عندما أنشئت في محافظة عكار ثلاثة أقاليم للدفاع المدني، و24 مركزا موزعين في كافة انحاء عكار، كان قرار مديرية الدفاع المدني صائبا ومنصفا للمنطقة الغنية بغاباتها الدهرية..

مراكز الدفاع المدني في عكار شهدت اقبالا ملحوظا من متطوعين رغبوا بالمهمات التي تحتاج الى خبرة، وجرأة خاصة في منطقة كعكار لطالما حصلت وتحصل فيها حرائق او حوادث مختلفة كان فيها متطوعو الدفاع المدني اول الحاضرين للنجدة ..

برزت في عكار مراكز حلبا، والحيصة والسهل، وخريبة الجندي، والقبيات، والجرد - القيطع، وتتجاوز احيانا مهمات المركز الواحد في الشهر الواحد قرابة الخمسين مهمة، على غرار ما يحصل في مركز خريبة الجندي الذي يؤدي مهمات لقرى وبلدات نهر أسطوان، او مركز الحيصة لقرى سهل عكار، ومركز الصدقة لقرى القيطع والجرد، ومركز القبيات لقرى وبلدات الدريب كله.

غير ان واقع الدفاع المدني في عكار في الظروف الراهنة بات يحتاج الى عناية استثنائية كي يتمكن من مواصلة مهماته، لا سيما وان الصيف على الابواب وغالبا تحصل حرائق في الغابات ...

فبعد بلوغ سن التقاعد لكثير من الموظفين في مراكز عكار بات عدد الموظفين في الخدمة لا يتجاوز العشرين موظفا للمحافظة الاكبر في لبنان، والتي تجاوز عدد سكاتها الخمسمئة ألف نسمة.

وبات الجسم الرئيسي الناشط والمتحرك للدفاع المدني هو من المتطوعين الذين يسارعون الى تقديم خدماتهم دون مقابل، ومضى على كثير منهم سنوات في العمل التطوعي دون تثبيت، ويبلغ عددهم قرابة الثلاثمئة وخمسين متطوعا، يعملون بمهارات اكتسبوها من سنوات الخدمة ووعدوا بالتثبيت وينتظرون صدور القانون الذي ينصفهم وينصف عائلاتهم ويقدر خدماتهم وتضحياتهم..

وتستغرب مصادر أهلية تأخر القانون، فيما علامات استفهام يطلقها البعض عن سر هذا التأخير لتثبيت متطوعي الدفاع المدني وهم الاكثرتضحية وحضورا في كل المناطق، بينما عائلاتهم تعيش وزر الدولار وتقلباته وانهيار الليرة اللبنانية، وكثيرون ليس لهم مورد رزق او عمل بديل وباتوا يتمتعون بخبرات ومهارات واسعة، ويعملون بلحمهم الحي كما يقول المثل الشائع.

مراكز عكار بات معظمها يحتاج الى معدات وصيانة، وكان للجيش اللبناني دور بارز في تأمين مادة المازوت للمراكز، وإلا لتوقف معظمها عن العمل..

بعض ابنية المراكز اصيبت بتصدعات جراء الهزات الارضية المتكررة، على غرار ما تعرض له مركز خريبة الجندي من تشققات، وسقوط متعلقات على الجدران لحظة وجود رئيس المركز والعناصر فيه، الامر الذي يستدعي العمل السريع لمعالجة التصدعات التي حصلت في المبنى وهو من المراكز النشيطة جدا في عكار ويتمتع عناصره بمهارات مميزة ...