قبل النصيرات وجويا وبعدهما اجرام وغدر يقابله استبسال وصبر "
كتب الأستاذ ناصر الظنطما يزيد على ثمانية اشهر اعقبت طوفان الاقصى المبارك ونحن دائما امام سرديتين او قراءتين او روايتين لكل حادثة تحصل .فالسفاح نتنياهو وجيشه المجرم وكيانه اللاشرعي والمؤقت والهمجي ،و منذ اليوم الاول لعدوانهم على غزة الأبية عبر حربين كبيرتين ومتلازمتين حرب برية لتدمير حماس والقضاء على المقاومة، وحرب ابادة جماعية ضد النساء والاطفال وسائر البشر والحجر والعمران وكل نواحي الحياة ، منذ ذلك اليوم وهم يبحثون عن انجاز او نصر او صورة نصر لكنهم لم ينجزوا سوى القتل والتشريد والخراب والدمار والذي قابله صمود واستبسال عبر مقاومة بطولية اسطورية وثبات شعبي لا مثيل له في التاريخ ؛
و ما حصل منذ ايام في مخيم النصيرات هي مجزرة وحشية كبيرة طالت مئات الشهداء والجرحى استطاع خلالها العدو من استعادة اربعة اسرى احياء عبر الكيد والغدر والخداع وبدعم امريكي على اكثر من صعيد ،الذي حدث بنظرنا هو مجزرة ولكن الامريكي والصهيوني يقدمانها بأنها انجاز عسكري لاستعادة اسرى احياء. فان كانوا لا يقيمون وزنا لشهدائنا وجرحانا بسبب طبيعتهم العدوانية والعنصرية والاجرامية ،فهل يغفلون انهم قتلوا بايديهم ثلاثة من الاسرى وسقط لهم ثمانية عشر من الضباط والجنود من بينهم قائد العملية حسب كلام الصحفية الصهيونية (عميرةهاس) والتي ذكرت ان الاسرى الاربعة خرجوا احياء تبعاً لرغبة حماس التي تحافظ على حياة الاسرى .فالعدو قتل ثلاثة اسرى صهاينة كما قتل من كان يحرسهم ويطعمهم ،وقد نقل عن الاسيرة الصهيونية نوا اوغماني القول بانها لم تكن اسيرة بل كانت مقيدة الحركة وكانت لها غرفتها الخاصة وان العائلة المضيفة كانت غنية وكريمة والخلية الامريكية هي التي قتلت المضيفين كما وصفتهم .
لقد اعتبرتهم مضيفين و لم تقل انهم سجانين .
هذه هي اخلاق المسلمين في معاملة الاسرى ،ولكن الاهم من ذلك ان تقول المقاومة كلمتها وسريعا وبشريط مصور يظهر جزءا من المواجهة التي حصلت والمجزرة التي خلفها المجرمون وكذلك صور الاسرى الثلاثة القتلى مما يشير ان حماس حافظت على الاسرى والعدو هو الذي قتلهم وارفق ذلك بصورة للساعة الرملية لاخبار الصهاينة و اهالي الاسرى بان الوقت على وشك النفاد، يضاف الى ذلك تصريح سريع وفي نفس الليلة للناطق العسكري باسم القسام الاخ ابو عبيدة حفظه الله يشرح ما حدث ويقول للصهاينة وللرأي العام انكم اخذتم اربعة ولكن اغلب الاسرى ما زالوا مع المقاومة وفي قبضتها .وكل ذلك كان منسجماً مع بيانات صدرت من المستوى السياسي تشرح مضامين ما حصل.
كل ما سبق يؤكد للقاصي والداني ان حماس والقسام في حالة من التماسك والتكامل بين القيادة السياسيه والقيادة العسكرية والناطق العسكري والاعلام على انواعه في الداخل والخارج .
وهذا ما تؤكده ايضا الغزارة من الافلام المصورة والتي تبث يوميا عن العمليات العسكرية والمواجهات الميدانية والعبوات والصواريخ والكمائن وغيرها والتي تضاهي من حيث التصنيع والاخراج والدقة ما ينتج في هوليود .كل ما سبق يؤكد ان حماس والقسام والجهاد وسرايا القدس وغيرهم من الفصائل المقاومة لا زالت تحتفظ بقدرات جيدة نتلمسها يوما بعد يوم .علما ان هذه العمليات والمواجهات ليست محصورة برفح وجوارها بل في اغلب مناطق القطاع ومن بين تلك العمليات ما هو نوعي وكبير واستثنائي ولا سيما في البريج والشابورة وكرم ابو سالم ،ناهيك عن الاستمرار باستهداف المستوطنات في غلاف غزة بين الحين والاخر .
لقد اثبتت قيادة حماس وكتائب القسام جدارة كبيرة في ادارتها للمعركة وعلى كافة المستويات السياسية والدبلوماسية والاعلامية والاهم من كل ذلك العسكرية عبر المهارة الكبرى على صعيد التخطيط والدقة والتنفيذ المتقن المترافق مع تضحيات جسام وبأس وقوة وتصميم ،ناهيك عن الحرص على التنسيق والتكامل مع الجهاد وسراياها وسائر الفصائل على مستوى غزة والضفة والخارج ،اضافة الى جبهات الاسناد والدعم التي بذلت وتبذل الغالي والنفيس نصرة لغزة العزة واهلها الاباة ولمقاومتها الباسلة والشريفة وعلى طريق القدس والاقصى .الامر نفسه ينطبق على سائر الفصائل في غزة والضفة وجبهات المساندة .فالحرص والتعاون والتكامل قائم بحمد الله وفضله .ولا بد هنا من القاء التحية على جميع المشاركين في طوفان الاقصى .و نخص بالذكر المقاومة الاسلامية في لبنان والتي اظهرت بأسا متفانيا ومتصاعدا يوما بعد يوم من حيث الكم والنوع والمساحة رغم جسام التضحيات الغالية والتي طالت مجاهدين وكوادر وقادة وابناء قادة .
لكن المقاومة الباسلة وبيئتها الشريفة الحاضنة تزف الشهداء على طريق القدس ودعما لغزة ومقاومتها بكل فخر واعتزاز وبكل رضى وطيب نفس وسخاء وما الحضور الشعبي الكبير في اعراس الشهادة ومراسم التشييع المهيبة الا تاكيد واثبات على ذلك .والاكثر اهمية يتمثل باستمرار العمليات وتوسيع نطاقها حيث بات الصهاينة يتحدثون عن "ذكريات شمونة "بدل من كريات شمونة وعن احتراق الشمال وخسارتة وان المدن والمستوطنات من الناقورة ساحلا الى اعالي الجولان وصولا الى صفد وعكا وحيفا باتت تحت اقدام المقاومة وصواريخها ومسيراتها .يترافق ذلك مع تهديد ووعيد من قيادات العدو السياسية والعسكرية لكن المقاومة التي قدمت القائد الجهادي الحاج ابو طالب مع رفاقة وما سبقهم من قادة ومجاهدين وشهداء ابرار قالت كلمتها من خلال بأسها في الميدان .الميدان الذي يعدنا بالمفاجآت التي تثلج الصدور وتحمل معها بشائر العز والفخار وانه لجهاد نصر أو استشهاد .