قُدرات حزب الله كشفت هشاشة جبهة العدو الشمالية
20 حزيران 2024

قُدرات حزب الله كشفت هشاشة جبهة العدو الشمالية

كتَبَ المُحرّر

بات واضحًا أن "إسرائيل" بدأت تعاني على الجبهة الشمالية مع لبنان في الأسابيع الأخيرة من نقاط ضعف كثيرة، ومن مأزق مرير على كافة الصُّعد. على الرغم من أن قادة العدو حاولوا مرارًا على مدى أشهر اخفاء وقع قساوة المعركة عن جمهورهم، ومنعوا وسائل إعلامهم من تغطية ما يجري على أرض الواقع للتّعمية على خسائرهم، إلا أن الأمور مؤخرًا أخذت تتكشف تباعًا خاصة بعدما اشتكى المستوطنون المهجّرون معاناتهم، في حين كان لكلام أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله بالأمس وقعًا اكثر إيلامًا لما يدور على هذه الجبهة.

في ذكرى استشهاد قائد وحدة "نصر" في المقاومة الإسلامية طالب عبد الله "الحاج أبو طالب"، كشف السيد نصرالله أن العدو يواجه مأزقاً عسكريًا كبيرًا وصورته الأمنية والردعية انهارت، وجيشه أصبح مهزومًا منهارًا متعبًا ومنهكًا وهو يخفي خسائره كي لا يتعرض لمزيد من الضغوط، وأن وضع البيئة الإجتماعية والنفسية لدى الصهاينة والثقة بسياسييهم تدهورت كثيرًا.
وهذا ما أكده استطلاع للرأي أجراه معهد "دراسات الأمن القومي" في الكيان الصهيوني نشر نتائجه موقع "القناة 12" تحدّث عن تراجع ثقة الجمهور الإسرائيلي في قدرة جيشه على تحقيق النصر على الجبهة الشمالية منذ بداية الحرب، كما أظهر مُعطى آخر في الاستطلاع ذاته أن 15% من المستطلعين اليهود أصبحوا يفكرون في مغادرة الأراضي المحتلة، وثلث مستوطني الشمال لن يعودوا إلى ديارهم.

وعلى ضوء تهديدات السيد نصر الله حين قال إن "أي مكان في إسرائيل لن يكون آمنًا في سيناريو حرب شاملة"، هاجم رئيس مجلس مستوطنة "مرغليوت" الشمالية إيتان دفيدي حكومة العدو في مقابلة مع إذاعة   103fm العبرية، إذ قال: "أنا الآن أختبئ خلف جدار حتى لا أُصاب بصاروخ مضادّ للدروع. هذه معادلة كان ينبغي أن تتغيّر منذ ثمانية أشهر. لقد فقدت الحكومة الإسرائيلية قدرتها على الردع حتى العظم، لذا يسمح (السيد) نصر الله لنفسه بالتحدث بهذه الطريقة، على الحكومة أن تتخذ قرارات صعبة على الحدود الشمالية".

ما زاد من تعقيد المشهد الداخلي في الجبهة الشمالية وهشاشتها لدى اصحاب القرار في الكيان الصهيوني، هو ما قاله السيد نصرالله عن "كم كبير جداً جداً من المعلومات"، واشارته الى أن "ما نُشر في الفيديو الذي وزّعته المقاومة في حيفا هو حلقة من ساعات طويلة من التسجيل، ولديها حلقات من مدينة ثانية وثالثة ورابعة، ولحيفا وجوار حيفا وما قبل حيفا وما بعد ما بعد حيفا".
حيث علقّت وسائل إعلام العدوّ على الأمر قائلة إنّ "حزب الله نشر واحدًا من أصعب التسجيلات في الحرب ليس فيديو قتلى أو جرحى، بل فيديو يكشف قدراته الاستخباراتية"، في حين أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" بأن "مسألة الدفاع الجوي طُرحت مجددًا بعد نشر الفيديو وفيه تصوير نوعي وملوّن لمواقع حساسة ما أحدث حالة هلع وسط المستوطنين، وساهم في معركة الوعي التي يديرها حزب الله".
وبحسب الصحيفة فإن "تحدّي الطائرات المُسيّرة في الحرب في الشمال أصبح بالغ الأهمية، فالطائرات المُسيّرة الانقضاضية التي لدى الحزب أوقعت خلال أيام الحرب الكثير من القتلى وتسبّبت بأضرار كبيرة".

إذن، تأثير جبهة جنوب لبنان المُساندة لغزة، صار واقعًا مؤلمًا يتلوّع منه الصهاينة، إذ اعتبر أمين عام حزب الله أن جبهة لبنان "تُلحق الخسائر البشرية والمادية والمعنوية والنفسية بالعدو، والصراخ والعويل الذي نسمعه من قادة العدوّ ومستوطنيه ما كان يحصل من دون تأثير، فهذه الجبهة استنزفت العدوّ وهجّرت عشرات آلاف المستوطنين إضافة إلى خسائر اقتصادية وسياحية حتّى بات هناك للمرة الأولى حزام أمني شمال فلسطين المحتلة".

في حين أشارت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية  إلى أنّ "حزب الله أطلق حتّى الآن نحو 6000 صاروخ ومسيرة باتّجاه الجليل، والضرر لحق بمعظم المستوطنات والكيبوتسات على الحدود، من المطلة إلى روش هنيكرا، وأصبحت الآن قرى أشباح"، معتبرة أنّ نظرية الحزب القتالية أكثر تطوّرًا بكثير من مجرد تدمير المستوطنات، إذ أنّ المخطّطين والاستراتيجيين فيه نجحوا منذ نهاية حرب 2006، في بناء قاعدة معرفية عن كلّ مستوطنة وعن جميع الأراضي المحتلة في فلسطين، وأصبحت في متناول يده، وبحسب ما أردفت، "فمن المؤكد أن مثل هذا العمل لرسم خرائط ملفات البلدات، الذي يعتمد على الصور الجوية وصور الأقمار الصناعية، يشكّل بالتأكيد إنجازًا مثيرًا للإعجاب".

وما أكده السيد نصرالله في خطابه أمس من أنه "ليست هناك حدود عليها تقنيات إلكترونية وفنية، فخلال 4 أشهر عملت المقاومة على إعماء العدوّ وإغلاق آذانه كذلك"، اكدته صحيفة "هآرتس" أيضًا إذ اعتبرت أنّ "تفعيل حزب الله للقوة قد تمّ وفقًا لمعدل منظم، وركّز جهوده على ضرب القواعد التي تعمل فيها أنظمة الدفاع الجوي والإنذار والاستخبارات التابعة للجيش الإسرائيلي، والهدف هو تعمية قدرات الدفاع الجوي والاستخبارية وتقليص حرية العمل لطائرات سلاح الجو في سماء لبنان".

ونتيجة المأزق الذي يعانيه جيش الاحتلال، وافقت حكومة العدو على مشروع قانون جديد من شأنه أن يؤخر سن التقاعد لجنود الاحتياط لمدة عام، بالإضافة الى استدعاء غالبية من يتلقون علاجات نفسية واستدعاء الاحتياط من المصابين وتجنيد الحريديم أيضًا.
وفي السياق نقل موقع "والاه"عن رئيس "المركز الوطني للصدمات والمنعة" في جامعة "تل أبيب" البروفيسور  يائير بار حاييم قوله: "منذ تشرين الأول، معدل المرضى الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة والذي يتطلب العلاج يتزايد كل شهر".

وفي مؤشر على حجم المعركة، عملت وزارة الحرب الإسرائيلية الى تقنين الأسلحة خوفًا من الحرب الشاملة، وفي هذا السياق اتهم رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بتأخير شحنة الأسلحة، وبحسب المراسل السياسي لموقع "والا" باراك رافيد، قال إن "هناك غضبٌ أميركي من فيديو نتنياهو الأخير، والبيت الأبيض اعتبره ناكرٌ للجميل وقرّر إلغاء إجتماع على مستوى رفيع بين الولايات المتحدة وإسرائيل حول موضوع إيران ولبنان الذي كان من المفترض أن يجري يوم الخميس".

وعليه يبدو وضع الجبهة الشمالية معقدًا جدًا، إذ رأت الباحثة الإسرائيلية البارزة في معهد دراسات الأمن القومي أورنا مزراحي أنه: "من أجل هزيمة حزب الله، نحتاج إلى حرب طويلة ومُعقّدة للغاية ولن تكون إسرائيل مستعدّة للانتصار فيها"، وهذا ما أكده سيد المقاومة  كذلك إذ اعتبر أن "العدوّ ليس قادرًا على الدفاع عن كيانه، والدليل عملية الوعد الصادق التي نفّذتها إيران.
فرغم الدعم الدولي وصلت الصواريخ والمُسيّرات إلى الكيان، فكيف إذا كانت المعركة معنا على بُعد كيلومترات!".

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen