هنية: نقول لمن يتحدث عن اليوم التالي للمعركة إنهم لن يجدوا من شعبنا من يقبل بديلا عن المقاومة
عربي و دوليدعا رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية إلى "موقف عربي وتحرك جماعي لاستثمار هذه الفرصة الاستراتيجية التي وفرها طوفان الأقصى لاستنهاض الحالة العربية في مواجهة العدو الصهيوني الفاشي واحتضان ومشاركة الشعب الفلسطيني مقاومته والتصدي لسياسة التطبيع".
ودعا هنية خلال كلمة له في المؤتمر القومي العربي المنعقد في بيروت إلى الخروج بخطة عمل متكاملة في كل المجالات المتصلة بالصراع الدائر، مرتكزة على مفهوم أن مرحلة ما بعد 7 أكتوبر تختلف عما قبلها.
وأشاد هنية بدور الأحزاب والقوى العربية المشاركة في مؤتمر الأمن القومي العربي ودورهم في إسناد غزة والمقاومة وحماية القضية الفلسطينية التي اعتبرها محور ارتكاز العمل العربي المشترك، مؤكدا ان "طوفان الأقصى قد رفع القضية الفلسطينية لمستوى غير مسبوق عالمياً، وفتح الباب لتجسيد الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني، وعلى رأسها حقه في دولته على أرضه وترابه، وهو ما فشلت فيه كل الجهود الدبلوماسية والسياسية التي كانت منزوعة من عوامل القوة، وأن الطوفان وجه ضربة لقيمة الكيان الاستراتيجية كشرطي للمنطقة، وأفقده ميزة الردع التي كان يتباهى بها، وها هو الآن يفقد الرأي العام العالمي، حيث فشل الإرهاب الفكري الذي يمارسه عبر ما يسمى قوانين معاداة السامية في محاصرة المد الجماهيري على مستوى العالم في دعم حقوق الشعب الفلسطيني".
وراى هنية ان "الكيان فشل في تحقيق ما سعى له من أهداف، على رأسها التهجير والقضاء على المقاومة واستعادة أسراه بالقوة، وما ذلك إلا بفعل مقاومة شعبنا الباسلة وصموده الأسطوري، ووحدة ساحات وجبهات المقاومة، وتكامل الأداءات على مستوى النخب العربية".
ووجه هنية رسالته لمن يتحدث عن اليوم التالي للمعركة أنهم سيختنقون بحبل أوهامهم، ولن يجدوا من شعبنا من يقبل بديلاً عن المقاومة، وستخيب تطلعات الذين يتربصون بالمقاومة وبالمجاهدين، وستتلاشى أوهامهم، ولن ترى النور طالما شعبنا وأمتنا باقية خالدة.
وأكد أن "المقاومة أبلغت الوسطاء من جديد أن القواعد الراسخة لموقف فصائل المقاومة لا تنازل عنها، وهي وقف العدوان الدائم، وانسحاب جيش الاحتلال الشامل من غزة، ورفع الحصار، وإعادة الإعمار، وصفقة مشرفة لتبادل الأسرى، وذلك كله على طريق إنجاز حقوق وتطلعات شعبنا الفلسطيني في الحرية والعودة والاستقلال".
ودعا هنية إلى استثمار هذه التضحيات والمتغيرات الكبيرة لصالح قضيتنا، والمضي قدماً نحو إنجاز مشروع التحرير والعودة يتطلب وحدة وطنية تقوم على ثلاث ركائز، هي: تشكيل قيادة وطنية موحدة في إطار منظمة التحرير لجميع القوى، وتشكيل حكومة وفاق وطني في الضفة والقطاع بمرجعية وطنية متفق عليها، وإجراء الانتخابات العامة رئاسية وتشريعية ومجلس وطني فلسطيني.