يـوم الـعـمل فـي لبـنـان والصحـة النفسيـة ! "أنــا مـلـتـزمـة بالصحـة النفسيـة فـي العمـل ... وأنــت؟"
بقلم د.جوزفين سلمان يمينإن الـعـمـل هـو أكـثـر مـن مـجـرد مـصـدر رزق، فهـو مصـدر لإحـتـرام الـذات الشخـصـّيـة للعامـل (ة).
كـأخـصـائـيـة عــلم نـفـس عـيــادي أشــيــر فـي مـوضـوع ابـتكـار الـمـوارد الـبـشـريـة إلى أن "الـعـامـل (ة) يـقـيـم رابـطـًا عـاطـفيـًا بـيـن قـيـمـته الشخـصـّية ومـسـاهـمــته فـي العـمـل والتقـديـر الـذي يـتلـقـاه مـن صـاحـب(ة) الـعـمل". كـمـا "لا أغـفـل عـن مــا يـتضـمـن الـراتـب الـشـهـري مـن تـقــّيم فــعـلــي وواقـعـي للـعــمل وتـقـديــره والـتـدابـيـر الـتـي تـسـمـح لـلـعـامـل(ة) بـالازدهـار فـي أمـاكن الـعـمل.»
الإنــسان يــزدهــر مــع مـن يـفـهـمـه، مـع مـن يتــفاعـل مـعـه ، مـع مـن يتـحـاور مـعـه ، مـع مـن يـقــدره ويـثــمــن عـمـلــه: مـن هــنـا تـبـنـى الثـقـة بالنـفـس فـي العـمـل والمـؤسســة ويـبــنــى أمــان نفـسـي فــي مــكـان الـعـمـل.
سـواء كـنـت مـســؤول (ة) يـهـدف إلـى خـلـق بـيـئة من الـثـقـة الجـمــاعـيـة والأمــان النفـسـي أو موظف (ة) يسعـى إلـى الـمـساهـمـة بأفـضل عـمـل لديـه دون خـوف، دون الـشــعـور بالتهديـد بالـعـمــل : سـيوفـر هـذا الـمـقـال رؤى قـيّـمة لتعـزيـز السـلامة النـفـسية أو الصحـة النفسيـة لصـالـح كـل مـن الأفـراد، الفـريـق بـأكمـلـه والمــؤسســة ككــل. دعـونـا نـطلـق العـنـان لـقـوة السـلامة النـفـسية فـي الـعمـل فـنـمـهـد الطريق لا بـل نـعــمل سـويـة لمكان عـمـل أكـثـر أمــانــاً، ثـقـةً، تعاوناً وإنتاجـيّـة.
تعـزيـز الـسلامـة الـنـفـسـية هـي حجـر الأسـاس لـثـقـافـة جـودة الـعمـل، أجـوائـه وثماره. الـثـقـة بالنـفـس فـي العـمـل للعامـل(ة) ونـحـو المـؤسســة - إن عــززتـهـا المـؤسســة والـقــيّــميـن علـيـهـا - تـسـاعـد فـي التـواصـل المفـتـوح والإبتـكـار وديناميكيات الفـريق القـويـة داخـل المـؤسســة، كـمـا تـعمــل عـلـى بنـاء الـثـقـة الـفـرديـة والجـمــاعـيـة.
الـثقـة بالـنـفـس هـي الـتصـور الـذي لـديـنـا عـن أنـفـسنا كـمـا تـعمـل المـؤسسـة عـلـى تـعـزيزثـقـة العامـل(ة) لـديــهـا أو تـهـدمـهـا ممـا يـؤدي إلـى تـدهـور حـالة العامـل(ة) لـديــهـا. هـذا الـتصـور الـذي لـديـنـا عـن أنـفـسنا هـو الـذي يـسـمـح لـنـا بـإدارة الـمـواقـف الـيـومـية، إتخاذ الخـيارات، الـرد بـإيجـابيـة والتكيف. التجارب الـيـومية فـي مـكـان الـعمـل تساعـدنا عـلى تـقـويـة شـخصيتـنـا وثـقتـنـا بـأنـفـسـا، أو عـلى الـعكـس يـمكـن أن يكـون لـهـا تأثـيـر سلـبي علـيـها وعـلـى سـلامـتـنا الـنـفـسـيـة – مهما كان لنا من قـوة إيجـابية ذاتيـّة.
الـسلامـة الـنـفسيـة هـي مـنـاخ يـسمـح للعامـل(ة) بالتعـبيـر عـن نـفسه – دون تهديـد فـي مـورد رزقــه وصحـتـه النفـسـيـة - فيـشعــر فـي الـعمـل بـالراحـة والإنتـاجـيـة : حيـث يـمـكنه مـشـاركة أفـكـاره بحرية، فـتـبــدد مخاوفـه، خصـوصـاً الخوف من الـحـكم عـليـه، التـشهـير بـه، التنـمــر عـلـيه أو التعرض للانتقام مـنـه (الأمـثـلة كـثيـرة : أتـرك للقــارىء (ة) تـذّكــر أو التــفّـكـر ببعـض الـزميــلات والـزمـلاء فـي العمل أو فـي المحـيـط المـهـنـي أو الإجتمــاعـي المـبـاشــر الـقـريـب أو البـعـيد.)
سوف نتعـمـق فـي أهـمـيـة السـلامـة النفـسـيـة فـي مكـان الـعـمـل ونسـتـكـشف إستـراتيـجـيـات قـابـلة للـتـنـفـيـذ لـتـنـميـتها داخــل مكــان الـعمـل.
عـنـدمـا تـتـنـاغـم الـسـلامـة الـنـفـسـية مـع الثـقـة بالنـفـس والأداء المهـنـي ذات الجـودة ... خـذوا مــا يــدهــش.
أشعـر بـقـلـق متـزايـد بـشـأن الـصحـة الـنفـسيـة فـي الـعمـل، لـمــا أعــاينــه وأعــيــشــه فــي أمــاكــن عـمــلــي ولـمــا أخــتــبــره فـي عـيــادتـي مــن مــعــانــاة لأشــخــاص يــطـلـبـون المــســاعــدة منــي كـأخـصـائـيـة عــلم نـفـس عـيــادي. كـمـا ألاحــظ إستخدام العـديـد مـن المصـطـلـحـات للحـديث عـن هـذا المـوضـوع بـغـيــر مــوضـوعـيـة وبـغــيــر تحـديــد عــلــمـي للـمـفـردات والمصطلـحـات، الأمـر الـذي يمكـن أن يخـلق ارتبـاكًــا. أسـتـطيـع لـذلـك الـتحـدث عـن ضغـوط الـعمـل والإرهـاق والضـيـق والاكـتـئـاب ومـا إلـى ذلـك الـذي يحـصل فـي أمــاكــن الـعمــل. يـعـود الإرهـاق أو لاكـتـئـاب فـي مـكـان الـعمـل لأسـباب عـديـدة، منـهــا عـلـى سبيـل التـعــداد لا الحصـر: البنـيـة الشخـصـيـة للـفـرد Personnalité de base - إن كــان مــســؤول(ة) أو عــامــل (ة) فـي أي مـؤسســة - أو لطبيـعـة العمــل فـي عصـرنــا - بيئة العمل الديناميكية سريعة الخطى -، أو ظـروف عـمـل غـيـر مـرنة، تنــافســيــّة بــدون إنــســانـيـة. لذلك أقـتـرح تـحـديـد الـصحـة الـنفـسيـة فـي الـعمـل بشـكل واضـح لتسـهـيل التـثـقـيـف الـذاتــي والمـجـتـمـعـــي.
مـا هـي الـصحـة الـنفـسيـة فـي الـعمـل؟ تُعـرّف مـنظمة الـصحـة الـعالـميـة OMS الـصحـة العقـليـة بأنـهـا "حــالـة مـن الـرفـاهـية التي يـستطيع الـشخص مـن خـلالـهـا تحـقـيـق ذاتـه والتغلب عـلـى ضغـوط الـحـيـاة العـاديـة، والقـيام بـعمل مـنتـج والمساهمة في حياتـه الـفـرديـة وفـي حـيـاة المجتمع. على وجه التحديد، تتـمـيـز الـصحـة الـعقـليـة الـجيـدة فـي الـعمـل بـ “حـالـة مـن الـتـوازن الـمعـرفـي والـعاطـفـي والسلوكي “ التي تتيح للـشخص الـقيـام بـمهام عـملــه، والحـفـاظ عـلى الـعـلاقـات الـمهـنـيـة، والـمشـاركـة فـي أنـشطـة مـكان عـمـلـه والـحصـول عـلى الـرضـا مـنـه". بـشـكـل عـام، تـقـع الحـالات الـمتعـلـقـة بالـصحـة الـنفـسيـة فـي الـعمـل ضـمـن سـلـسـلة مـتـصـلـة ومتــشــعــبـة. في بـعـض الأحـيـان، نـجـد أحد الـطـرفـيـن فـي حـالـة من الـصحـة الـعقـليـة الـجـيـدة وفـي الـطـرف الآخـر نـجـد الـمـرض العـقـلـي والنـفـســي. هـنـاك الـغـالبيـة الـعـظـمى مـن الأمـراض الـنفـسـيـة عـابـرة والعـلاجات الـمـناسـبـة تـسمـح بـالـعـودة إلى الـحـالـة الـطبيعـية فـي الوضع الوظـيـفـي. الـوضـع المرضي يمـكـن أن يـعـالــج على المستويين الشخصي والمهني. الاضطرابات الشديدة والمستمرة مـن المـسـتـحـب التـوجـه نحـو أخـصــائي فـي الـعـلاج النـفـسـي. ثـنـائـي القطب مـثــلا، وهـو الأكـثـر شيوعًا فـي المـحـيـط المـهـنـي، يمــكـن أن يتـعـالــج، يـنـدمـج بالعمـل مـع مــراعــاتــه – إن شــرح وضـعـه للـمـؤسسـة التـي يـعـمـل لـديـهـا. أود أن أقـول بالفعل إن بـعـض الاضطرابات لا تنـشـأ بسـبـب الـعمـل، بــل لــدى بـعـض الأشـخــاص إستــعــددات، مــوروثــات أو إضطـرابات شـديـدة ومستمرة (يمكن إخفـائها): يـجـب مـعـالـجتـهـا. بيـن هـذيـن النـقـيـضـين، إن أجــاز التـعـبير، نجد مشاكل مخـتلـفـة للصـحـة النفـسـية بـدرجـات متـفـاوتـة الشـدّة، مثل التوتر والضيق النفسي. لذا، عـليـنا أن نتـذكـر أن غـالبـية مـشـاكـل الـصحـة الـنفـسيـة فـي الـعمـل هـي مـشاكـل عـابرة ويـمكـن عـلاجـهـا. هـذه الضـغـوطـات النـفـسـيـة يمكن أن تحدث مشاكل نفـسـيـة لأي شخص. هـذه معـانـاة حـقـيـقـيـة جـداً، واقـعـيـة، ولها تــداعـيـات عـلى الأشخاص الـذين يـعـانــون مــن التـضـيـق فـي الـعمـل وعــدم تـفـهـم وضـعـهـم الإجتمــاعـي أو النـفـســي. لذلك فمن الضروري التنــبــه للــسـلامـة الـنـفـسـية . عـلـينــا كـلــنــأ أن نــســانــد بعـضنـا البـعـض. وإلا يجــب أن نـقـلــق كـثــيــراً عـلــى مجـتمـعـنـا! يـعـد أهـمـيـة تـثـقـيـف الأطـفـال، الـشـابــات والشبـاب حـول الــسـلامـة الـنـفـسـية جزءًا من الحل، لانـهــم مسـقـبـل الـوطـن، من خلال التركيز على منع هذا النوع من المشكلات فــي أمــاكــن الـعمــل.
تـمّ تحديـد السلامـة والصـحـة النـفـسـيـة فـي العمل بـشكـل واضـح ومخـتـصـر. ولكن ماذا عن المخاطر الصحية؟ النفسية في العمل؟ كيف يمكن للجان والجـهــات المـعـنـيّـة، إن وجـدت، الوقاية مـن هـذه المخاطر فـي مـكـان الـعمـل؟ كيف يمكنهم مساعـدة صاحب (ة) العمل أو العـامل (ة) على الوفاء بمسؤولياتهم في منع هذا النوع من المشكلات وتعزيز الصحة النفسية في العمل؟ هذه كلها أسئلة سـأحــاول مـع القــارىء (ة) الإضــاءة عـلـيـهـا أو الإجابة عـليها. بينما يهدف المـقـال إلى تنمـيـة الـوعـي لـدى الأفــراد والجـمـاعــة فـي الوطـن والمـساعـدة لفهم دورهم بشكل أفضل في الوقاية من مشاكل الصحة النفسية في بيئـة الـعمـل.
هـناك عـدة مكـونات تـؤثـر عـلى الصحة النفـسية للأفـراد. هـذا ما يفسر جـزئيـا أن غـالـبـًا مـا يكـون لـمشـاكل الـصحـة الـنفـسيـة أسـبـاب متعـددة الـعـوامل أو المكـونــات. يمكنـني وضـع هذه المكونات فـي ثلاث فئات: المكونات المرتبطة بالعمل (الاستقلالية، والاعتراف، وعبء العمل ومتطلبات العمل،إلخ.)؛ الخصائص الفردية (الشخصية، الحالة الصحية، التاريخ الشخصي، الوضع الحياتي، الجنس والعمر وما إلى ذلك)؛ البيئة الاجتماعية (الأصدقاء، العائلة، المجتمع، الخ).
إن تـهـيـئة بـيـئة عـمـل آمـنـة وصحـيـة يـعـد أمـرا بـالـغ الأهـمـيـة، نـظــرا لأن العـامل (ة) ت - يقضـي جزءا كبيرا من الـحيـاة في الـعمـل. في بـيئة الـعمـل الـسريعة الخطى الـيــوم ، أصـبـح خـلـق جـو يـشعـر فـيـه العـامل (ة) أو صاحب (ة) العمل بالـراحـة النـفـسيـة في التحدث ومشـاركـة الأفـكـار، الــرضــا فـي التـعــامــل المتـبــادل، وتـحمـل الـمخـاطـر الـمحسـوبـة أمــرا بـالـــغ الأهـمـيـة أكـثـر مـن أي وقـت مـضى. هــذا نظـرا للتـنــافـســيـة أوممـكــن يـعـود مــثــلا لــتـدهــور قـيـمـة الـرواتــب ("لا يزال الراتب هو جوهر المسألة") أوعـدم تــقــيّــم الـعمـل. لــذا وجــوب الـوقـايـة مـن المخـاطـر النفـسيـة بتـهـيـئة البـيـئة فـي أمــاكــن الـعمـل : مـثــلاً بـنـاء الـثـقـة والإحتـرام، تـشـجيـع التواصل المفـتـوح والمـبـاشــر، الإعـتـراف والـتقـديــر، تعـزيـز ردود الفعل الإيجـابيـة، مـعـالـجـة الصراع بشـكل بـنـّـاء وفـعّـال، تمـكـين العـامل (ة)، تــأميـن بيـئـة آمنـة نفـسـيـاً، الـقـيـادة بـالـقـدوة (هــذا مــا نفـتقــد لــه فـي غــالبيـة المـؤسســات) ....
إسـتـشـارة، تــأكـيـد، الإسـتـفـادة : ثــالــوث فــي الـعمــل وجـوهــره. يـعـد الـتـشـاور مـع الـعـامل(ة) أمـرًا ضـروريـًا، كـما هـو الحـال بالـنسـبة للـتـغـذيـة الـراجـعـة للـتـأكـد مـن أن الـتـدابير المعـتـمـدة كـافـيـة، ممــا يــزيــد فـي الــدافـعـيـة للـعمــل والإنـتـاج. الـتـأكـيـد بـالإعـتـراف بمــهــارات الـعـامل(ة)، التـقـيــّم المــوضـوعــي والـتـقـديــر مـع التشجيع المتواصل يــســاعــد فــي الإستثــمــار والإسـتـفــادة مــن كفــايــات ومـهــارات الـعـامل(ة) فـي إنــتــاجـيــة المــؤسســة.
أصدرت الوكالتان الأمميتان لمنظمة الصحة العالمية موجزًا سياساتيًا مفصل يشرح الإستراتيجيات العملية اللازمة للحكومات وأرباب العمل والعاملين والمنظمات المعنية بهم في القـطـاعـيـن الـعـام والـخـاص. أدعــو الجمــيــع لـقــراءة هـذه السيــاســة المتـبـعـة والإستراتيجيات العملية اللازمة بالنـقــر عــلــى المـوقـع الرسمـي لمنظمة الصحة العالمية .
وبـذلك أتأمـل أن يـساعـد هـذا الـمقـال فــي الحــث عـلى فـهـم أهمــيـة السلامـة والصـحـة النـفـسـيـة فـي العمل بـشكـل واضـح وإن كــان مخـتـصـر، إعــطــاء أهمـيـة وفـهـم دورها بشكل كامل في منع المشكلات داخــل أمــاكــن الـعمــل وزيــادة الإنتــاجـيـة والــريــادة فــي الـعمـل. لـذا هـدف هـذا الـمقـال لـدعـم جـهـود الـوقـاية مـن المـخـاطر المـحـيـطة بالـصحـة الـنفـسيـة وحمــايـة الـعـامل(ة)، وتعزيز السلامـة والصـحـة النـفـسـيـة في مكان العمل، ودعـم مـن يعـانــون مـن مـشاكــل الـصحـة الـنفـسيـة لكـي يتـمكـنـوا مـن الـمـشاركـة فـي عــالــم الـعمـل ويـنـمــّـوا قــدراتـهـم.
كـمــا أشــرت أن الصحة النفسية هي "حالة من الرفاهية التي يستطيع فيها الشخص تحقيق ذاته، والتغلب على ضغوط الحياة العادية، والقيام بعمل منتج والمساهمة في حياة مجتمعه". إن تحسين الـصحـة النـفسـيـة والــرفاهية للجميع فـي عــالــم الـعمـل تكــون عــيـــديــة للـبنــانيــات واللبــنــانييـن فــي يــوم الـعمــل ، الأول مـن أيــار.
كــل يــوم عـمــل والجمــيـع بــرفـاهـيـة، نــمــو للـقــدرات والمـهــارات، تـقـديــر وتـثـمـيـن للأداء.
جـوزفـيــن سـلمــان يـمــّـيـن
أخصـائـيـة فـي عـلـم النـفـس الـعـيـادي والـدعـم الإجتماعي - أخصـائـيـة فـي عــلـم تـعـلــيم الكــبــار (الانـدراغـوجـي)
الصحة منظمة عـمـل الـعـامــل الـسـلامـة الـنـفـسـية الـرفاهية الـذات الشخصيـة البنيـة إسـتـشـارة الإسـتـفـادة