هل يكون شمالياً اول رئيس حكومة في العهد المقبل؟...
مرسال الترساما وقد انضم امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله الى رئيس مجلس النواب نبيه بري في تاييد ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، فالسؤال الذي سيتابعه المراقبون:متى سيتم انتخاب الرئيس الرابع عشر للجمهورية؟ هل سيحصل ذلك بعد وقت قريب وفق تقديرات بعض الأفرقاء، أم سيغوص بعيداً بعض الشيء وفق أفرقاء آخرين؟
وبغض النظر من سيكون الوجه الجديد الذي سيقطن قصر بعبدا في السنوات الست المقبلة، أهو شمالي أم جنوبي أو ما بينهما، والأسماء المتداولة باتت حديث مختلف الأوساط السياسية إن في لبنان أو خارجه! ولكن الجواب الملّح الذي يسعى العديد من الأفرقاء لسماعه هو: من سيكون أول رئيس حكومة في العهد الجديد، بيروتي، شمالي أم بقاعي؟
في بورصة الاحتمالات كل شيء وارد. ولكن هل يكون للشمال حصة الأسد في العهد الجديد أم أنه سيكون مستبعداً بعد تسجيل اكثر من فشل على صعيد الممارسة في العقود الثلاثة المنصرمة؟
يذكّر متابعون سياسيون بأن رئيس الجمهورية اللبناني في مرحلة ما قبل الطائف كانت له الكلمة الفصل في إختيار رئيس الحكومة. حيث كان الدستور ينص على أن رئيس الجمهورية يعين الوزراء ويختار من بينهم الوزير الأول (أو رئيس الحكومة)، حتى جاء اتفاق الطائف في العام 1989 لينسف هذه المعادلة ويلقي بمسؤوليتها على مجلس النواب كي يختار رئيس مجلس الوزراء الذي يؤلف الحكومة بالتعاون مع رئيس الجمهورية.
فمنذ الاستقلال حتى اليوم شغل الشماليون (طرابلسيون تحديداً) ثلث مواقع رؤوساء الحكومات (18 من اصل 57)، فهل سيكون أول رئيس حكومة في العهد المقبل شمالياً؟
المعطيات المتوافرة حتى الآن غير واضحة المعالم، فالأسم المطروح من قبل فريق الرابع عشر من آذار ومن القوى الخارجية الداعمة له (إقليمياً ودولياً) هو نواف سلام (ابن العاصمة بيروت) وابن عائلة لها حظوظها في الكرسي الثالثة.في حين أن بقاء رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي غير مشجعة (بالرغم مما يُقال أنه مدعوم فرنسياً) حيث لوحظ أنه قد ترك مساحة واسعة بينه وبين سليمان فرنجية في آخر إطلالة تلفزيونية له، من دون ان ينجح في تركيب جسور متينة مع المرشحين الجديين الآخرين الذين ينظرون الى أمثاله من زاويتين: الأولى تعتبره احد أركان المنظومة التي أوصلت لبنان الى الانهيار المالي والاقتصادي. أو أنه لا يؤخذ على محمل الجد من الفريق الثاني الذي يعتبره أنه يقدم الوعود على الأعمال الجدية التي لا تخدم أي تغيير محوري ملموس. أضف الى ذلك الانهيار غير المسبوق للعملة الوطنية في أيام حكومته الأخيرة من دون أن يسجل أنه أقدم على أي إجراء عملي أو فعلي للحد من ذلك.
أما الأسم الآخر الذي تردد في بعض الأوساط السياسية هو رئيس تيار الكرامة النائب فيصل كرامي (وهو ابن عائلة تولت رئاسة الحكومة 11 مرة من أصل 18كانت تؤول فيها الى شمالي).
هناك اسم ثالث كان قيد التداول لفترة وهو النائب والوزير السابق محمد الصفدي ولكنه ارتبط في مرحلة ما برئيس الجمهورية السابق ميشال عون وحسابات حقله لم تلائم بيدر السراي.
اما الأسم الرابع فينطلق من دائرة فريق الرابع عشر من آذار ويطوف حول النائب اللواء أشرف ريفي، اذا فشلت ورقة نواف سلام أو من يوازيه في العاصمة.
اضافة الى ذلك هناك اسماء فلتة شوط وليست من اسماء العائلات المتداولة في سلم اولويات الكرسي الثالثة وغالباً ما كانت تنتهي فترة توليها الحكم بنكسة أمثال عائلات الحافظ او الرفاعي او المنلا او الجسر.
فهل سيبقى الرقم "ثلاثة" في ربوع الشمال؟ أم سيغيب مطولاً خلال العهد الجديد؟