عيد الحبّ (الفالنتين) لزوم ما لا يلزم في عام الأزمات والكوارث
14 شباط 2023

عيد الحبّ (الفالنتين) لزوم ما لا يلزم في عام الأزمات والكوارث

سمية موسى

يقف علي مطوّلًا أمام واجهة  المتجّر المتّشحة بالأحمر قبل أن يدخل ويسأل عن الأسعار ، ليُصدم بأنّها تفوق بعضها مدخوله الشّهريّ كاملًا  " الهديّة برمزيّتها وليست بثمنها " ، كوب أحمر ، ثمنه سبعة دولارات ، كان الخيار الوحيد المتناسب مع وضعه ، والحدّ الأدنى المتاح ليعبّر من خلاله عن مشاعره في عيد الحبّ ." المهم الّا يمرّ هذا اليوم من دون التّعبير عن حبّي لحبيبتي، وإنّي أتذكّرها رغم كلّ الظّروف " . 
يوضح صاحب أحد المحلّات في حلبا عكّار لموقع " 06" أنّه بالرّغم من كلّ الأزمات الّتي يعيشها اللّبناني على كافّة المستويات الصّحّيّة والاقتصاديّة نجده يبحث عن مساحة خاصّة ليعبّر عن مشاعره ويضيف " أسعار هدايا عيد الحبّ ارتفعت بما يصل إلى 40% عن العام الماضي بسبب أزمة الدّولار . كنّا ننتظر المناسبات الّتي تحرّك السّوق لكن اليوم مع الأزمة لا نسمع إلّا العتب من الزّبائن رغم أنّنا نتكلّف ضعفي الأسعار حين نشتري البضائع ، فهي لم تكن مخزّنة لدينا من قبل بسبب امتناع الشّركات عن تسليم البضائع مبكرًا تحسّبًا لتغيّرات السّوق ". 
" طارق" وهو أحد موزّعي الورود بالجملة ، يوضح أنّ التّراجع بالمبيعات هذا العام متوقّع " فالمتجر الّذي كان يطلب ألف وردة أصبح يطلب 500 ، والّذي كان يطلب 400 أصبح يطلب 100 ، وأشار أنّ السّوق بحالة ركود ولا يوجد عمليّة بيع أو شراء، بل ندفع سعر البنزين ولا نعوّضه بشيءٍ من البيع ، وبالرّغم من هذا ما زال الورد هو الأوفر من بين سائر الهدايا المتعلّقة بهذه المناسبة ". 
في المنيه يروي أحد أصحاب المحلّات عن الفرق بين عيد الأزمة وعيد البحبوحة " ورود يتمّ تغليف كلّ واحدة منها بالدّولارات ، كانت ظاهرة غير مستغربة سابقًا ، أمّا اليوم فالمحارجة على الدّولار الواحد واللّيرة الواحدة ، فليس بالحبّ وحده يحيا الإنسان ، 90% من الزّبائن يكتفون بشراء وردة واحدة أمّا ال 10% المتبقين فجلّهم مغتربون ". 
ومن ناحية أخرى ، عمل قطاع المطاعم على استقطاب الزّبائن عبر عروض مسعّرة بالدّولار أقلّها 60دولارًا لشخصين ، في حين أنّها في بعض المطاعم الأخرى وصلت  إلى حدود ال 180دولارًا ، وتفاوتت نسبة الحجوزات بين المطاعم . في هذا السّياق يوضح أحد أصحاب المطاعم " إنّ العروض هذه السّنة جاءت مدروسة ومتناسبة مع الأوضاع، وفضّلنا مقدرة الزّبون على الأرباح ، لذلك كان الإقبال جيّدًا ، ولا طاولات شاغرة اليوم في الصّالة ". 
اقتصر الاحتفال بعيد الحبّ هذا العام على الحدّ الأدنى من الاستهلاك خصوصًا أنّ 14شباط هذه السّنة جاء مثقلًا بالأزمات والأحداث الحزينة ، جعلت هذه المناسبة في عين الكثيرين "لزوم ما لا يلزم" .

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen