الديار :طرابلس نحو الأمن الذاتي
قد يكون استنفار الاجهزة الامنية، وانتشار دوريات الجيش والمعلومات وقوى الامن الداخلي في شوارع طرابلس، عشية اعياد الميلاد ورأس السنة، حقق ميدانيا بعض الاطمئنان لدى المواطنين، ولعله حد من عمليات السلب والنهب والنشل، كما ادى الى الحد من موجة اطلاق الرصاص الكثيف عشية رأس السنة الجديدة، لكن رغم ذلك هناك من تحدى قرار وزير الداخلية، وأصر على اطلاق الرصاص الذي توزع في اكثر من منطقة وحي وشارع، كما واصل النشالون عملياتهم رغم انتشار الاجهزة الامنية في الشوارع، وسجلت في يوم واحد اكثر من اربع عمليات منها في محلة الضم والفرز، وفي الميناء، والزاهرية، وابي سمراء، والقبة…
وتقول الاوساط الطرابلسية ان الاجراءات الامنية التي نفذت في طرابلس في اسبوع الاعياد كان لها ايجابياتها، ولكنها محدودة النتائج، ولم تقتلع ظاهرة النشل والسلب، ولا ظاهرة اطلاق الرصاص. وهذا ما سجلته الوقائع الميدانية في المدينة التي لا تزال تعيش في ظلال الفوضى الامنية التي تسببها تفاقم عمليات السلب والنشل والسرقات على انواعها، حتى باتت الشوارع غير آمنة، نهارا وفي ساعات الليل…
هذه الوقائع دفعت بهيئات اجتماعية وناشطين الى طرح افكار عدة لمواجهة الازمة المقلقة، واهم هذه الهيئات «حراس المدينة» الذين صمموا على تشكيل فرق ميدانية لممارسة الامن الذاتي، تحت مسمى الامن التكاملي تحت سقف التنسيق والتعاون مع القوى الامنية، ودون حمل للاسلحة حتى السلاح الابيض، لحماية طرابلس واهلها واعادة الاطمئنان الى المدينة المستهدفة بامنها الاهلي والاجتماعي والاقتصادي التجاري والسياحي، غير ان اتصالات جرت مع مسؤولي «حراس المدينة» أفضت بعد التمني عليهم بالغاء الفكرة ، وترك الامر للاجهزة الامنية كي تعالج الوضع المتأزم بطريقتها…
غير ان تواصل عمليات النشل والسرقات والاعتداءات، دفعت مجددا بالهيئات الاجتماعية الى اعادة النظر بمسألة الامن الذاتي، الذي تطبقه مناطق لبنانية اخرى، حيث لا مفر من ذلك لمساندة القوى الامنية في ملاحقة عصابات النشل والسرقة، وعصابات المخدرات، وان هذه الهيئات ومنها «حراس المدينة» قد يكون باستطاعها اذا نزلت الى الشوارع أن تمسك بمفاصل المدينة، خاصة الشوارع التي تشهد يوميا عمليات نشل وسلب، منها طلعة المنار، وطلعة الخناق، وطلعة القبة، وكورنيش الميناء…
وفي ظل غياب ملحوظ لنواب وقيادات سياسية عن معالجة الفلتان الامني، ظهرت مواقف شعبية واجتماعية طرابلسية دعت المراجع المختصة الى وضع خطة امنية شاملة حازمة لاقتلاع ظاهرات السرقات والنشل والسلاح المتفلت والمخدرات. وان ما بدأت به الاجهزة الامنية في اسبوع الاعياد يجب ان يستمر وبشكل اوسع واكثر حزما، بدءا من مداهمة اوكار المطلوبين والنشالين وتجار المخدرات، وضبط حركة الدراجات النارية المتفشية بشكل فوضوي في الشوارع، وان ما يحصل في المدينة يبعث على الريبة من خفايا وخلفيات ان تقف جهات مشبوهة خلف الفلتان، كي تتحول المدينة الى اوكار للخارجين على القانون ولعصابات المخدرات والنشالين…
كما ذكرت مصادر الاهالي ان الملحّ هو انارة شوارع مظلمة تتحول ليلا الى مصيدة للمواطنين المارين في تلك الشوارع مستغلين العتمة…