حين يستذكر الكاتب فارس يواكيم من المانيا صديقه الكاتب ادوار الزغبي
15 أيار 2024

حين يستذكر الكاتب فارس يواكيم من المانيا صديقه الكاتب ادوار الزغبي

⁠بقلم: الكاتب والمسرحي فارس يواكيم

كان عمر صداقتنا نحو نصف قرن، منذ مطلع سبعينات القرن العشرين وحتى ارتقاء الصديق العزيز ادوار الزغبي إلى العالم الآخر. ولن تنتهي هذه الصداقة، فذكرياتها الجميلة ستظل حيّة في البال.

مَنْ تحلّى بصفات إدوار يستحيل نسيانه. إبداع أدبي ورقي أخلاقي معًا. عرفته أول ما عرفته في إذاعة لبنان، وبعدها في مكاتب جريدة "النهار". كان النقاش معه في شؤون اللغة العربية ممتعا، وهو يمتلك بقوة أصولها وقواعدها. وكان إخلاصه في الصداقة يجتذب إخلاص الآخرين.

حين التقيت به أول مرة في مبنى إذاعة لبنان، كنت توقفت عن التعامل معها، لكنني كنت أتردد عليها لزيارة الأصدقاء: مارون كرم ووجيه رضوان رحمهما الله ونبيل غصن وندى قوتلي، أطال الله عمريهما.

وذات مرة ترافقنا في المشوار القصير من مبنى وزارة الإعلام إلى مكاتب جريدة "النهار" في الرصيف المقابل. كان إدوار ينشر مقالاته في صفحتها الثقافية، وفي صفحاتها السياسية خبيرا بشؤون شمال لبنان.

ولن أنسى مقالته عن المسلسل التلفزيوني "آثار على الرمال" الذي كنت فيه كاتب السيناريو والحوار. كانت المقالة النقدية الوحيدة التي صدرت في الصحافة اللبنانية عن هذا المسلسل، أما بقية ما كتب عنه فكان من باب أخبار الممثلات والممثلين. ومن مواقفي الطريفة معه، أنني أبديت إعجابي بما يكتبه قلم جديد انضم إلى فريق محرري "النهار". كان اسم الكاتب الجديد غازي بارود. لمعت عيناه ولم يعلّق على الفور، ثم قال "أحسبك تعرفه، وتعرفه جيدا". أجبت قائلا إنني لم التق به في حياتي، قال "بلى! وأنت تحدثه الآن!". تساءلت مندهشا "أنت؟" فأعطاني الجواب الشافي: "افرط احرف اسمي، وأعد ترتيبها بشكل آخر، سيصبح غازي بارود بديل إدوار زغبي!".

تقاعدنا مهنيا، لكن الصداقة رفضت شروط التقاعد، فبقي تواصلنا مستمرا عبر الفيسبوك والمكالمات. أوجعني غيابك يا إدوار، وعزائي أنك باق في البال والقلب.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen