الديار : عكار تستقبل رمضان بأسعار خياليّة للسلع الرقابة غائبة .. وجشع التجّار غير محدود
كتب جهاد نافعقبل اسبوع من شهر رمضان، بدت قرى وبلدات محافظة عكار في حالة جمود اقتصادي غير مسبوق، بعد تجاوز سعر صرف الدولار المئة ألف ليرة.
اكثر المتضررين من انهيار الليرة اللبنانية هم موظفو المؤسسات العسكرية، والقطاع العام بمجمله الذين يتقاضون رواتبهم بالليرة اللبنانية، رغم سعر منصة الصيرفة التي بلغت بدورها الـ٧٥ ألف ليرة ..
محطات محروقات عديدة اقفلت ابوابها باكرا، زبائنها انخفضوا ايضا عند بلوغ سعر الصفيحة المليون وثمانمئة الف ليرة، المؤسسات الاستهلاكية الصغيرة والكبيرة تعاني من تراجع الزبائن بدورها، فأسعار السلع الغذائية والاستهلاكية ارتفعت وتسابق سعر صرف الدولار ..
سباق بين المحلات على الاسعار، ورمضان بات قاب قوسين وادنى، وتداول بين الباعة والتجار ان صحن الفتوش، وهو الصحن اليومي للصائم، سيتجاوز المئتي الف ليرة، وربطة الخبز تجاوزت الـ٤٥ ألف ليرة، اذ تحتاج عائلة الصائم يوميا ما معدله بحد ادنى الى ربطتين، اي يبلغ مصروف الخبز لشهر بالحد الادنى مليونين وسبعمائة الف ليرة ..
اسعار الخضار بدأت تتضاعف منذ اليوم استقبالا لشهر الصيام، والسؤال الذي تطرحه العائلات كيف تستطيع الانفاق على شهر تتضاعف فيه كل المصاريف، بينما الرواتب بالليرة اللبنانية، واسعار كافة السلع حددت بالدولار وبسعر السوق السوداء؟؟..
من يراقب الاسعار؟ ومن يحاسب التجار؟؟ وكيف يسدد المواطن قوته بالدولار، ويتقاضى بالعملة اللبنانية المنهارة؟
جنوح في عكار نحو الهاوية، اكثر من اي منطقة لبنانية، كونها المنطقة التي تعتمد غالبية سكانها على مورد رزق وحيد هو القطاع العام من مؤسسات عسكرية، وتعليم ... حتى المئة دولار التي يتقاضاها العسكريون باتت غير كافية بعد ارتفاع اسعار كل السلع ...
واكثر ما يخشاه الكثير من العائلات ان الهبات والمساعدات التي كانت تنهال عليها بالمناسبات من جمعيات ومؤسسات غابت، ومن يواصل المساعدة فهي شحيحة، وبالكاد تسد رمق، ولهذه الغاية نظمت "جمعية نهضة عكار" جولة لفريق من شبابها برئاسة الناشط وليد الزعبي، حيث زاروا حتى اليوم ٣٦ بلدة وقرية، لاعداد ملفات للعائلات المحتاجة والتي لا تستفيد من وزارة الشؤون ولا من اية جهة ضامنة او مساعدات من مؤسسات، على أمل ان تتمكن من توضيب حصص غذائية لها تبدأ بتوزيعها مع بداية شهر الصيام. وتعرب الجمعية عن أملها بأن تلقى خطواتها تحاوبا من المتمولين والاثرياء يتبرعون زكاة اموالهم لعائلات غرقت في نفق الجوع الحقيقي، بغياب كلي للنواب والقيادات المتمولة، منذ انتهاء الاستحقاق الانتخابي ..
يتلمس ابناء عكار انهم متروكون لقدرهم وليس من راع لهم، ويقول احدهم ليت الانتخابات النيابية شهرية، عندها الاثرياء ينفقون ويحسبون الف حساب لطريقة الانفاق، إلا اذا كان مجديا ويأتي بضعف الارباح، اما العمل الانساني فغائب وشهر الصيام، شهر الخيرات والعطاء، يأتي هذا العام شاحبا، وشوارع عكار كلها شاهدة على الشحوب الذي يعم المنطقة من بابها لمحرابها.