ثلاثة مرشحين من زغرتا: لماذا بدلت القوات مواقفها؟
كتب مرسال الترسانخرطت مدينة زغرتا (وهي الأكبر بين المدن اللبنانية في التعداد الماروني للسكان) في السباق الى انتخابات رئاسة الجمهورية في لبنان منذ المحطة الثانية لتلك الانتخابات بعد الاستقلال في العام 1958 حيث كان ابرز المرشحين النائب والوزير حميد قبلان فرنجية بوجه الرئيس كميل شمعون الى ان رجحت تدخلات بعض السفراء كفة الثاني في آخر ليلة.
ومنذ ذلك التاريخ وأسماء ابناء المدينة تنافس الآخرين من المرشحين للوصول الى كرسي الرئاسة الأولى التي جلس عليها الرئيس سليمان قبلان فرنجية في العام 1970 لست سنوات وفي العام 1989 الرئيس الشهيد رينه معوض لسبعة عشر يوماً فقط، وبعدها لم تغب اسماء ابناء المدينة التوأم مع أهدن عن المنافسة في الترشيح الى أن أطل العام 2022 لتُطرح ثلاثة اسماء في بورصة المرشحين المتداولة وهم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، رئيس حركة الاستقلال النائب ميشال معوض والنائب الداخل حديثاً الى الندوة النيابية ميشال شوقي الدويهي.
فالأخير الذي إنضوى تحت مظلة "نواب التغيير" بادر فور فتح باب التداول بالاسماء الى طرح اسمه بين زملائه، لكنه لم يلق التشجيع المطلوب فآثر الانكفاء مع "زعل" من بعض نظرائه ولكنه في قرارة نفسه ما يزال يمنّي النفس في تدوين اسم عائلته في سجل رؤوساء الجمهورية في لبنان.
النائب معوض الذي يرغب في اكمال مسيرة والده هيأ الطريق الى طرح اسمه منذ سنوات عندما شبك بعلاقات أكثر من مميزة مع مسؤولين كبار في الادارة الأميركية حيث كان يستضيفهم في منزل العائلة في منطقة بعبدا ويقيم على شرفهم الولائم الى أن سارع حزب القوات اللبنانية الى تبني ترشيحه (لعدة اسباب منها الظاهر ومنها الخفي) بالتكافل مع الحزب التقدمي الاشتراكي وبعض نواب "السيادة والتغيير"لكنه لم يتخط رقم الإثنين والاربعين، الأمر الذي دفع سمير جعجع "رئيس القوات" ووليد جنبلاط "رئيس التقدمي" ببدء التفكير بالاسماء البدائل وفي طليعتها قائد الجيش العماد جوزيف عون (الذي يحتاج الى تعديل دستوري لإكتمال ترشيحه). ومؤخراً توقف المراقبون عند اكثر من تصريح لجعجع ولنواب كتلة "الجمهورية القوية" يتحدثون فيها عن توجه لديهم بعدم تعطيل النصاب الى ما شاء الله حتى ولو كان الرئيس من الفريق الآخر الأمر الذي أعطي اكثر من تفسير انتخابي.
أما اسم فرنجيه الذي كان مرادفاً لأية ترشيحات منذما قبل العام 2016 وتلقى إتصال تأييد من الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، لكنه إنكفأ عن قبول المنصب لصالح الرئيس العماد ميشال عون حفاظاً على منعة "فريق الممانعة"، فإن كل التأكيدات تشير الى أنه مدعوم الى أقصى الحدود من فريق الثنائي الشيعي، وعدد وافر من النواب السنة ومجموعة لا يستهان بها من النواب المسيحيين، وأنه ما زال ينتظر اللحظة المناسبة لإعلان ترشيحه. في غضون ذلك ووفق معلومات خاصة بموقعنا: أن حزب القوات قد أعاد النظر في موقفه من المشاركة في تأمين النصاب لأنه على ما يبدو قد بات على شبه يقين أن حظوظ فرنجية مرتفعة مع سعي داعميه الى تأمين خمس وستين صوتاً له وربما أزود من ذلك. ولذلك أيضاً أوعز الى مسؤول أحد المواقع القريبة جداً منه الى أنه متمسك بترشيح معوض لأنه لم يستطع إقناع القريبين الى رؤيته، بالسير معه باسم بديل موجهاً السهام تحديداً الى بعض النواب التغييريين والسياديين الذين بات يصنفهم بـ "الخوارج".
وحتى تاريخه تبدو احتمالات وصول زغرتاوي الى قصر بعبدا متقدمة الاّ إذا جاءت وشوشات بعض السفراء بمثابة تمنيات ملزمة!