الديار : كيف تستقبل طرابلس شهر رمضان في ظل الإنهيار المعيشي والمالي؟
11 آذار 2023

الديار : كيف تستقبل طرابلس شهر رمضان في ظل الإنهيار المعيشي والمالي؟

كتبت دموع الأسمر:

شهر رمضان بات على الابواب، ومعظم العائلات تعيش هاجس مصاريف ونفقات هذا الشهر. بالمفهوم الديني هو شهر مبارك، تحل فيه الخيرات، غير ان الواقع المعيشي الذي يزداد خناقا والانهيار المالي المستمر في تدهوره، مع بلوغ سعر صرف الدولار سقف التسعين الفا، ومعه ترتفع كافة اسعار السلع الغذائية والاستهلاكية، حتى الخضار باتت تحسب وفق بورصة الدولار، فكيف سيواجه اللبنانيون عامة وطرابلس خاصة التي تعاني في الاساس تدهورا في اوضاعها المعيشية والاجتماعية من عدة سنوات نتيجة ما شهدته من ازمات ومعارك عبثية واهمال مزمن. 

ان جولة واحدة في اسواق طرابلس يلاحظ المواطن ان هموم النفقات تطغى على العائلات، ومصاريف شهر رمضان عادة تتضاعف وتزداد، نتيجة اعداد المائدة الرمضانية والتي تحتاج الى تنوع في المأكولات، وهذا ما لم يعد ممكنا ومتوفرا في المجتمع الطرابلسي، الذي يحسب الف حساب ويقتصر الامر على الاساسيات، خاصة وان تسعيرة ربطة الخبز الصادرة يوم امس بلغت ٤٢ الف ليرة. 

يعرب مواطنون عن هواجسهم بأن الأسعار سترتفع اضعافا مضاعفة مع بدء شهر رمضان نتيجة غياب الرقابة ولان التجار اعتادوا استغلال هذا الشهر لجني ثروات بجشعهم الذي لا يرحم، طالما ان المحاسبة غائبة والرقابة عاجزة عن وضع حد للجشع والطمع في استغلال بشع في شهر الخيرات.

هذا من جهة، ومن جهة ثانية فان المدينة اعتادت في شهر رمضان على هبات وتبرعات من جمعيات ومؤسسات وفعاليات، عدا عن سياسيين يفتحون ابوابهم، لكن هذه الابواب اغلقت والتقنين في كل المساعدات بات سيد الموقف نتيجة التلاعب بأسعار الدولار، والتي يلحقها تلاعب باسعار لقمة الفقير في مدينة تتحول شيئا فشيئا الى ما يشبه مدينة على ابواب الجوع الحقيقي الذي يتسلل الى اكثر من ٨٥٪؜ من سكانها. 

يبدو ان المظاهر الاحتفالية برمضان التي كانت تعتبر من اهم تراث وتقاليد مدينة معروفة بانها مدينة العلم والعلماء ستغيب هذه السنة عن الساحة الطرابلسية، حتى الخيم الرمضانية ستغيب عن الساحة، واحتفاليات المولوية الا اذا تحمست بعض الجمعيات والشخصيات لانقاذ مدينة تزداد غرقا في فقرها، وفي تراجع لعاداتها وتقاليدها، خاصة في الافطارات الرمضانية المتنقلة التي تقام لعامة الناس، ولعل الارتفاع الجنوني لاسعار اللحوم ستكون الشاهد الاكبر على واقع المدينة المعيشي في افطارات رمضان وهذا الارتفاع افسح بالمجال امام لحوم مشبوهة بدأت تنتشر في ارجاء المدينة باسعار زهيدة، الامر الذي حرك القطاع الصحي المسؤول لتفعيل مستوى الرقابة على باعة اللحوم في الملاحم والسوبرماركت. مما يقتضي مسارعة دوريات الرقابة لحماية السلامة العامة من خطر داهم نتيجة هذه الفوضى المنتشرة في المدينة.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen