هل سيحسن الموارنة.. قراءة خارطة طريق فرنجيه؟
مرسال الترس أجمع المراقبون على أن رئيس تيار المرده سليمان فرنجيه قد وضع خلال خطابه في الذكرى السادسة والأربعين لمجزرة اهدن (التي تصادف اليوم الخميس في 13 حزيران من كل سنة) خارطة طريق ليس للوجود المسيحي في لبنان والماروني تحديدأً، وإنما للوجود المسيحي في هذا الشرق الذي تعرض منذ عقود وما زال لهجمات منظمة من الأرهاب الدولي الذي ترعاه الولايات المتحدة الأميركية ظاهرياً، وتوجهها الصهيونية العالمية بأساليب خفية. والتي ظهرت معالمها جيداً في العراق وليبيا وسوريا ومصر وتونس.. ودولاً أخرى بأبشع الصور. وقال:" نحنا أبناء الحرية والإيمان والرجاء، واللي بيكونوا كذلك لا بيخافوا ولا بينكسروا".
ومن هذا المنطلق دعا الجميع الى التكاتف كي يكون لبنان هو الغالب تجاه كل مشاريع التفتيت والتقسيم والفدرلة وما يوازيها وقال:" عندما يكون وجودنا كمسيحيين مهدد رح نكون كلنا سوا واحد". موجهاً التحية للمقاومة وشهدائها في جنوب لبنان وغزة.
ورد فرنجيه بطريقة غير مباشرة على الذين يهولون بزوال لبنان السياسي (كما قال الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، أو كما ردّد بعض المسؤولين الأوروبيين امام وفد نيابي لبناني بالقول:"عليكم أن تنسوا حدود سايكس – بيكو). فقال: "رح طمّن كل الخايفين من زوال لبنان السياسي، ويللي عم يخوفونا من زوال لبنان، وقلّن لبنان ما رح نخلّيه يزول وتاريخنا بيشهد.» لافتاً الى أنّ التسوية سترتكز على اتفاق الطائف الذي يجب أن يتمسّك به اللبنانيون والمسيحيون على الأخص". مذكراً الجميع بأن « لبنان الكبير يللي أسسوه جدودنا... أعطى كل اللبنانيين الامكانية ليعيشو ببلد حفظلن الهوية، والدور والحرية".
وذكّر فرنجيه بأن الصراعات في لبنان كانت تنتهي دائماً بعدم قدرة أي فرق على الفوز بطريقة حاسمة بل بمقاربة الأمور وفق منطق التفهم والتفاهم وقال: نريد التسوية المنتظرة في لبنان على قاعدة «لا غالب ولا مغلوب»، حيث يكون الغالب لبنان والمغلوب مشروع سقوط هذا البلد وزواله". (كما تسعى ربما بعض الجهات الخارجية وبعض الداخلية). مؤكداً أن «التسوية جايي ويمكن صارت قريبة وما في لزوم للخوف واليأس". داعياً الى "الإيمان بوحدة البلد وإحترام الدستور والنظام الاقتصادي الحر والحفاظ على التنوّع والحريات العامة، والإسهام الريادي في بناء العالم العربي".
في كل الظروف أثبت فرنجيه أنه يحترم مواقفه وتحالفاته، ولم يستطع أحد حتى من أعدائه الإنتقاص من وطنيته ومارونيته في كل الظروف الصعبة التي مرّت على البلاد على الأقل في العقود الخمسة الماضية.