نداء الوطن _ إسرائيل تستهدف النجارية و"الحزب" يستخدم صواريخ جديدة
محمد دهشةوسّعت إسرائيل من دائرة عدوانها على الجنوب اللبناني، حيث استهدفت بلدة النجارية في قضاء صيدا، وهي المرة الثانية في المنطقة بعد استهداف بلدة الغازية في 19 شباط الماضي، وذلك في إطار تبادل الرسائل النارية بينها وبين «حزب الله» في الحرب على جانبي الحدود منذ 8 تشرين الأول الماضي. وترافق الإستهداف الإسرائيلي مع تهديد المسؤولين السياسيين والعسكريين بشنّ عملية واسعة في الجنوب بهدف إبعاد «الحزب» عن منطقة جنوب الليطاني، بينما سبقتها غارات جوية ومسيّرة على مناطق لبنانية مختلفة وصلت إلى العمق في منطقة البقاع، في محاولة لكسر قواعد الاشتباك السابقة.
في تفاصيل العدوان على النجارية، شنّت إسرائيل ثلاث غارات حربية ومسيّرة على قلب البلدة وأطرافها، فاستهدفت حافلة - بيك آب ومعملاً للحجارة ومنزلاً في بستان، ما أدّى إلى مقتل ثلاثة أشخاص منهم اللبناني حسين خضر مهدي «أبو خضر» الذي نعاه «حزب الله» وطفلان سوريان هما أسامة وهاني الخالد، إضافة إلى خمسة جرحى.
وروى شهود عيان لـ»نداء الوطن» أنّ صاروخاً ألقته الطائرات الإسرائيلية ولم ينفجر في البستان، حيث حضر الجيش اللبناني وضرب طوقاً حول المكان، فيما نقلت فرق الإسعاف القتلى والجرحى إلى مستشفيات المنطقة، وسط تحليق مستمرّ لطائرات التجسّس والمسيّرات.
بالمقابل، حافظ «حزب الله» على معادلة توازن الرعب مع إسرائيل وتحرّك على محورين: الأول، كرّس فيه سياسة «الردّ بالمثل» إرتباطاً بماهية المناطق وبُعدِها عن الحدود أو الأهداف التي تقصفها، أو اغتيالاتها لكوادره وآخرها في النجارية «أبو خضر»، بعد القيادي في صور حسين إبراهيم مكي.
والمحور الثاني، عسكري، باستخدام تكتيك وأسلحة جديدة ومنها صواريخ «S5» الذي يعمل بالوقود الصلب ورأسه شديد الإنفجار، بعد اعتماده على صواريخ تحمل كميّات كبيرة من المتفجّرات مثل «فلق» و»البركان»، ثمّ على المسيّرات الإنقضاضية التي أظهرت قدرتها على جمع المعلومات الإستخباراتية وقوّتها في دقّة الإصابات.
ويقول محلل عسكري لـ»نداء الوطن» إنّ «الحزب» اعتمد معادلة «الردّ بالمثل على الغارات الإسرائيلية، سواء على المنازل المدنية باستهداف مبان في المستوطنات المقابلة أو في العمق اللبناني مقابل العمق الإسرائيلي، من دون أن تؤدي إلى حرب واسعة أو مفتوحة».
ويوضح أنّ «التكتيك العسكري الجديد لـ»الحزب» يتدحرج وفق تطور الميدان، ويقوم على شلّ قدرة إسرائيل على الرصد والتجسس عبر استهداف كلّ كاميرات المراقبة على طول الحدود الممتدّة من الناقورة إلى مزارع شبعا، ثم البدائل عنها والمثبّتة على آليات، مروراً بقصف قاعدة ميرون التجسّسية التي تعتبر عيونه على البحر المتوسط وصولاً إلى المنطاد فوق مستعمرة «أدميت».
وتحدّث عن»عمليات نوعية قام بها «الحزب» باستخدام المسيّرات الانقضاضية، إذ أعلن عن استهداف قوة إسرائيلية كبيرة في عرب العرامشة سابقاً، ولمقرّ إسرائيليّ مُستحدَث لقيادة كتيبة المدفعية 411 في جعتون أمس».
في السياق، وردّاً على الإعتداء الإسرائيلي الذي طال النجارية، أعلن «الحزب» استهداف «قاعدة تسنوبار اللوجستية في الجولان المحتل بـ50 صاروخ كاتيوشا». كذلك، «ورداً على الإغتيال الذي قام به العدو الإسرائيلي في محيط بلدة قانا»، أشار «الحزب» إلى أنه، قصف «خيم استقرار ومبيت ضباطه وجنوده، فأصابت أهدافها بدقة وأوقعت عدداً منهم بين قتيلٍ وجريح».
وأضاف أن عناصره قصفوا «موقع جل العلام بالأسلحة الصاروخية والقذائف المدفعية». أيضاً مواقع بياض بليدا والبغدادي بقذائف المدفعية». كما استهدف «التجهيزات التجسسية في ثكنة برانيت بالأسلحة المناسبة وأصابوها إصابة مباشرة».
ميدانيّاً، شنّ الطيران الحربي غارات على كفركلا ودير سريان والطيبة وكفرحمام جنوب لبنان. وأطلقت مواقع الجيش الإسرائيلي المتاخمة لـ»بركة ريشا» نيران رشاشاته الثقيلة باتجاه محيط بلدة عيتا الشعب.