تمويل ساحة التل متوفر منذ عدة سنوات، مشروع التأهيل ممول من سفارتي بريطانيا والمانيا .. الاموال متوفرة فلماذا التأخير بانجاز المشروع؟

اخيرا، تحركت فاعليات طرابلس، والتقت لاحياء المشروع بعد تفاقم الفوضى في ساحة المدينة التي تعتبر من اهم معالم طرابلس، ولعل تنظيم الساحة يعيد الحيوية الى المدينة في زمن الانهيارات المالية والاقتصادية والمعيشية ..

فالوسط التجاري في طرابلس، يعرف بساحة التل او ساحة الرئيس جمال عبد الناصر، وكان مقررا ان يتوسط الساحة تمثال لعبد الناصر لكنه مشروع لم يبصر النور ..

تعتبر ساحة التل، نبض طرابلس التجاري الاقتصادي والاجتماعي والشعبي، عدا عن كونها ساحة تراثية تاريخية تضم برج الساعة الحميدية التي وهبها السلطان عبد الحميد الثاني لطرابلس بمناسبة مرور ٢٥ عاما على توليه الحكم، وشيد البرج العام ١٩٠١.

خلف البرج، قصر نوفل الاثري وحديقته الشهيرة( المنشية)، اما السرايا العثمانية فقد هدمت وكانت من اهم المعالم الهندسية ..

في هذه الساحة ايضا امتداد نحو القصر البلدي الاثري الذي تعرض الى محاولة آثمة باحراق جزء منه، والساحة اليوم عبارة عن مراكز ومؤسسات مصرفية وتجارية وباتجاه نحو الزاهرية والاسواق، واتجاه آخر نحو ساحة الكورة، عدا عن احتواء الساحة لفنادق ومسارح اثرية ومقاه تراثية ومطاعم يعود تأسيسها الى العام ١٨٨١..

تشوب الساحة حاليا، حالة من العشوائية، مما انعكس على مشهد الوسط التجاري فوضى تنتشر في المحيط كله.

هذا الواقع دفع بلجنة تجار ساحة عبد الناصر و متفرعاتها الى التحرك الجدي بدعوة البلدية وجمعية طرابلس السياحية لعقد لقاء، يستهدف اطلاق مشروع اعادة تأهيل وإحياء الوسط التجاري لطرابلس التل، وفق مشروع برنامج الأمم المتحدة الإنمائيUNDP الممول من سفارتي بريطانيا وألمانيا في لبنان، وتنشيط الدوره الاقتصاديه والسياحية في المدينة وتنظيم العشوائيات، والمواقف.

ودعا اللقاء نواب طرابلس الى تنكب مسؤولياتهم حيال هذا المشروع المغيب منذ مدة، والى احيائه من جديد.

ضمن المشروع المقرر تأهيل حديقة جمال عبد الناصر وسط التل، وازالة العقبات التي اعترضت المشروع، بحيث يصار الى تنظيم الحديقة باطار هندسي يليق بوسط المدينة، ولفت عدد من المشاركين في اللقاء الى مشروع undp الذي أسس لعمل تشاركي مع البلدية، واتفق المجتمعون على عقد اجتماعات متتالية وبخطوات متسارعة مع كافة الفعاليات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في المدينة للبدء بهذا المشروع وانهائه باقرب وقت ممكن. واشار اوساط المشاركين ان الخطوة الأولى تبدأ في الاسبوع المقبل.

ويتضمن المشروع الممول من سفارتي بريطانيا والمانيا، اعادة تأهيل ساحة التل والساعة التاريخية، باتجاه الحديقة العامة (المنشية) وقصر نوفل غربا، اما شرقا فالعمل سيكون باتجاه مقهى فهيم وشارع البلدية مع ترتيب الساحات والأرصفة، والمرحلة الثالثة تشمل الامتداد العمراني باتجاه الزاهرية وساحة الكورة والنجمة مع شارع التل الرئيسي، والخطة العامة تتضمن تحويل الساحة الى منطقة مشاة والى مجمع تجاري في الهواء الطلق وفق المواصفات العالمية في هذا الاطار، اضافة الى دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم تقنيا وماليا وإجراء مسح شامل لساحة التل لتحديد الأولويات.