عيد الحبّ (الفالنتين) لزوم ما لا يلزم في عام الأزمات والكوارث
سمية موسىيقف علي مطوّلًا أمام واجهة المتجّر المتّشحة بالأحمر قبل أن يدخل ويسأل عن الأسعار ، ليُصدم بأنّها تفوق بعضها مدخوله الشّهريّ كاملًا " الهديّة برمزيّتها وليست بثمنها " ، كوب أحمر ، ثمنه سبعة دولارات ، كان الخيار الوحيد المتناسب مع وضعه ، والحدّ الأدنى المتاح ليعبّر من خلاله عن مشاعره في عيد الحبّ ." المهم الّا يمرّ هذا اليوم من دون التّعبير عن حبّي لحبيبتي، وإنّي أتذكّرها رغم كلّ الظّروف " .
يوضح صاحب أحد المحلّات في حلبا عكّار لموقع " 06" أنّه بالرّغم من كلّ الأزمات الّتي يعيشها اللّبناني على كافّة المستويات الصّحّيّة والاقتصاديّة نجده يبحث عن مساحة خاصّة ليعبّر عن مشاعره ويضيف " أسعار هدايا عيد الحبّ ارتفعت بما يصل إلى 40% عن العام الماضي بسبب أزمة الدّولار . كنّا ننتظر المناسبات الّتي تحرّك السّوق لكن اليوم مع الأزمة لا نسمع إلّا العتب من الزّبائن رغم أنّنا نتكلّف ضعفي الأسعار حين نشتري البضائع ، فهي لم تكن مخزّنة لدينا من قبل بسبب امتناع الشّركات عن تسليم البضائع مبكرًا تحسّبًا لتغيّرات السّوق ".
" طارق" وهو أحد موزّعي الورود بالجملة ، يوضح أنّ التّراجع بالمبيعات هذا العام متوقّع " فالمتجر الّذي كان يطلب ألف وردة أصبح يطلب 500 ، والّذي كان يطلب 400 أصبح يطلب 100 ، وأشار أنّ السّوق بحالة ركود ولا يوجد عمليّة بيع أو شراء، بل ندفع سعر البنزين ولا نعوّضه بشيءٍ من البيع ، وبالرّغم من هذا ما زال الورد هو الأوفر من بين سائر الهدايا المتعلّقة بهذه المناسبة ".
في المنيه يروي أحد أصحاب المحلّات عن الفرق بين عيد الأزمة وعيد البحبوحة " ورود يتمّ تغليف كلّ واحدة منها بالدّولارات ، كانت ظاهرة غير مستغربة سابقًا ، أمّا اليوم فالمحارجة على الدّولار الواحد واللّيرة الواحدة ، فليس بالحبّ وحده يحيا الإنسان ، 90% من الزّبائن يكتفون بشراء وردة واحدة أمّا ال 10% المتبقين فجلّهم مغتربون ".
ومن ناحية أخرى ، عمل قطاع المطاعم على استقطاب الزّبائن عبر عروض مسعّرة بالدّولار أقلّها 60دولارًا لشخصين ، في حين أنّها في بعض المطاعم الأخرى وصلت إلى حدود ال 180دولارًا ، وتفاوتت نسبة الحجوزات بين المطاعم . في هذا السّياق يوضح أحد أصحاب المطاعم " إنّ العروض هذه السّنة جاءت مدروسة ومتناسبة مع الأوضاع، وفضّلنا مقدرة الزّبون على الأرباح ، لذلك كان الإقبال جيّدًا ، ولا طاولات شاغرة اليوم في الصّالة ".
اقتصر الاحتفال بعيد الحبّ هذا العام على الحدّ الأدنى من الاستهلاك خصوصًا أنّ 14شباط هذه السّنة جاء مثقلًا بالأزمات والأحداث الحزينة ، جعلت هذه المناسبة في عين الكثيرين "لزوم ما لا يلزم" .