كتاب
06 حزيران 2024

كتاب "النفاق الأميركي"... واستشهاد الرئيس الحريري؟

مرسال الترس

بعد عقدين ونصف على استشهاد أحد أبرز الشخصيات السياسية في لبنان، وضعت الصدفة بين يدي مضمون كتاب يحمل عنوان : ”النفاق الأميركي” يتم فيه تسليط الضوء على كثير مما يقال أنها مؤامرات ومخططات أمريكية في الشرق الأوسط وفي العالم.
وما يهمنا في لبنان أن نقرأ ماذا أورد الكتاب عن استشهاد الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط 2005. حيث جاء فيه: "أن الولايات المتحدة وإسرائيل كانتا وراء الاغتيال".
حيث يقول كاتبه عمران أدهم:" إنني إحتفظ بعناية بالمستندات التي رفدتني بالمعلومات والأسرار الكبيرة والصغيرة وأنا على استعداد كامل للكشف عنها إذا لزم الأمر” ص 78 .

وينقل الكاتب عن أحد كبار المسؤولين في المخابرات المركزية الأميركية (قبل تقاعده) جون بيركنز  التالي : الصاروخ الصغير الحجم الذي أطلق من البحر باتجاه موكب الرئيس رفيق الحريري ، كان يحتوي على اليورانيوم المخصب ، وهو ذو قدرة تدميرية شديدة .
وهذا النوع من الصواريخ لا تملكه إلاّ الولايات المتحدة وألمانيا وإسرائيل .
والمسؤول عن موكب الحريري كان يعرف جيدا ساعة الصفر .

ويضيف:" إن الأقمار الأميركية والإسرائيلية صوّرت عملية الاغتيال ، إضافة إلى طائرة هليكوبتر إسرائيلية كانت في الجو في محاذاة الشاطئ اللبناني وكانت تراقب سير العملية .
وقد رفضت الإدارة الأميركية أن تتولى لجنة تحقيق لبنانية التحقيق في العملية ". 

ثم يتوقف الكتاب أمام إفادة لمسؤول سابق آخر في المخابرات المركزية الأمريكية هو “دافيد وين” الذي يصفه بأنه كان مسؤولا طوال ثماني سنوات على إمتداد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حتى آخر أيار 2014 حيث يقول: كان رئيس الوزراء الإسرائيلي يتشاور مع القيادات الأمنية في الصيغة الفضلى لتصفية الحريري من دون إلحاق الضرر بإسرائيل .
وبعد مداولات طالت،أستقر الرأي على أغتيال الرجل في بلد أوروبي أو عربي .
لكن خبراء “الموساد” رفضوا هذا التوجه لأنه قد يرتب عواقب وخيمة على إسرائيل .
هنا أقترح رئيس الوزراء “أرييل شارون” أستبدال كل الخطط الموضوعة بخطة تقضي بتنفيذ العملية داخل بيروت وبذلك تصيب إسرائيل عصفورين بحجر واحد:   التخلص من الرجل والتأسيس لصراع داخلي طويل في لبنان بين أنصار الحريري من جهة ومؤيدي سوريا و “حزب الله” من جهة أخرى ، ما يؤدي إلى إنسحاب القوات السورية في نهاية المطاف ومذهبة الصراع السياسي الداخلي . ص87 .

وفي تلفيق التهم , تم اختيار المحقق الألماني “ديتليف ميليس” كي يرأس لجنة تحقيق دولية. ص 80.
في المفهوم العام يُقال أن للحقيقة أوجه متعددة وقد جسّد ذلك الأديب المصري الكبير نجيب محفوظ في روايته "ميرامار".

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen