فوارق كبيرة تدفع نواب طرابلس لترتيب تموضعهم!
20 حزيران 2024

فوارق كبيرة تدفع نواب طرابلس لترتيب تموضعهم!

مرسال الترس 

تفاوتت القراءات خلال الاسبوع الفائت حول مضمون اللقاءات التي عُقدت بين بعض نواب عاصمة الشمال، والأسباب التي تقف وراء تأطير هذا الاجتماع عن سواه. مع العلم أن الجميع (ثمانية نواب) يتحدثون عن اهتمامهم غير المحدود بانماء المدينة والسعي لعودتها كي تأخذ حقوقها كاملة من دولة لبنان الكبير...ولكن أين الثريا من الثرى فـ "الكلام ليس عليه جمرك"! 
فقد شنّت بعض وسائل الاعلام حملة شعواء على اللقاء الذي جمع خمسة نواب من المدينة هم: فيصل كرامي، طه ناجي، كريم كبّارة، حيدر ناصر وجميل عبّود بحجة انهم يسعون الى قيام تكتل سياسي ذات أطر محددة، ويتجاهل دعوة النواب الثلاثة الباقين وهم " أشرف ريفي، الياس خوري وإيهاب مطر" للعمل سوية من أجل تحسين أوضاع الفيحاء وإخراجها من السنوات العجاف التي عششت في زواياها، وأبعدتها عن دورها الريادي والمحوري في بناء الوطن. في حين لم ينس أحد أن ابناءها الذين وصلوا الى أعلى المراكز في الدولة قد تجاهلوا رفدها بأية مقومات انمائية، لا بل انهم عملوا في أكثر من مرحلة على تأجيج الصراعات بداخلها و "على عينك يا تاجر" !
فرئيس تيار الكرامة النائب فيصل كرامي أخذ على عاتقه منذ تولى القيادة في العائلة أن لا يغفر لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ما قام به إزاء حادثة استشهاد عمه رئيس الحكومة الراحل رشيد كرامي في طائرة هليكوبتر تابعة للجيش اللبناني عام 1987، والذي صدر حكم قضائي بحقه من أعلى سلطة قضائية في لبنان،مجلس القضاء الأعلى.وهو لم يترك مناسبة أو موقف سياسي الاّ ويوجه سهامه نحو معراب، متجاهلاً العفو الذي أصدره عنه مجلس النواب عام 2005. فكيف سيقبل بوضع الكتف على الكتف مع ممثل الحزب في طرابلس من أجل أي موضوع؟
واضح أن النواب الخمسة يجمعهم أكثر  من تحالف سياسي أو عائلي أو اقتصادي او اجتماعي في فترات متفاوتة وليس أن ما جمعهم كان وليد صدفة عابرة. في حين أن النائب ريفي قد آثر التنسيق والتحالف مع حزب القوات اللبنانية في غير لقاء انتخابي او سياسي، وبالتالي فمن الطبيعي أن لا يلتقي مع كرامي في التوجهات السياسية. أما إذا أراد البعض استغلال الآوضاع الأمنية والاجتماعية الصعبة في المدينة من أجل رسم خارطة سياسية معينة فذلك ذرّ للرماد في العيون، وتجاهل لوقائع لا يرغب اصحابها في نسيانها.
أما في ما يخص النائب مطر فهو قد وضع نفسه في إطار نواب التغيير "أو الثورة كما يرغب البعض في التشبث باللقب" الذين أعلنوا الرغبة في إعادة رسم خارطة جديدة للبنان السياسي ولكنهم غرقوا في قراءاتهم المتباينة التي لم توصلهم الى اية نتيجة ملموسة رغم مرور سنتين على انتخابهم.    
 ويبدو أن النواب الخمسة سيكون لهم دور محوري في الانتخابات الرئاسية المنتظرة، فيما الآخرون آثروا أن يرفعوا لواء المعارضة لغايات في نفس "معراب".

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen