بين جوزيف أيوب وسركيس باسيم " فشختين " وحكاية السلف والخلف
روبير فرنجيةبين أمير الناي الزغرتاوي سركيس باسيم وسلفه صاحب الناي الأيوبي وحامل اللقب بعده جوزيف أيوب حكايات من المودة والإعجاب المتبادل والفن الموسيقي المتجذر .
هذه الحكاية سردها لي حين إستضفته في برنامجي على هواء إذاعة صوت الغد يوم إستقبلته " الأمير والعازف والملحن والموسيقي ورفيق الكبار من فيروز والأخوين رحباني إلى صباح وسميرة ترفيق ونور الهدى ونصري شمس الدين وتوفيق الباشا وفيلمون وهبة وغيرهم .
جوزيف أيوب في مقابلة عمرها ٢٠ سنة ( بتاريخ 28/1/ 2000 ) تحدث عن رفاق الدرب بأسرارهم وكواليسهم ويستطرد في حزنه على فقدان إبنه التي طالته نيرانها ثم يعود " أبو مروان " إلى عجقته ليروي قصة محبته لسلفه باسيم الذي ظهر مع الشحرورة في فيلم " أول نظرة " بالأسود والأبيض ومحطة الكلام لديه باللكنة الزغرتاوية المحببة " من هون لزغرتا فشختين " لإختزال المسافة.
قال الكثير عن موهبة سركيس باسيم الذي تعلم عزف الناي عن مواطنه المرحوم مخائيل زيادة على ضفاف نهر المرداشية.
حين سمع شحرور الوادي قصبة باسيم تغزل بها وقال: القصبة لما بتضرب مارش - فيها الناس بيحتفلوا - بترقص الله ع العرش - وجبراييل بيزقفلوا …
أخبرني بأن باسيم ( مواليد ١٩٠٠ - توفي سنة ١٩٧١ ) كان الدافع بعشقه للناي ، التقى به في عام ١٩٣٩ حين كان يتردد إلى منزلهم وعزف أمامه ، فقصد البراري ليخترع من قصيها قصبة ويتعلم الناي بالفطرة .
قال أيضاً أنه في سنوات عمره الأخيرة كان خائباً من الفنانين من الكبير وديع الصافي الذي رافقه إلى الشحرورة الصبوحة التي كان الوالد الروحي لها تنفيذاً لوصية والدتها في ليالي السهر .
كان يحاول " زكزكتها " ويقول في مجالسه " صوت أوديت كعدو بيسوا ألف من جانيت ".
عاشق الناي عزف أمام الملوك والأمراء ، أمام الرؤساء سليمان فرنجية ورنيه معوض وكميل شمعون ، أمام الزعماء حميد فرنجية وحبيب أبو شهلا ويوسف كرم
حفلات باسيم تعددت من نبع رشعين ونهر المرداشية الى كل منطقة في لبنان فإلى بلاد الإنتشار بلباسه الفولكلوري ، لم يخلع الشروال وبقي أميناً له وللباس التقليدي الجميل.
"أعطيني الناي وغني "يصدح صوت فيروز من شعر جبران خليل جبران ولحن نجيب حنكش لكن أي ناي والقصبة في حداد على من دللها وعشقها .
جوزيف أيوب العضو الفخري في نقابة محترفي الغناء والموسيقى والعواد السابق وعازف الإيقاع وضع باقة جميلة من الألحان وكان يقول أن نجوم آلة الناي قلة ويعتبر إنسحاب نجل أميرة الغناء البلدي ماري بشارة " الناياتي " السابق شربل نخول خسارة وشهادة الصبوحة بعزفه في الحلقة بأنها تستطيع أن تحذر عزفه بين عشرات العازفين البارعين هي أكثر من وسام .
———————————
محسن معوض ( الزعتيني ) عازف الليل والنهار :
التحية لروح العواد والفنان وأستاذ مادة العود في مدارس زغرتا الموسيقية المرحوم محسن معوض (الزعتيني ) الذي ترك بصمات كبيرة في الوسط الموسيقي وفي نفوس تلاميذه وبعضهم من المطربين اللامعين كوائل جسار أو الفنانين الشماليين والموسيقيين والملحنين والعازفين المعروفين التقدير الكبير لاسمه وتوقيعه .
العواد محسن معوض ( الزعتيني ) الذي له في أرشيفي مقابلة اذاعية طويلة مع صور فوتوغرافية تخلد تلك الذكرى لا أزال أتذكر عزفه الاحترافي الجميل في تلك السهرة الرائعة التي نظمها البيت الثقافي على تل زغرتا فكشفت لنا عن طاقة موسيقية لا تتكرر بعزفه وشغفه بالمقامات والأوتار والطرب .
في الصورة عاشق العود الفنان محسن معوض (الزعتيني ) وعاشق الاورغ المايسترو بسام بادور في بداياته .