نوّاب شماليون رافعة لانتخاب فرنجيّة: من هم؟
09 آذار 2023

نوّاب شماليون رافعة لانتخاب فرنجيّة: من هم؟

عبد الكافي الصمد

بالتزامن مع إعلان رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله دعمهما ترشيح رئيس تيّار المردة سليمان فرنجيّة في انتخابات رئاسة الجمهورية، بدأت للتّو عمليات "البوانتاج" لمعرفة عدد الأصوات التي يمكن أن يحصل عليها فرنجيّة، والأصوات التي يحتاجها لتأمين فوزه، وهي 65 صوتاً، بعد ضمان حضور 86 نائب في جلسة الإنتخاب لتحقيق دستوريتها، والتي بدأت معركة تأمين نصابها وتطييره بين الكتل النيابية.
وبعيداً عن الأصوات التي بات مضموناً لفرنجيّة حصوله عليها، وهي أصوات الثنائي الشّيعي حركة أمل وحزب الله، إضافة إلى حلفاء وداعمين في مختلف المناطق موزّعين طائفياً ومذهبياً وسياسياً، فإنّ الأنظار توجّهت إلى الشّمال لمعرفة عدد الأصوات التي يمكن أن ينالها الزّعيم الزغرتاوي، في منطقة تعتبر قاعدته السّياسية والشّعبية التي ينطلق منها.
في قراءة أوليّة أظهر "البوانتاج" الذي جرى في هذا السّياق أنّ فرنجيّة سيحصل على نصف عدد أصوّات نوّاب الشّمال على أقلّ تقدير، أيّ 14 من أصل 28 نائب، وهي أصوات مرجّح أن يرتفع عددها في ضوء التطوّرات المنتظرة، من غير إسقاط نوّاب ربّما لن ينتخبوه، لكنّهم سيحضرون جلسة الإنتخاب لتأمين النصاب، بعد جهود لإقناعم بذلك، ما يعني أنّهم سيؤمّنون إنتخاب فرنجيّة وفوزه بشكل غير مباشر.
وحسب "البوانتاج"، فإنّ نوّاب الشّمال الذين سيقترعون لفرنجيّة، أو لن ينتخبوه، موزّعين كالتّالي:
أولاً: النائبان طوني فرنجيّة وملحم طوق المنضويان في عداد "التكتل الوطني"، قاعدة فرنجيّة الأساسية، الذي يضمّ أيضاً إليهما نائبين من خارج الشّمال، هما فريد هيكل الخازن وميشال المرّ.
ثانياً: حلفاء فرنجيّة في الخطّ السّياسي الذين يعتبرون أبرز الداعمين له، وهم النوّاب طه ناجي وجهاد الصّمد وفيصل كرامي وحيدر ناصر.
ثالثاً: نوّاب تكتل "الإعتدال الوطني" وليد البعريني، محمد سليمان، سجيع عطيّة، أحمد الخير، عبد العزيز الصمد وأحمد رستم. وهؤلاء بدرت عنهما إشارتان تدلّان على أنّهما أقرب إلى التصويت لفرنجيّة أكثر من أيّ مرشّح آخر. الإشارة الأولى ما صدرت عن النّائب الخير لمّا سُئل إنْ كان سيصوّت لفرنجيّة، فأجاب: "فرنجيّة جارٌ لنا، والله أوصانا بسابع جار". والثانية تمثلت في لقاء عقده الرئيس سعد الحريري بأعضاء التكتل يوم زيارته بيروت في 14 شباط الماضي في ذكرى اغتيال والده الرئيس رفيق الحريري، وهو لقاء دلّ أنّ الحريري يملك المونة عليهم، وهي مونة ستصبّ على الأغلب في مصلحة فرنجيّة الذي كان الحريري قد تبنى ترشيحه عام 2016، قبل أن يتبنى لاحقاً ترشيح العماد ميشال عون.
يُضاف إلى ذلك وجود علاقات سياسية وشخصية ومصالح تربط أغلب أعضاء التكتل بفرنجيّة وسوريا، التي لا شكّ لن توفّر وسيلة لدعم أحد أبرز حلفائها في لبنان بهدف الوصول إلى سدّة رئاسة الجمهورية.
رابعاً: نوّاب تتقاطع مواقفهم السّياسية ومصالحهم وعلاقاتهم الشخصية مع فرنجيّة، وهم محمد يحيى، عبد الكريم كبّارة، إيهاب مطر وجميل عبّود. وقد أفادت مصادر سياسيّة مطلعة لموقع "06News" بأنّ "إتصالات جرت بعيداً عن الأضواء بينهم وبين فرنجيّة، عبر قنوات معينة، مباشرة أو عبر وسطاء، أفضت إلى أنهم يرون في فرنجية "الخيار" المناسب لهم، لكنّهم يفضّلون أنْ لا يعلنوا ذلك حالياً، بانتظار التوقيت المناسب".
خامساً: النوّاب الأربعة المنضوون في التيّار الوطني الحرّ، وهم جبران باسيل، جورج عطا الله، أسعد درغام وجيمي جبّور، لن يقترعوا على الأرجح لفرنجيّة إذا جرت الإنتخابات اليوم، إلّا أنّه يُحتمل حضورهم جلسة الإنتخاب وتأمين النصاب الدستوري إذا نجحت المساعي في إقناعهم بذلك.
سادساً: أمّا بقية النوّاب، سواء المنتمين إلى القوّات اللبنانية، وهم ستريدا جعجع وغيّاث يزبك وفادي كرم والياس الخوري، أو النوّاب المستقلين وهم أشرف ريفي وميشال معوض وميشال الدويهي وأديب عبد المسيح، فهؤلاء معروف مسبقاً موقفهم الرافض كليّاً إنتخاب فرنجيّة، وهم بعدما عجزوا عن تأمين العدد الكافي من الأصوات التي تدعم فوز معوض، إنتقلوا إلى الخطة التالية وهي عدم تأمين النصاب الدستوري الذي يؤمّن فوز فرنجيّة، ويقطع طريق وصوله إلى قصر بعبدا، على أمل أنْ تسهم الظّروف، الداخلية والخارجية، برأيهم، و"تسوية" ما  في فرض مرشح آخر.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen