حمية من الرباط: نهضة وريادية مرافقنا الحيوية وفي طليعتها المطار مسار راسخ لا تراجع عنه مهما كانت التحديات
أكد وزير الاشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الاعمال الدكتور علي حمية من العاصمة المغربية الرباط أن "التصميم دائم ومتواصل على اللقاء ضمن الإطار العربي الجامع للارتقاء بكل ما يحقق مصالح وتطلعات دولنا وشعوبنا، وبما يعود بالنفع على تعزيز حداثة وتقدم قطاعاتنا الحيوية، وفي مقدمتها قطاع الطيران المدني"، منوهًا بـ"الدور الذي تضطلع به المنظمة العربية للطيران المدني، من خلال سعيها الدائم لتزويد سلطات الطيران المدني في الدول الاعضاء بإطار من العمل المشترك"، مشيرًا إلى "أن ترؤس لبنان للجمعية العامة للمنظمة خلال السنوات الثلاث الماضية كان له الأثر في تعزيز مسار النهوض بين دولها الأعضاء كافة".
وجاء كلام حمية خلال إلقائه كلمة لبنان أمام اجتماع المنظمة العربية للطيران المدني في دورتها الثامنة والعشرين، وذلك بصفته رئيسًا للجمعية العامة للمنظمة، وذلك بحضور ومشاركة العديد من وزراء النقل العرب المشاركين في أعمال هذه الدورة والمدير العام للمديرية العامة للطيران المدني في لبنان فادي الحسن.
وقال: "إنه لشرف عظيم لي، بأن أكون معكم وبينكم في الدورة الثامنة والعشرون للجمعية العامة للمنظمة العربية للطيران المدني، لا بل أنه من دواعي فخري أيضًا بأن كان لي شرف تمثيل لبنان في رئاسة الجمعية العامة للمنظمة في دورتها السابعة والعشرون، والتي شارفت اليوم على نهايتها".
وأضاف: "ها نحن نلتقي مجددًا في ظل تطورات عصفت وتعصف بالمنطقة والعالم على حد سواء، وها نحن ما زلنا نجتمع في كنف منظمة عربية جامعة، نعتز بالإنتماء إليها جميعًا، وها نحن ومن خلال اجتماعنا هذا، نبعث إلى أمتنا العربية بأسرها رسالة أمل مفادها بأن الظروف مهما كانت قاسية، وأن الأزمات مهما تفاقمت وتثاقلت، فإن ذلك لم ولن يشكل حائلًا وحاجزًا أمام تصميمنا الدائم على اللقاء والإرتقاء بكل ما يحقق مصالح وتطلعات دولنا وشعوبنا، وبما يعود بالنفع على تعزيز حداثة وتقدم قطاعاتنا الحيوية، وفي مقدمتها قطاع الطيران المدني".
وأشار إلى أنه "من المعلوم أنه من بين الأهداف السامية للمنظمة العربية للطيران المدني هو سعيها الدائم لتزويد سلطات الطيران المدني في الدول الاعضاء بإطار من العمل المشترك، ولأجل هذا، فإننا وخلال ترؤس لبنان للجمعية العامة لها خلال هذه السنوات الثلاث، انصب عملنا على تعزيز مسار النهوض بين دولها الأعضاء كافة، وكان سعينا أيضًا، متواصلًا لاستمرار التنسيق بينها في مجال قطاع الطيران المدني، وذلك من خلال وضع الأسس الكفيلة التي تحافظ وتعزز طابعه الموحد، وهذا الأمر تجلى من خلال العمل الدؤوب على تنمية وتطوير قطاع الطيران المدني في الدول العربية، بما يستجيب لحاجيات الأمة العربية في نقل جوي آمن وسليم ومنتظم، هذا إضافةً إلى حرصنا خلال ترؤسنا للجمعية العامة للمنظمة على تعزيز حضورها ومكانتها داخل منظمة الطيران المدني الدولي الايكاو، وذلك كان عبر مشاركة المنظمة في مؤتمر وقود الطيران البديل الثالث، والذي عقدته الإيكاو في مدينة دبي من ٢٠ الى ٢٤ تشرين الثاني ٢٠٢٣".
ولفت إلى أننا "نعيش في عالم، سمته التسارع، وضالته الحداثة، ودأبه الريادة، ولأننا في قلب هذا العالم، ولسنا على هامشه، ولأن إيماننا بطاقاتنا وبمقدراتنا هو إيمان راسخ، ولأننا نمتلك داخل دولنا كل مقومات النهوض والمنافسة، فإننا ولأجل هذا وذاك، كانت رؤيتنا في وزارة الأشغال العامة والنقل، في كيفية النهوض، ترتكز على النهوض بالمرافق والقطاعات العامة، وفي طليعتها كان قطاع النقل الجوي في مطار رفيق الحريري الدولي - بيروت، وذلك على قاعدة التفعيل والإصلاح والتحديث وتحسين الخدمات وإيجاد أخرى جديدة فيه بما يضاهي تطلعاتنا نحو الريادة على هذا الصعيد".
وأوضح في هذا السياق انه "انطلاقا من هذه المبادىء، فإن مطار رفيق الحريري الدولي – بيروت، ومن اليوم الأول لتسلمنا مهامنا الوزارية، كان قرارنا تجاهه جازمًا، وإصرارنا حوله متواصلًا، بأن نجعله مرفقًا جويًا، ليس مراعيًا فقط للمعايير الدولية الحديثة في قطاع الطيران المدني الدولي، إنما بجعله أيضًا مرفقًا يليق بموقع لبنان الجغرافي من جهة، ويؤدي دوره الذي يستحق من جهة ثانية".
ولفت إلى أن "نقطة الانطلاقة، كانت قد استندت على رؤية منهجية وعلمية، بحيث عملنا بداية على إعداد دراسة تفصيلية وشاملة لوضعية وطبيعة وآلية ومعوقات سير العمل في المطار، وكذلك الإجراءات المطلوبة فيه – وذلك وفقًا للمعايير الدولية التي تحددها المنظمة الدولية للطيران المدني الإيكاو - بحيث بوشر العمل سريعًا على مختلف الصعد ولدى كافة المستويات لتحقيق ذلك، التزامًا منا بتطبيق هذه المعايير".
وتطرق حمية إلى المخاطر التي تقوض تأمين السلامة العامة والملاحة الجوية وأمن الطيران في أجواء وطني لبنان، مشيرًا إلى أن "تأمين السلامة العامة والملاحة الجوية وأمن الطيران في أجواء وطني لبنان، ولاسيما في أجواء مطار رفيق الحريري الدولي بيروت، لا تتعلق فقط بتلك المعايير والإجراءات التي لابد منها، إنما هناك عامل دخيل عليها، شكل ويشكل خطرًا على فقدانها لأهميتها، لا بل أنه قد يجعلها في مهب الريح أيضًا، إنه عامل الخروقات الجوية المستمرة للعدو الإسرائيلي، والتي تناهز الألف سنويًا لأجواء لبنان وأجواء مطاره على حد سواء، الأمر الذي عرض ويعرض قطاع الطيران المدني وسلامة المسافرين من كل البلدان إلى خطرٍ محدق، هذا إضافةً إلى التشويش والتزييف لإشارات GPS التي يقوم بها وباستمرار ومن دون أن يعبأ بالمخاطر الناتجة عنها، وهذا ما أكدته ووثقته وكالة السلامة الجوية الأوروبية في نشرتها المعلوماتية الأمنية SIB 2022-02R، الصادرة بتاريخ بتاريخ 6 نوفمبر 2023، علمًا بأننا كنا قد تناولنا مخاطر هذا التشويش مع الإتحاد الأوروبي، فضلًا عن أن الحكومة اللبنانية كانت قد تقدمت بشكوى إلى مجلس الأمن الدولي بشأن هذه الأعمال، ولكن ومع الأسف الشديد، فإنه ولغاية اليوم، لم يطرأ أي تغيير على هذه الإعتداءات لا بل أننا أصبحنا بالأمس القريب أمام اعتداء من نوع آخر، ولكنه أشد خطرًا ووقعًا، وخصوصًا عندما يتناول المطار بمقالات ومعلومات صحفية، مضمونها سخيف ومناف للعقل والواقع، فضلًا عن أن مصادرها مختلقة من جهة، ومضللة وغير ذات صفة من جهة أخرى"، متسائلًا "أيعقل أن يستمر كل ذلك؟".
وختم مؤكدًا أن "إيماننا سيبقى راسخًا بنهضة ودور وريادية مرافقنا الحيوية، وفي مقدمتها مطار رفيق الحريري الدولي بيروت، وعملنا الدؤوب سيستمر ويتواصل في زيادة رفعة قطاع النقل الجوي اللبناني وتعزيز حضوره ومكانته على الصعيد العالمي أكثر فأكثر، ونهجنا في الإستمرار بالتكامل بين دولنا العربية كافة، نعتبره المعبر لتطوير جهود منظمتنا الكريمة، كي تعزز حضورها ومكانتها الدولية، مصرين على أن الأهداف التي نطمح بتحقيقها على مستواها، على الصعد الفنية والتقنية والتنظيمية، هي بمثابة مسار سنبقى نعمل على الإرتقاء به، وفي أي موقع للمسؤولية كنا".