هل سيكون آذار شهر بداية الحلول؟
مرسال الترسعلى طريقة السهل الممتنع ينوي رئيس مجلس النواب نبيه بري الدعوة الى انتخاب رئيس للجمهورية في جلسة هي الثانية عشرة في ترتيب الجلسات غير المجدية التي إنعقدت قبل شهر من حلول الفراغ في كرسي الرئاسة الأولى في لبنان.
ولأن "استاذ ساحة النجمة" وكما نقل عنه زواره "أنه لن يدعو إلى موعد جديد ما لم يبصر أمامه المعطيات التي ستؤكد له أن المجلس سيكون فعلاً بصدد انتخاب رئيس الجمهورية".
و"لأن لبنان لم يعد يحتمل أشهراً في الحال التي هو فيها. وبالكاد أسابيع" على حد تعبيره. فقد فهم المراقبون أن "الاستيذ" سيدعو الى مثل الجلسة المشار اليها خلال اسابيع بعد أن يستكمل الاتصالات لتجميع الأصوات التي تساعد المرشح الذي يرنو اليه وافصح عنه علناً وهو رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ليكون الرئيس المقبل للجمهورية. بعد أن ينجح بالتكافل والتضامن مع شريكه في الثنائي الشيعي في تأمين الستة والثمانين صوتاً التي تشكل ثلثي مجلس النواب والتي تؤهل لإنعقاد الجلسة وبالتالي الانتخاب.
وفي حال فشل السيناريو المشار اليه فالصورة بالتأكيد ستكون ضبابية بكل معنى الكلمة، مما سيدفع القوى الخارجية والتي إجتمعت مؤخراً في باريس الى استنباط حالة تقارب الفوضى الكاملة يتأتى عنها فرض حل بالقوة عبر جر الأفرقاء في لبنان الى المفاوضات في هذه العاصمة العربية أو تلك.
ولأن السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا عبّرت في أكثر من موقف لها عن وقوف بلادها على مسافة واحدة من جميع الأسماء المرشحة وأن لا فيتو على أحد.
ولأن السفيرة الفرنسية في العاصمة اللبنانية آن غريو مستعجلة (من زاوية الحرص الفرنسي الشديد على الكيان اللبناني الذي كانت باريس عرابته قبل قرن من الزمن) على الوصول الى مخارج باردة للأزمات في لبنان، يصبح بالأمكان تقدم الإحتمال الأول الذي يفتح الباب على بدء استعادة لبنان لعافيته، على الإحتمال الثاني الذي يتضمن الاستمرار بتفكك الدولة وانهيارها الى الدَرك الذي لا يستسيغه معظم اللبنانيين ويتطلع اليه الأعداء. الى جانب ذلك توقف المراقبون عند سلسلة من التقاطعات التي توحي بالايجابية وتمثلت بالتالي:
وزير الاعلام المهندس زياد المكاري الذي زار فرنسا مؤخراً وأجرى سلسلة من الاتصالات المعلنة والبعيدة عن الإعلام خَلُص الى ان بداية الحلحلة ستكون خلال شهر او شهرين على أقصى تقدير.
رئيس حزب الكتائب الوزير السابق كريم بقرادوني أكد أن رئيس الجمهورية المقبل سيكون في قصر بعبدا قبل شهر حزيران المقبل.
النائب جهاد الصمد تحدث عن "أمر سيحصل بين السعودية ولبنان قريباً وانشالله ويؤتي ثماره".
إضافة إلى ذلك توقع دبلوماسيّ عربيّ أن تشهد الأسابيع القليلة المقبلة تطوراً حاسماً في مسار الحرب اليمنية ما سينعكس ايجابا على لبنان!
وزبدة الكلام أن الرئيس بري قد يدعو الى جلسة انتخاب "عملية" قبل حلول شهر رمضان المبارك.
إذا ما عليكم أيها اللبنانيون الاّ التقاط انفاسكم والعض على الجروح لفترة ربما ستكون وجيزة جداً في حياة الدول، فما من شدة تدوم ولا من حرب ستظل قائمة الى ما لا نهاية، وتفاءلوا بالخير كي تجدوه!