تسعة اشهر على الطوفان فهل موعد ولادة النصر قد حان؟
كَتَبَ الأستاذ ناصر الظنطكلما وضعت أوراقي وحملت قلمي لأكتب مقالتي يمر خبر عاجل على التلفاز او على الهاتف عن حدث امني صعب في نابلس او جنين او طولكرم او غيرها، مواجهات كبيرة في خان يونس او جباليا والشجاعية او رفح ،او صليات صاروخية ومسيرات انقضاضية وصفارات انذار في الجليل او صفد او ...
تهديدات باعادة لبنان الى العصر الحجري،
الانتقال الى المرحلة الثالثة في غزة والعين على جبهة لبنان ،
عودة جولات المفاوضات الى قطر والحديث عن تعديلات على ورقة بايدن وردود ايجابية من حماس وصفقة قريبة و....
مما يدفعني الى التريث والتردد والتأجيل كي لا اضع نفسي امام فرضيات او احتمالات او غير ذلك ،
وحيث ان شريط الاحداث ومنذ تسعة اشهر يضعك امام مشاهد متشابهة في اكثر الاحيان عبر استمرار حرب الابادة الجماعية والمجازر والحصار والدمار والتجويع على اهل غزة الاباة وكذلك الحرب البرية والتوغلات والقصف الجوي والبحري والذي يقابل بصمود هائل ومقاومة باسلة مذهلة مترافقة مع التفاف شعبي حول المقاومة في غزة والضفة ولبنان واليمن والعراق وغيرها، ناهيك عن استمرار مظاهر التاييد والتعاطف مع غزة وفلسطين وشعب فلسطين على مستويات عالمية شعبية ورسمية وقانونية واعلامية ودبلوماسية وغير ذلك ،مع بروز حالات من التصدع على مستويات مختلفة داخل الكيان الصهيوني المؤقت ولدى حلفائه ، رغم تعاظم تلك العوامل لم يجبر العدو على وقف عدوانه الهمجي على غزة مما يوحي بأننا بحاجة الى وقائع ميدانية جديدة ومواجهات اقوى توقع المزيد من الخسائر في صفوف العدو سواء في غزة او في سائر جبهات الاسناد .
لذلك نرى ان الميدان يتكلم بقوة و يظهر المجاهدون بأساً مضاعفاً وتصعيداً في العمليات داخل غزة والضفة وكذلك في جبهة اليمن التي اعلنت الانتقال الى المرحلة الرابعة مع التهديد بالمزيد ،
اضافة الى جبهة لبنان التي توسع مداها كماً ونوعاً بهدف الضغط على العدو المجرم لوقف حربه وعدوانه على غزة. ولم تكن تلك التوسعة فقط للرد على الاعتداءات والاغتيالات بل كانت مدروسة ومنسقة اسناداً وردعاً وللمزيد من الضغوط لوقف العدوان .
والكل بات يدرك انه بمجرد اعلان وقف العدوان او وقف اطلاق النار في ظل استمرار المقاومة في غزة يعني اعلان الهزيمة للعدو والانتصار للمقاومين البواسل.
ونورد هنا ما تتناقلة وسائل الاعلام الاسرائيلية :
فقد ذكرت القناة 14 العبرية ان قيادة الجيش مستعدة لقبول اي صفقة مع حماس بأي ثمن وان المهم هو وقف الحرب ، وهذا يتماشى مع ما نقلته هيئة البث الاسرائيلية بأن قادة الفرق الاربعة التابعة لجيش الاحتلال والعاملة في غزة قالوا لنتنياهو ان الجنود باتوا منهكين لدرجة الاحتراق بسبب الخدمة المتواصلة منذ تسعة اشهر، اضافة الى الحديث عن طلب مئات الضباط انهاء خدماتهم العسكرية وبروز حالات من الاستقالة على اكثر من مستوى وصولاً الى رتب عسكرية عليا .
ومما يذكر ايضا ان مرفأ ايلات لم يدخل اليه ومنذ ستة اشهر سوى سفينة واحدة وذلك بفضل الهجمات اليمنية والعراقية. اما الضفة فتزداد التهاباً يوماً بعد يوم .
اما المشهد اللبناني والذي كثرت التصريحات والتهديدات بشأنه وعلا الصراخ على اكثر من مستوى سياسي وعسكري لوقف المعركة في غزة والانتقال الى جبهة لبنان لاستعادة الشمال، وبالرغم من كل ذلك نرى في ساحتنا تماسكاً اكثر من قبل وسط شبه اجماع رسمي وشعبي على ضرورة الدفاع عن البلد بوجه العدوان المتغطرس واستمرار التضامن مع أهلنا المظلومين في غزة .
وبالرغم من التهديد والوعيد والتهاب الجبهة واتساعها جاءت قوافل المغتربين اللبنانيين دون خوف او وجل وعملوا "عجقة على المطار" بقدومهم واهلاً وسهلاً بطلتهم ، اما الصهاينة فيهربون الى الخارج "باي باي" ، واغلب مناطق لبنان من شماله الى جنوبه وصولاً الى تخوم فلسطين المحتلة تعيش حياة عادية وتنشط السياحة الداخلية والبرامج الصيفية جبلاً ووسطاً وبحراً والامتحانات الرسمية اجريت بحمد الله (مهني و اكاديمي و جامعي وكولوكيوم).
ان المقاومة الباسلة التي بادرت الى اسناد غزة تخوض حرباً دفاعية واستباقية وترد على كل الاعتداءات بقوة عبر الصواريخ المباشرة والبعيدة والمسيرات وغيرها لكي تحقق حالة من الردع يفهمها القاصي والداني وهي تقدم الشهداء السعداء على طريق القدس ومنهم كوادر وقادة ومن ابرزهم القائد الشهيد المجاهد ابو نعمة ، والذي حمل الرد على اغتياله رسائل كبيرة الى العدو ومن خلفه عبر مئات الصواريخ والمسيرات الانقضاضية والتي اصابت مواقع العدو من شواطئ الناقورة الى جبال الجولان المحتل موقعة الخسائر والحرائق والخوف لدى الصهاينة ،
كما يحمل الرد القوي و الواسع تأكيداً على جهوزية المقاومة ، وعلى ان دماء الشهداء الزكية تزيد المقاومة اصراراً وثباتاً وقوةً وبأساً . و لعل الهدهد وما جاء به يحمل رسالة تهديد ايضا مقابل رسائل العدو التهديدية.
و ربما كان العدو قد أخذ قراره بالحرب على المقاومة في لبنان منذ سنوات لضرب قوتها ومنعها من الاعداد والتسلح ،ولكنه يبدو خائفاً من هذه الحرب وكذلك ديدن حلفاء العدو وداعميه.
لقد ارادت المقاومة الاسلامية فتح جبهة اسناد ولكنها لا تخاف الحرب وأعدت العدة لكل احتمال .فقدمت و لا تزال الشهداء بفخر واعتزاز من مجاهديها وقادتها وبيئتها قربةً الى الله تعالى وطمعاً برضوانه ومساهمةً في واجب الدفاع عن المظلومين والمستضعفين في غزة ومشاركة بمسيرة تحرير فلسطين من البحر الى النهر .
وما النصر الا من عند الله العزيز الحكيم .
و من مصاديق ما ذكرناه أعلاه الإطلالة العزيزة للأخ ابو عبيدة حفظه الله و ما شرحه عن غزة و سائر الجبهات لنكون على موعدٍ قريبٍ مع الفرج و النصر بإذن الله القوي العزيز.