الديار: مرة أخرى عائلات طرابلس باتت ليلتها في باحات المعرض.. وأبنيتها تزداد تصدّعاً
22 شباط 2023

الديار: مرة أخرى عائلات طرابلس باتت ليلتها في باحات المعرض.. وأبنيتها تزداد تصدّعاً

كتبت دموع الأسمر:

هزّة أرضيّة مساء أمس الأول، تسبّبت بذعر الطّرابلسيّين الّذين هرعوا كالعادة إلى باحات ومحيط المعرض، تفاديًا لمخاطر الهزّة الّتي تفاقمت من زعزعة الأبنية المتصدّعة والآيلة إلى السّقوط...

 
باتت مئات العائلات الطّرابلسيّة ليل أمس الأوّل في سيّاراتها وفي العراء رغم برودة الطّقس، وبلغ الهلع لديها إلى درجة وُصفت بغير المسبوقة وغير المعتادة، خصوصًا مع متابعاتها للخبراء الّذين يدلون بدلوهم، دون أن يستطيعوا بثّ الاطمئنان، بل يزداد مع كلّ تصريح لواحد من هؤلاء الخبراء منسوب الرّعب والهلع، بعد ما شاهدوه على شاشات التّلفزة من كوارث نجمت عن الزّلازل المدمّر في تركيا وسوريا.

تدافع المواطنون في طرابلس لحظة الهزّة، وسارعوا إلى إخلاء الأبنية والهروب بالسّيّارات الّتي ازدحمت في محيط المعرض الدّولي، بات المشهد كأنّه يوم القيامة، عائلات من التّبّانة والقبّة وأبي سمراء والزّاهريّة، والأسواق الدّاخليّة وشارع المئتين، اتّجهت نحو المعرض، فيما اتّجه آخرون إلى زيتون أبي سمراء، بينما كانت بقيّة الشّوارع الّتي تحيط بها الأبنية خالية. المواطنون رفضوا العودة إلى منازلهم، مع بثّ شائعات متعدّدة عن احتمال وقوع زلزال قويّ، خاصّة بعد انتشار تنبّؤات العالِمِ الهولّندي، وما أعلنه عن زلزال قويّ يضرب اسطنبول ولبنان وسوريا وفلسطين في الفترة الممتدّة بين ٢٠ و ٢٢ شباط الجاري...

أصحاب الاشتراكات هذه المرّة، بادروا إلى عدم إطفاء مولّداتهم مساهمة منهم للمشتركين، في ظلّ الظّروف الصّعبة الراهنة.

 
وحسب عدد من أهالي الاحياء الشّعبيّة في طرابلس، إنّ الهزّة الأخيرة فاقمت من تصدّع عدد من الأبنية، وباتت غير مؤهّلة للسّكن، وبعضها بدأ يتساقط، وبلغ عددها حوالى عشرون منزلًا وبناءً بين باب الرّمل والتّبّانة والقبّة، ولفتوا إلى أنّ عائلات تبلّغت ضرورة إخلاء منازلها دون تأمين مأوى بديل، وأنّ نوّاب وقيادات المدينة وإدارتها المحلّيّة غائبون عن السّمع، وليس من اجراءات تحمي النّاس وتؤمّن البديل، أو ترميم الأبنية المتصدّعة، وما يدلي به بعض المسؤولين هو مجرد كلمات لا ترجمة ميدانيّة لها...

وأوضحت مصادر مسؤولة أنّ العشرين بناءً ومنزلًا المفترض إخلاؤهم فورًا، هم ضمن لائحة أبنية متصدّعة مؤلّفة من ٧٠٠ بناءً ومنزلًا، وأنّ لجانًا محلّيّة أبلغت قاطني العشرين منزلًا بالإخلاء، لكن من يؤمّن المأوى البديل؟ فهي مسؤوليّة الدّولة الّتي يُفترض أن تكون قد وضعت خطّة مواجهة الكوارث، وأن تكون حاليًّا في مرحلة التّنفيذ...

مواطنون كثر أبدوا غضبهم لغياب النّوّاب عن السّمع، وأنّ هيئة الإغاثة زارت وجالت وعاينت، لكن دون المباشرة بترميم الأبنية، أو تأمين بدائل إقامة للعائلات، الّتي معظمها فقيرة في التّبّانة والقبّة وباب الرّمل والأسواق الدّاخليّة والزّاهريّة...

بات لدى هؤلاء قناعة أنّ طرابلس متروكة لقدرها، تخلّت عنها الدّولة وليس لديها مرجعيّة، والقناعة الأكبر أنّ خيار الطّرابلسيّين في انتخابات أيّار العام الماضي كان خاطئًا مئة في المئة، فما من مرجع يحضن أهلها ويرعاهم، والظّروف الحاليّة كشفت الأقنعة حسب رأيهم...

لذلك، فإنّ عددّا من العائلات مضطرّة  للعودة إلى منازلها الآيلة للسّقوط في أيّة لحظة، وحينئذ ستكون طرابلس على موعد مع كارثة إنسانية ضخمة، إن لم تسارع الدّولة وهيئة الإغاثة إلى إطلاق التّدابير والاجراءات السّريعة بدءًا من تأمين منازل بديلة، إلى ترميم وتأهيل الأبنية المتصدّعة والآيلة للسّقوط...

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen