الديار _ مؤسسة سعادة للثقافة ضمن
27 نيسان 2024

الديار _ مؤسسة سعادة للثقافة ضمن "فعاليّات طرابلس عاصمة للثقافة العربيّة" الأحد المقبل تحيّة من طرابلس الى فلسطين...

جهاد نافع

في طرابلس التي تشهد تظاهرة ثقافية بالمعرض الخمسين للكتاب الذي اطلقته "الرابطة الثقافية"، وضمن "فعاليات طرابلس عاصمة للثقافة العربية"، حطت مؤسسة سعاده للثقافة رحالها جناحا بين اجنحة المعرض، ويكاد الجناح الوحيد هو وجناح مكتبة "الامل والسلام" للمتخصص في عالم الكتب بلال مجذوب، اللذان يحتويان على كتب متنوعة بحيث يندر ان تطلب كتابا لا تجده في جناح المكتبة وباسعار تراعي الاوضاع الاقتصادية والمالية لرواد المعرض ومحبي القراءة والثقافة.

جناح مؤسسة سعاده للثقافة احتوى على مؤلفات سعادة واصدارات حزبية وكتب متخصصة لمؤلفين قوميين في كافة مجالات الاختصاص، من سياسة وفكر وتاريخ واجتماع وادب. اما بقية الاجنحة فهي عبارة عن منصات دعائية لجامعات خاصة، ومؤسسات ناشطة دينية ومدنية، الى جانب جناح مؤسسة شاعر الفيحاء سابا زريق الثقافية التي احتفلت بتوقيع كتاب "يوم طرابلس الثقافي".

الشماليون على موعد يوم الاحد المقبل ٢٨ نيسان الجاري مع الامينة اليسار انطون سعادة، لتوقع آخر اصدارات المؤسسة "مجموعة رسائل الزعيم سعادة"، على ان يلي التوقيع حفل غنائي وطني لكورال المؤسسة، تحية الى غزة وفلسطين . ويوم الاحد هو اليوم الختامي للمعرض، ويشكل علامة فارقة في المعرض.

تنوعت انشطة المعرض بين ندوات وتواقيع كتب وامسيات شعرية وادبية متخصصة . معرض الكتاب بحد ذاته، هو التظاهرة السنوية التي ينتظرها ابناء طرابلس والشمال، ولطالما شكل المعرض واحة تلاقي ثقافية لرواد الثقافة والفكر من كل انحاء لبنان، وعلى مدى خمسين سنة بات علامة فارقة في تاريخ طرابلس الثقافي.

جولة في ارجاء المعرض، يخرج المرء بجملة ملاحظات يمكن تسجيلها، ربما للاستفادة منها في المعارض المقبلة:

- اولا: لا بد من تسجيل جهد رئيس "الرابطة الثقافية" الزميل الصحافي رامز الفري بحرصه على اقامة المعرض ضمن الامكانيات المحدودة المتوفرة لدى الرابطة، في ظل الانهيار المالي والاقتصادي، والتكاليف المالية الفائقة التي تفوق قدرات الرابطة، نتيجة لهذه الاوضاع المالية السائدة في البلاد، وفي غياب الداعم المالي الذي يفترض ان يبادر اليه من لديه القدرات المالية لانقاذ الرابطة والمعرض كي يبقى مستمرا دون انقطاع.

- ثانيا: لم يحصل في المعارض السابقة ان تقتصر اوقات افتتاح المعرض على اربع ساعات فقط تبدأ الساعة الثالثة بعد الظهر، ويقفل ابوابه الساعة السابعة مساء. فيما المتعارف عليه ان يمتد دوامه حتى التاسعة او العاشرة مساء. ويرد الزميل رامز الفري الاسباب الى اوضاع المدينة ليلا، خاصة في محيط الرابطة حين تبدو الشوارع مقفرة وخالية من الانارة.
 

- ثالثا: عجز الرابطة المالي ادى الى تقليص عدد دور النشر والمكتبات المشاركة، ولولا مشاركة مكتبة "الامل والسلام" ومؤسسة سعاده للثقافة، لخلا المعرض من الكتب.

- رابعا: انتقل المعرض العام ١٩٩٤ الى قاعات معرض رشيد كرامي الدولي، وبقي حتى العام ٢٠١٩، حيث أعيد الى مقر الرابطة لاسباب مالية والنفقات الباهظة، فيما يمكن تقديم قاعات المعرض الدولي مجانا، لدعم الظاهرة الثقافية المميزة في المدينة.

- خامسا: "الرابطة الثقافية" هي منبر ثقافي، وبات معلما من معالم طرابلس والشمال، ومقره قبلة المثقفين في الشمال، لذا يفترض ان يتلقى دعما بارزا من متمولي طرابلس ومؤسساتها ومن قياداتها، على ان تبقى الرابطة منبرا للجميع دون استثناء او حسابات سياسية محلية.

- سادسا: شكل افتتاح المعرض بلبلة بمحاولة ابعاد وزير الثقافة محمد مرتضى عن القاء كلمة نيابة عن رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، وبقي اللغط قائما حتى ليلة الافتتاح لابعاد الوزير مرتضى والطلب الى وزير الداخلية مولوي تمثيل رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، وحضر حفل الافتتاح نواب وشخصيات سياسية من فريق سياسي  "سيادي"  ، الذين فوجئوا بالمرتضى يلقي كلمة ميقاتي، وهذا لم يكن بالحسبان نظرا لمواقف مرتضى القومية التي تصب في اطار محور المقاومة.

ملاحظة اخيرة هي ان مبنى "الرابطة" يحتاج الى اعادة تأهيل وانارة مع محيطه، كي يبقى منارة ثقافية في الشمال وكل لبنان، وهو الصرح الذي استقبل على مدى خمسين عاما كبار مفكري ومثقفي وشعراء وادباء لبنان والعالم العربي.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen