الشهيد رشيد كرامي في ذكراه: إرث الكرامة.. وحدةُ الوطن، ونصرةُ فلسطين
كتب المحرركان يحمل أوراق دعوته للسلام، وإيمانه بوطن الحوار، عندما امتدّت إليه يدُ الإجرام والتقسيم، التي تلطّخت بدماء اللّبنانيين الأبرياء، محاولةً إسكاتَ صوت العقل، فأضافت إلى سجلّها الوحشيّ جريمةً جديدةً بحجم الوطن، ففجّرَت المروحية العسكرية التي تحمل رئيس الحكومة، فاستشهد رجلٌ من رجال الدولة والمؤسّسات، مدافعًا عن وحدة لبنان.
يُحيي لبنان اليوم، وأهل طرابلس وعائلة كرامي، ذكرى استشهاد الرئيس رشيد كرامي، والذي تولّى الوزارة ثمانيَ مرات ما بين العام 1955 والعام 1987، إضافةً إلى أدوار تشريعية، وأدوارٍ في وزاراتٍ عديدة، ما يدلّ على أنّه سياسيٌّ من الدّرجة الأولى، وأنّه دأبَ طوالَ حياته على خدمة لبنان الذي آمنَ به أنّه وطنُ الحوار، ووطنٌ لجميع أبنائه.
تأتي الذكرى اليوم في ظلّ ظروفٍ سياسيّةٍ واقتصاديةٍ وأمنيّةٍ صعبة يعيشها لبنان، وفي ظل محاولات الفتنة المتكرّرة من أصحاب مشاريع التقسيم، لذلك يفتقد بلدُ الأرز إلى رجالٍ يملكون ضميرًا وطنيًّا، يؤمن بالوحدة والحوار وطريق السّلام.
لقد ترك الرّئيس رشيد كرامي بصماتٍ وإنجازاتٍ كثيرة في صفحات تاريخ لبنان، ولم ينسه اللبنانيّون قامةً كبيرةً، ساعيًا إلى الوحدة والعروبة، مدافعًا في مواقفه عن فلسطين والكرامة. وكذلك ترك الشهيد عائلةً وفيّةً لنهجه، من الرئيس المرحوم عمر كرامي، إلى رئيس تيار الكرامة فيصل كرامي، الذي يتمسّك بمدرسة جدّه في الوحدة الوطنية، وفي عقيدته بأنّ: "الأرض والحريّة والكرامة والحقّ كلّها تُشترى بالدماء، ونحن المشترون، ولن تضيع الدّماء، لا دماء الفلسطينيين، ولا دماء اللبنانيين، ولا دماء الرّشيد".