مؤشّرات التسوية تقترب: متى انتخاب سليمان فرنجية رئيساً؟
04 آذار 2023

مؤشّرات التسوية تقترب: متى انتخاب سليمان فرنجية رئيساً؟

عبد الكافي الصمد

ليس عبثاً ولا صدفة أن يكشف رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي، في حديث صحافي أدلى به إلى جريدة "الأخبار" (الخميس 2 / 3 / 2023) بأنّ "مرشحنا معروف وهو سليمان فرنجية". ذلك أنّها المرّة الأولى منذ الفراغ الرئاسي في 31 تشرين الأوّل الماضي، وبعد أوّل جلسة إنتخاب في 29 أيلول الماضي، يعلن برّي ما بات معلوماً ضمناً من الجميع بأنّ رئيس تيّار المردة هو "المرشح الذي سمّته الورقة البيضاء دون أن تكتب إسمه"، حسب قوله، ومضيفاً: "هو لا يزال مرشّحنا والجميع يعرف ذلك. مرشّحنا جدّي وأكّدنا عليه مراراً".
من يعرف برّي جيداً يعلم أنّه لا يرمي الكلام جزافاً، وبأنّ خصومه قبل حلفائه يدركون أنّه أحد أهم اللاعبين على السّاحة السياسية اللبنانية، والعارف بخباياها، وبالتالي فإنّه عندما يخرج كي يعلن على الملأ، وفي هذا التوقيت، تبني ترشيح فرنجية، فإنّ ذلك يعني أنّ أمراً ما قد استجد.
ما لم يكشف عنه برّي حول الأمر الذي استجد، لمّح إليه النّائب جهاد الصّمد، حليف برّي وفرنجية، عندما أشار في لقاء مع قناة "الجديد" (الجمعة 3 / 3 / 2023)، إلى أنّ "هناك أمرٌ سيحصل بين السّعودية ولبنان قريباً جداً، واعتقد أنّه سيكون بادرة خير"، مكتفياً بالقول إنّ هذا "الأمر" يحتمل أن يكون على "شكل لقاء أحد القيادات اللبنانية مع السّعوديين، وهو لقاء سوف يؤتي أُكله".
هل يشير ذلك إلى أنّ أوان التسوية الرئاسية قد اقترب، أو أقله قد وُضع على سكّة الحل، وأنّ ما يُحكى عن "فيتو" سعودي على فرنجية ليس صحيحاً البتّة، وهو ليس سوى مجرد شائعات وأمنيات البعض من خصوم "البيك الزغرتاوي"؟
مصادر سياسية مطلعة أوضحت لموقع "06NEWS" أنّ "إعلان برّي صراحة تبنّي ترشيح فرنجية لرئاسة الجمهورية، يشبه ما حصل بعد الفراغ الرئاسي عام 2014، عندما أعلن حزب الله بأنّ مرشحه هو الجنرال ميشال عون، وبقي متمسكاً به طيلة مدة الفراغ التي امتدت أكثر من سنتين ونيّف، إلى حين انتخاب عون رئيساً، واليوم يتكرّر المشهد ثانية، ولكن هذه المرّة مع فرنجية".
كلّ ذلك يأتي بالتزامن مع حديث عن اقتراب زيارة وزير الخارجية السّعودي فيصل بن فرحان إلى دمشق، تمهيداً لفتح صفحة جديدة من العلاقات بين البلدين، وهي صفحة لن يكون الملف اللبناني غائباً عن ملفاتها الكثيرة، بشكل دفع كثيرين إلى توقّع إعادة إحياء "السّين السّين" مجدّداً، ولو بشكل مختلف ووسط ظروف مغايرة، إلّا أنّها ستنتج لا محالة في نهاية المطاف تسوية رئاسية تفتح الباب أمام انتخاب شخصية ليست بعيدة عن دمشق، وتطمئن الرياض في الوقت نفسه.
داعمو فرنجية، وحتى بعض خصومه، يرون فيه الصّفات المناسبة للتسوية المقبلة، من رئيس له حيثيته السّياسية، وطني وعروبي، منفتح على الجميع ويتحدّث معهم، وليس لديه عقدة نقص لا داخلياً ولا إقليمياً ولا دولياً، حريص على اتفاق الطائف، ومن خلاله يمكن ملء الفراغ قبل الدخول في متاهات الفوضى ودهاليز المجهول.
إزاء ذلك، يبدو أنّ الفرصة التي سنحت لفرنجية للوصول إلى قصر بعبدا عام 2016 وتنازل عنها لمصلحة عون، إلتزاماً منه بـ"الخطّ" السّياسي، تبدو مؤاتية له اليوم أكثر من أيّ وقت مضى، ليكون في حال انتخابه الرئيس الشّمالي الثالث الذي يتربع على كرسي الرئاسة الأولى، بعد جدّه الرئيس الراحل سليمان فرنجية (23 أيلول 1970 ـ 22 أيلول 1976) والرئيس الراحل رينية معوض الذي اغتيل بعد 17 يوماً من انتخابه (5 تشرين الثاني 1989 ـ 22 تشرين الثاني 1989).

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen