هل تغرق القوات الأميركية في غزة كما فعلت في الصومال؟
30 أيار 2024

هل تغرق القوات الأميركية في غزة كما فعلت في الصومال؟

مرسال الترس

تعددت التحليلات والتفسيرات حول الأهداف الحقيقية لإنشاء المرفأ الأميركي العائم على شاطئ قطاع غزة،(بالرغم من الأمواج التي عطلت حركته) وتساءل بعضها عن اهداف هذه الغيرة غير المنتظرة من راعٍ أميركي للكيان الصهيوني لا يدّخر أي سلاح أو دعم كي يقدمه له على طبق من فضة لعدم إنهياره.
اللافت أن "النخوة" الأميركية المستجدة أتت بعد سبعة أشهر ونيّف على حرب تدميرية إبادية شنتها قوات الاحتلال الاسرائيلية ضد القطاع فيما لم تبخل الادارة في واشنطن على الكيان اليهودي بأي نوع من أنواع الدعم لوجستياً وعسكرياً وغواصات وحاملات طائرات وكل أنواع القنابل الذكية والعمياء التي بالكاد تركت حجراً على حجر في القطاع المحاصر منذ عشرات السنوات. ناهيك عن أكثر من خمس وثلاثين ألف ضحية، وثمانين ألف جريح، وبضعة الآف من المفقودين. حتى تردّد في أكثر من محفل دولي واقليمي ان الهدف الحقيقي والبعيد المدى من المرفأ العائم، ليس تقديم المساعدات الغذائية الى مليوني نازح يتنقلون بين شمال القطاع وجنوبه حاملين الخيم على ظهورهم، وإنما هو أن يكون المرفأ المشار اليه المنصة التي تفتح الأبواب امام قاطني القطاع لكي يركبون السفن الآتية بالمساعدات، بطرق ملتوية، تمهيداً لتفريغ تلك الأرض من ساكنيها بشكل تدريجي بحجة الغيرة المصطنعة على نجاتهم بأرواحهم.
وفيما بدأت الشاحنات بعبور تلك "البلاطات"، تناقلت وكالات الأنباء العالمية تصريحاً لمديرة الأبحاث في “معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى”، ونائبة مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق لشؤون الشرق الأوسط دانا سترول جاء فيه " إنّ ظروف عدم الاستقرار في قطاع غزة على المدى الطويل قائمة بالفعل". وبالتالي ما الذي يمنع أن يتطور أي حادث عرضي يقع بين القوات الأميركية وبعض سكان القطاع، فيتحول الى مواجهة مع هذه القوات غير البريئة، فتستعيد معه ما حصل مع قوات أميركية توجهت يوماً في مطلع تسعينيات القرن الماضي الى العاصمة الصومالية مقديشو ، بحجة تقديم الدعم لفئة حاكمة. فوقعت في فخ الصدام مع قوات مسلحة لم تنظر اليها الاّ أنها قوات غازية ترغب في تنفيذ استراتيجيات محددة.
وعندما قالت المسؤولة الأميركية: " لا تجعلوا من غزّة “مقديشو المتوسّط” كانت تعني ما تقول مستذكرة على ما يبدو "الحادث المذّل لسقوط طائرة البلاك هوك". وسقط معها الدور الأميركي في هذا البلد الأفريقي الذي بات مثالاً عالمياً للفقر والجوع على مساحة الكرة الأرضية. وما زالت تلك الأرض تعاني من الصراعات والقتل بدون رحمة وكأنه كتب عليها أن تدفع ثمن رفضها للقوة الأميركية.
قد تصدق توقعات تلك المسؤولة في الإدارة الأميركية ويتحول رصيف المساعدات العائم الى رصيف من الندم والخيبة. لأن من استطاع بعد ثمانية أشهر من الحرب المدمرة أن يمطر عاصمة الاحتلال تل ابيب بالصواريخ من داخل القطاع، قادر بالتأكيد على رسم الخطوط الحمر حيث يجب!

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen