الدّيار _ وقف حرب غزة يُفجّر مخيّمات لبنان
ميشال نصربين الجبهة المشتعلة جنوبا، وما قد تستدرجه من توسيع للحرب، وبين الحديث عن خطة لهز الامن الداخلي، اطل الطابور الخامس برأسه من مخيم عين الحلوة، في حادث يحمل الكثير من الاشارات والمعاني لجهة التوقيت، عشية الحديث عن مفاوضات لحل الوضع في غزة.
وفي موازاة خط المساعي والمبادرات الجارية لوقف الاعمال العدائية في غزة بين "اسرائيل" من جهة، وحماس والجهاد الاسلامي من جهة ثانية، ثمة خطط تطبخ من تحت الطاولة بـ "شراكة" اقليمية - دولية، لاعادة الصراع الى الداخل الفلسطيني، خصوصا ان ساحة الضفة الغربية، في ظل القوة العسكرية المتصاعدة لجماعات المقاومة الاسلامية، باتت جاهزة لتطوير الاشتباك مع فصائل منظمة التحرير، العاملة تحت راية السلطة الوطنية الفلسطينية.
يعزز هذا الاتجاه امور ومؤشرات حصلت خلال الفترة الماضية، ترجح نجاح هذه الفرضية ابرزها:
- تأجيل لقاء الفصائل في بكين الى اجل غير مسمى، بعدما كانت المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية، برعاية الصين قد نجحت في تحقيق تقدم كبير.
- مواقف السلطة الفلسطينية التي عبر عنها اكثر من مرة الرئيس محمود عباس، مهاجما فيها حماس وسياساتها، خصوصا امام مؤتمر القمة العربية.
- تأكيد "تل ابيب" ان "ادارة الحكم" في قطاع غزة في الفترة المقبلة لن تكون من حصة لا حماس ولا السلطة، وهو ما توافق عليه في الولايات المتحدة الاميركية، ما يعني عمليا فقدان حركة المقاومة الاسلامية قاعدة حكمها في القطاع، الذي امتد لسنوات وشكل "دولتها".
- الترتيبات الجارية لنقل قيادات الحركة واعادة تجميعهم في احدى الدول العربية في اطار أي تسوية، رغم ان ثمة من يرى ضرورة توزيعهم على اكثر من دولة مضيفة، بين الجزائر ولبنان واليمن.
هذا المشهد، دفع بقيادة حركة حماس الموجودة في لبنان، والتي تتبع عمليا للسنوار اكثر مما تلتزم بتعليمات رئيس حكومة حماس اسماعيل هنية، الى العمل منذ اكثر من سنتين على بسط نفوذها داخل المخيمات، خصوصا في عاصمة الشتات عين الحلوة، مستفيدة من وجود الجماعات الاسلامية ومن وجود النازحين السوريين، الذين يدينون بالولاء لنهجها وفكرها، ما جعلها الاقوى، بعدما اوجدت توازنا في مخيمات بيروت والرشيدية.
وفي هذا الاطار، وبعد جولة الاشتباكات الاخيرة في مخيم عين الحلوة، التي سبقت معركة طوفان الاقصى، نجحت حركة حماس لاول مرة في فرض وجودها العسكري داخل المخيم، عبر مشاركتها بقوة لا يستهان بها من ضمن المجموعة الامنية المشتركة، تزامنا مع ظهور ضعف غير مسبوق لحركة فتح نتيجة عدة عوامل.
وتكشف مصادر مواكبة، ان السلطة اللبنانية ابلغت الجهات المعنية عدم قدرة لبنان على تحمل "استضافة" قيادة حماس بجناحيها السياسي والعسكري، خصوصا في ظل وجود العدد الكبير من النازحين السوريين، فضلا عن وجود فصائل مسلحة للسلطة الوطنية في المخيمات، ما يعني صداما حتميا لا تملك الدولة اللبنانية مقومات حسمه.
وتتابع المصادر، بان الدولة اللبنانية على تنسيق مع السفارة الفلسطينية في بيروت، ومع قيادة السلطة الفلسطينية في رام الله الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني، مشيرة الى ان بيروت على موعد مع زيارة لمسؤول كبير في السلطة خلال الاسابيع المقبلة، لبحث مختلف تلك الملفات.