الدّيار _ بعد إزالة المخالفات... متى يبدأ تأهيل وتجميل محيط جسر نهر أبو علي في طرابلس؟
دموع الأسمرلقيت خطوة القوى الامنية في ازالة التعديات والمخالفات القائمة على جسر نهر ابو علي ومحيطه، صدى ايجابيا واسعا، وترحيبا من مختلف الاوساط الشعبية في مدينة طرابلس، حيث جاءت الخطوة بعد تفاقم الاوضاع الامنية في محيط نهر ابو علي، وسقوط العديد من الضحايا والجرحى، جراء اشتباكات شبه يومية ناتجة من خلافات وتعديات، مما ادى الى عبث امني ومخاوف من امتداده على احياء اخرى في المدينة.
وتأتي الخطوة بعد سحب الغطاء السياسي عن كافة المخالفين، الذين انشووا أكشاكا وخشبيات وبسطات في تلك البقعة ، ورفع يد النواب، بهدف حماية أمن المدينة ومصلحتها العامة.
في الوقت عينه، قوبلت الخطوة ببعض اعتراض من قبل بعض اصحاب الاكشاك، بحجة حيازتهم رخصا رسمية، عدا كون البسطات والاكشاك مصدر رزق وحيد لمئات العاملين فيها، وان ازالتها يزيد من حجم الفقر والجوع ، الذي يصيب هذه العائلات المعتمدة على مصدر عيش وحيد لها.
بلدية طرابلس التي واكبت العملية، ابدت استعدادها لوضع خطة تنصف اصحاب البسطات والاكشاك التي اتلفت، وايجاد سبل عيش اخرى لهم، كيلا تؤدي الى ظلم تلك العائلات، مع التأكيد ان الخطوة شكلت بحد ذاتها ازالة بؤر فوضى، ومشاهد مؤذية مشوهة لمحيط النهر وقلعة طرابلس والمناطق الاثرية المجاورة والمحازية لضفاف النهر، اضافة الى ما تسببته من تلوث لمجرى نهر ابو علي جراء رمي اكوام النفايات فيه يوميا.
بعد هذه الخطوة، ينتظر ان تبدأ بلدية طرابلس بالعمل على ترميم وتأهيل محيط الجسر، واحياء مشروع الارث الثقافي الذي عمل على سقف نهر ابو علي، وتأهيل محيط القلعة والجسر، على غرار ما انجزه الارث الثقافي في مدينة جبيل ومحيط قلعتها، الامر الذي شكل نقلة نوعية في سياحة جبيل، بينما تعثر المشروع في طرابلس ومحيط قلعتها لاسباب عديدة ابرزها الحروب العبثية التي شهدتها المدينة، والتنفيذ الرديء للمشروع، اضافة الى التعديات والمخالفات التي شوهت الارث ومحيط القلعة، وانعكس سلبا على السياحة في طرابلس.
وذكرت مصادر ان الادارة البلدية تنتظر مبادرات النواب والسياسيين المتمولين والاقتصاديين من ابناء المدينة، لتمويل مشروع تجميل محيط القلعة والجسر، واتخاذ كل الخطوات التي تمنع من عودة المخالفات والتعديات. وان احياء الارث من شأنه ان يشجع السياحة، ويفتح آفاقا اقتصادية سياحية جديدة، ويؤمن مصادر دخل للعاطلين من العمل، وان الوضع يستدعي تدخلا سريعا من الدولة ومن المراجع المختصة، لترميم وتأهيل وتجميل ضفاف النهر ومحيط القلعة، الغني بالمواقع الاثرية والتراثية.