ماذا سيبلغ ميقاتي بابا الفاتيكان عن وضع مسيحيي لبنان؟
مرسال الترسقبل ظهر الخميس في السادس عشر من شهر آذار عام 2023 استقبل قداسة البابا فرنسيس رئيس وزراء لبنان (رئيس حكومة تصريف الاعمال في هذه الفترة) نجيب ميقاتي الذي من المفترض ان يحمل هموم جميع اللبنانيين الى أعلى مركز كاثوليكي في العالم - والذي يتبعه أيضاً موارنة لبنان – ومن ضمنها هموم المسيحيين الذين يشعرون سنة بعد أخرى أن دورهم يتقلص في الحكم الى حدود الذوبان.
فماذا سيبلغ "دولته" حاضرة الفاتيكان التي تعتبر نفسها مسؤولة عن مليار ونصف كاثوليكي على وجه الكرة الأرضية؟
*هل سيبلغه أنه كان على تباين مع رأس الكنيسة المارونية في لبنان والعالم البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي منذ بضعة اشهر لأنه كان يصر على عقد جلسات لحكومة تصريف الاعمال بشكل شبه دوري، في حين كان البطريرك يعارض تلك الجلسات لأن كرسي رئاسة الجمهورية فارغ منذ اربعة أشهر ونصف ويجب تصريف الأعمال في الحد الأدنى، وأنه – أي ميقاتي- وعده بذلك ثم كانت له تصرفات مغايرة؟
*هل سيبلغه أنه – اي ميقاتي – أعلن أن اعداد المسيحيين في لبنان لم تعد تتخطى التسعة عشر بالمئة بناء على إحصاء وصل الى بكركي التي أنكرت أن لديها مثل هذا الإحصاء وأن الارقام مبالغ فيها لغايات في "نفس يعقوب".
* هل سيبلغه أن الموارنة في لبنان يتصارعون حتى العظم من أجل كرسي رئاسة الجمهورية ويبدو أنهم بعيدون جداً عن الاتفاق عن اسم يمكن أن يشكل قاسماً مشتركاً فيما بينهم. وأنه من الانسب سحب هذا المنصب من الطائفة وإسناده الى طائفة مسيحية أخرى (روم كاثوليك أو روم أرثوذكس) كما كان يحصل في أكثر من مرحلة في ما بعد إعلان دولة لبنان الكبير في العام 1920 وحتى الاستقلال في العام 1943؟
* هل لديه الصلاحية والجرأة أن يُبلغه الاستعداد لطرح اتفاق الطائف على بساط البحث في مجلس النواب لإعادة التوازن في السلطة بين الطوائف والمذاهب التي يتجه بعضها لرفع شعارات اللامركزية أو الفيدرالية من اجل الخروج من المأزق الذي أوصل إليه عدم تطبيق الطائف كاملاً؟
غداً بالتأكيد ستصدر تصريحات وربما بيانات عامة عن اللقاءات التي حصلت بين الرئيس ميقاتي ودوائر الفاتيكان، ولاحقاً قد تصدر تسريبات، ولكن بالتأكيد أحداً لن يدرك حقيقة المحادثات التي جرت الاّ بعد خمس وعشرين سنة حين تقرّر عاصمة الكثلكة الافراج ربما عن مضمون مباحثات مسؤولين في دول بقيت سرية طوال هذه الفترة!