اي خطوط حمراء.
وتشير مصادر واسعة الاطلاع الى ان "جولة المفاوضات الجديدة التي كانت قد انطلقت مؤخرا وصلت الى حائط مسدود، رغم اصرار كل القوى على نفي ذلك، كلٌّ تحقيقا لمصلحة خاصة. فحماس تتمسك بالمفاوضات وبالتعديلات التي طلبتها على خطة جو بايدن الاميركية، لاحراج الادارة "الاسرائيلية" ولانها تتوق الى هدنة بعد اشهر من القتال واشتداد الضغوط الشعبية عليها، اما نتنياهو فرغم كل الالغام التي يضعها على طريق الهدنة، يرفض الخروج ليعلن رفضه استكمال المفاوضات، اذ يتمسك شكلا بها لسببين رئيسيين: الاول لاستيعاب نقمة اهالي الاسرى والضغوط الداخلية الهائلة التي يتعرض لها، كما لكونه يوهم بذلك الاميركيين والمجتمع الدولي انه يؤيد مسار السلام ويدعمه ، وان بشروط اسرائيل."
ويضيف المصدر"كذلك الوسطاء اي قطر ومصر والولايات المتحدة الاميركية، يتمسكون بأوهام احتمال نجاح هذه الجولة من المفاوضات، لان احدا منهم غير مستعجل على اعلان فشله مرة جديدة بعد جولات ماضية فاشلة".
هذا دبلوماسيا، اما عسكريا على الارض فقد شهدت الساعات الماضية تطورات كبرى، ابرزها ضرب الحوثيين عمق "تل أبيب"، وهو ما يُعتبر حدثا كبيرا جدا قادرا ان يغير ويقلب الكثير من المعادلات القائمة. كذلك فإن "اسرائيل" وبالتوازي، عادت لتكثيف عمليات الاغتيال في الداخل اللبناني، دافعة بذلك حزب الله ليوسّع بدوره منطقة عملياته في الداخل الفلسطيني المحتل، مع اعلانه مؤخرا استهداف مستوطنات لم يسبق ان بلغتها مسيراته وصواريخه.
وعن هذا تقول المصادر"لا شك ان تطورات كهذه قادرة ان تجر المنطقة ككل في اي لحظة الى الحرب الموسعة، لكن التفاهمات الدولية الكبرى ما زالت هي التي تمنع هكذا انزلاق. فحتى نتنياهو الذي كان متحمسا لهذا السيناريو تراجع عنه، مع تيقنه انه سيدخل جهنهم برجليه، لذلك تراه يحاول الاستثمار قدر الامكان بالواقع الحالي، مركزا على العمليات الاستخباراتية والامنية سواء في غزة او لبنان، من منطلق ان كلفتها اقل بكثير من كلفة جر جيشه الى جبهات متعددة، هو المنهك بعد ٩ اشهر من القتال الضاري".
بالمحصلة، دوامة عنف جديدة دخلتها المنطقة ستمدد اقله حتى انجاز الانتخابات الاميركية، وتحديد الادارة الجديدة اولوياتها واجندتها للمنطقة. وحتى ذلك الوقت حرب الاستنزاف متواصلة الى اجل غير مسمى.