الديار: ماذا أعدّت طرابلس لمواجهة كوارث الهزّات والزّلازل؟
كتبت دموع الأسمرحوالى الساعة العاشرة مساء الخميس الماضي، هرعت عائلات طرابلسية عديدة من القبة والتبانة والزاهرية وابي سمراء والضم والفرز وشارع عزمي الى باحة معرض رشيد كرامي الدولي الاكثر امانًا من كوارث الهزّات.
هي المرة الثانية خلال اسبوع التي يهرع خلالها المواطنون الطرابلسيون الى باحة المعرض الدولي اثر الهزّة الارضيّة التي ضربت المنطقة لكن بدرجة أخفّ من الأولى، غير أنها هزّت العديد من الابنية وتسببت بالرعب لدى العائلات التي شعرت ان ابنيتها تكاد ان تتساقط خاصة في التبانة والقبة.
مئات العائلات امضت الليل في سياراتها في باحة المعرض خشية تفاقم الهزّات التي باتت تتكرر...
الرعب بدا واضحا على وجوه كثير من العائلات، ويروون لحظات تمايل أبنيتهم واهتزازها، لا سيما أبنية التبانة والقبة الّتي أصابها التصدع منذ تعرضها لجولات العنف على مدى سنوات عديدة، ومنها أبنية قديمة يعود تاريخها لاكثر من سبعين عاما، وهي في الأساس تتساقط حجارتها على رؤوس ساكنيها الذين عجزوا عن ترميمها لعدم مقدرتهم الماديّة...
قد تكون جولة وزير الداخلية الأخيرة، وجولة رئيس هيئة الاغاثة اللواء خير واجراء احصاءات للابنية، وانشاء منصّةودعوة المواطنين القاطنين في ابنية متصدعة، او تسببت الهزّات بتصدعها، خطوة لا بد منها، لكنها لم تأخذ بعين الإعتبار أنّ معظم القاطنين في هذه الأبنية عاجزون عن إيجاد بديل سكني لهم، وأنّ خطوات المراجع الرسمية المختصة تقتضي ان تترافق بتأمين البدائل المؤقتة للإقامة الى حين معالجة الابنية المتصدعة، وإلا فإنّ المدينة مقبلة على كارثة كبيرة...
العائلات التي أمضت ليلتها الماضية في العراء، تساءلت عن دور البلدية ودور وزارة الداخلية:
ماذا اعدت الدولة لمواجهة كارثة زلزال او هزّة أرضيّة قوية؟
وهل جهزت كل المستلزمات لمواجهة اية كارثة محتملة قد تقع في المدينة التي تهتزّ كثير من أبنيتها بشكل مرعب؟
برأي عائلات من التبانة انهم لم يلمسوا اية تدابير تواجه وقوع كارثة، ولغاية اليوم ليس من تدابير سوى احصاء الابنية وانشاء منصّة، ولم تتعد مبادرة البلدية سوى الإعلان عن فتح ابواب الحدائق العامة أمام المواطنين، نظرا لقدرات البلدية المحدودة، حيث التدابير تحتاج الى دولة تعنى بمواطنيها...
لكن بات ملحا اخلاء الابنية الأيلة للسقوط، والأبنية التي تصدعت نتيجة تكرر الهزّات الارضيّة التي تضرب المنطقة، مع ضرورة اجراء تدريبات للإنقاذ، وتكثيف التوجيهات والتعليمات للمواطنين اعلاميًا وبعقد ندوات توعية واسعة وشاملة.