لماذا سعى نوّاب القوّات لتفسير نوايا رئيسهم !!!
بقلم : مرسال الترستوقّف المتابعون باهتمام صباح الثّلاثاء الفائت عند خبر يقول بأنّ رئيس حزب القوّات اللّبنانيّة سمير جعجع اتّصل بمفتي الجمهوريّة الشّيخ عبد اللّطيف دريان متمنّيًا متابعة موضوع اختفاء إمام بلدة القرقف في محافظة عكّار أحمد شعيب الرّفاعي لأنّ المسألة ستكون لها تداعيات كبيرة على الأوضاع الأمنيّة في البلاد.
ربّما كان هذا الخبر هو المعلومة الأوّليّة على صعيد انتشار الاختفاء على مستوى لبنان والعالم لتبدأ بعده أصوات متوتّرة بالظّهور على الإعلام تُنذر بالتّهديد والوعيد من استهداف الطّائفة السّنّيّة ومنها النّائب السّابق خالد ضاهر، وأخرى تدعو لحمل "الجعب" العسكريّة ومنها المسؤول العسكريّ السّابق (في أكثر من موقع) عميد حمّود وذلك من باب الدّفاع عن الطّائفة السّنّيّة أيضًا وأيضًا... وفي الوقت نفسه بدأت تُسرَّبُ معلومات عن أنّ وراء الخطف جهاز أمنيّ (الأمن العامّ) وأنّه فعل ذلك لصالح حزب اللّه..! وباتت البلاد على كفّ عفريت من التّوتّرات الّتي تُنذر بصراعات مذهبيّة على خلفيّة ذلك الاختفاء ولا يمكن تقدير تداعياتها إلى أن تمكّنت الأجهزة الأمنيّة وفي طليعتها "فرع المعلومات" في كشف خلفيّات القضيّة الّتي ظهرت أنّها عائليّة بامتياز.
اللّافت أنّه بعد نجاح استيعاب التّردّدات المرعبة لهذه القضيّة، لاحظ المتابعون أنّ بعض نوّاب تكتّل "الجمهوريّة القويّة" خرجوا ليدلوا بتصريحات تُفسّر للمواطنين بأنّ ما كان يقصده رئيس الحزب من إثارة الموضوع ومتابعته كان من منطلق وطنيّ بامتياز وشجب للجريمة، وأنّ كلّ كلام قيل خارج هذا المنطق هو تجنّي وتحامل وإشاعات مغرضة.
الأمر الّذي دفع المراقبين إلى التّساؤل: طالما أنّ النّوايا صافية، وطالما أنّ جعجع لم يُدْلِ بأيّ تصريح تحريضيّ أو تعبويّ أو دعوات لحمل السّلاح كما فعل ضاهر وحمّود وغيرهما،إنّما استهدف في إحدى تغريداته تحميل المسؤوليّة إلى حزب اللّه. فلماذا التّفسير والشّرح والقول أنّ ما قام به رئيس حزب القوّات هو في إطار الغيرة على السّلم الأهليّ؟وشدّدوا على أنّ ما اتُّهمَ به حزب القوّات اللّبنانيّة هو أضغاث أحلام وتركيبات، وأنّ كلّ ما قيل بحقّ أحد أكبر الأحزاب المسيحيّة هو نفخ واستدعاء للفتنة وإهدار للدّم!!
على خطّ مواز ذُكر أنّ حزب اللّه قد لجأ إلى القضاء عبر محامين لوضع النّقاط على الحروف، ولمقاضاة كلّ من تَهجّم عليه وحرّض ضدّه في القضيّة، وليُؤكّد حرصه على الوحدة الوطنيّة والعيش المشترك، لا سيّما بين المذاهب الإسلاميّة على تنوّعها!
فهل بالإمكان وضع النّوايا جانبًا والعمل مجتمعين على صيانة هذا اللّبنان الفريد بتنوّعه في هذه المنطقة الّتي تعيش باستمرار على فوهة بركان ومعرّضة في كلّ لحظة للهزّات والزّلازل بدون أن تتذاكى مكوّناته على بعضها البعض؟