ميقاتي توجس من عقوبات الأوربيين فوافق على المليار!
مرسال الترس الذين يعرفون رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي جيداً لم يفاجئوا بموافقته على ما قدمه الوفد الأوروبي من محفزات مالية وتوابعها لقاء الحؤول دون السماح للنازحين السوريين بالإبحار نحو الشواطئ الأوروبية.
ولكن الذي صدمهم هو أن يخرج "دولته" على اللبنانيين عبر إطلالة متلفزة ليخبرهم بأنه ستكون هناك تسهيلات أوروبية لهم عبر منحهم إجازات عمل موسمية. مما فتح عليه أبواباً جديدة من النقد المؤلم تتهمه بالتواطئ على تهجير اللبنانيين وتحويل "الموسمي الى دائم" كما الكثير من الأمور في هذا الوطن، وصولاً الى تشبيه "النواب التغييريين" له بـ "يوضاس الاسخريوطي" الذي باع سيده يسوع المسيح لقادة اليهود بثلاثين من الفضة.
بعض الذين خبروا ميقاتي عن قرب رأوا أن الرجل قادر على التعايش مع أسوأ الأوضاع لما يتمتع به من قدرة على "بيع المواقف" والتأقلم مع أصعب الأوضاع عبر إمكانية تملّصه من اية التزامات، ووفق اعتقادهم أنه لو لم يكن ميقاتي موجوداً في هذه المرحلة من الفراغ الرئاسي لأوجب التفتيش عن مثيل له.
فئة ثالثة تعتقد أن ميقاتي قد وافق الأوروبيين على السير بمقترحاتهم بعدما لمس جدية في إمكانية استهدافه، إما عبر فرض عقوبات محددة باتجاه شخصه أو أقربائه أو مؤسساته التي لها امتدادات في القارة الأوروبية، أو بتحريك دعاوى محددة قد تشكّل له أرقاً حاداً، في حين أنه لا يمكنه الهروب من "خروم شباكها" الدقيقة جداً.
آخرون يتابعون آداء الرجل العملاني يراهنون على أن ميقاتي "باع" الأوروبيين المواقف التي يرغبون بسماعها من أجل قبض الأموال التي أبدوا استعداداً لتقديمها، ولكنه في الوقت المناسب سينجح في عدم الالتزام بوعوده لجهة منع النازحيين من عبور المتوسط باتجاه أوروبا، عبر القول أن القوى الأمنية غير قادرة على ضبط الشواطئ بشكل كامل نظراً للظروف المالية والحياتية التي تمر بها مؤسساتها.
فهل سينقذه صديقه رئيس مجلس النواب نبيه بري عبر فتح ابواب ساحة النجمة له والتي قد تنقذه من الورطة، أم يتركه لقمة سائغة في افواه النواب المعارضين الكُثُر لهذه الخطوة التي تهدد الوطن بموجة لاجئين غير محدودة؟ وخطابات على مثال ما قاله رئيس حزب الوطنيين الأحرار كميل شمعون عن الخوف من ضياع الأموال كما ضاع غيرها. أو رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل الذي طالبه بكشف مضمون الاتفاق كاملاً (حتى لا يصبح كـ "اتفاق القاهرة" مع الفلسطينيين في أواخر ستينيات القرن الماضي).أم أنه يعتقد أن الرئيس القبرصي نيكوس خريستو دوليدس ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فوندرلاين سيمدان له حبل نجاة ما في وقت شدته ؟