حساسيّة الرّبيع مرتبطة بالإكتئاب والإنتحار !
منوّعاتلقد حل الربيع، فلماذا لا يزال جسمك يعتقد أننا في الشتاء؟
أنت لست وحدك، كما يقول الخبراء، فالطقس اللطيف وغروب الشمس المتأخر لا يريح أكثر من مليون بالغ أميركي يُقدر أنهم يعانون من نسخة الربيع من الاضطراب العاطفي الموسمي، أو SAD.
ويرتبط هذا المرض ارتباطًا وثيقًا ببداية فصل الشتاء، ويمكن أن يحدث خلال أي انتقال موسمي. يمكن أن يشعر المصابون بالحزن أو الخمول، طوال الوقت حتى يبدأ الموسم الجديد بشكل جدي، وفق ما نقل موقع نيويورك بوست.
وتقول الدكتورة سوبريا جيل، عالمة النفس السلوكي في كايزر بيرماننتي في كاليفورنيا، إن هناك سببًا واحدًا حقيقيًا للاضطراب العاطفي الموسمي في فصل الربيع، ألا وهو الحساسية.
حسنًا، هناك سببان – الآخر هو FOMO، أو الخوف من تفويت الفرصة، مع تسارع وتيرة العالم بعد سباته الشتوي، حسبما ذكرت صحيفة ديلي ميل.
وقد تكون هاتان المسألتان جنبًا إلى جنب هما السبب وراء ميل معدلات الانتحار إلى الارتفاع في فصلي الربيع والصيف، وليس خلال أحلك فترات العام، عندما يفترض الجميع أنها ستكون في أعلى مستوياتها.
وقالت الدكتورة جيل: "قد يكون الأمر مفاجئًا جدًا، خاصة لأنه في فصل الشتاء، لدينا أيام أقصر، وأشعة الشمس أقل، وهذان هما أحد المساهمين الكبار في الاضطراب العاطفي الموسمي في الشتاء".
وقد يعاني المصابون بالاضطراب العاطفي الموسمي الربيعي من فقدان الاهتمام بفعل الأشياء التي يحبونها عادة، والانسحاب من المواقف الاجتماعية، وتغيرات في الشهية، وقلة التركيز، والنعاس، والشعور بالحزن طوال اليوم.
وأضافت الدكتورة جيل: "إن رؤية أشخاص آخرين في الخارج والقيام بالنشاطات يمكن أن يؤدي إلى تفاقم مشاعر الاكتئاب، وبالتالي يمكن أن تكون المقارنة الاجتماعية عاملاً".
وما يقرب من 5٪ من البالغين الأميركيين - ما يقرب من 13 مليون- يعانون من اضطراب القلق الاجتماعي لمدة تصل إلى 40 في المائة من العام، وفقا للجمعية الأميركية للطب النفسي (APA).
وقد تتفاقم المشكلة أيضًا مع بدء فصل الربيع في وقت مبكر ويستمر لفترة أطول، وذلك بسبب التغيرات في المناخ - قد لا يكون بعض المصابين مستعدين للخروج في الهواء الطلق، أو قضاء المزيد من الوقت في التواصل الاجتماعي. هذا يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات داخلية.
كما قالت الدكتورة جيل: "يعتقد الكثير من الناس أن معدلات الانتحار ستكون أعلى في الشتاء، وهو أمر مفهوم... إن شهر كانون الأول هو في الواقع الأقل من حيث معدلات الانتحار، في حين أن أواخر الربيع وأوائل الصيف لديهما أعلى المعدلات، لذلك نحن نعلم أن الناس يعانون من عواطفهم في هذا الوقت".
وكانت هناك 4375 حالة انتحار في نيسان 2022، مقارنة بـ 3960 حالة انتحار في كانون الأول 2022، وفقًا للبيانات الأولية لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
كيف نتغلب على الطبيعة في لعبتها الملتوية؟ توصي الدكتورة جيل بالتركيز على ممارسة الرياضة، والنوم، والنظام الغذائي.
وقالت إن المشي لفترة قصيرة في الهواء الطلق يمكن أن يكون فعالاً في تحسين الحالة المزاجية مثل الأدوية المضادة للاكتئاب.
وأوصت الدكتورة جيل أيضًا باتباع نظام غذائي مضاد للالتهابات، حيث تم ربط الالتهاب بالمزاج. الأطعمة التي يمكن أن تساعد في الحفاظ على صحتك وسعادتك ستكون غنية بفيتامين C وأوميغا 3 – مثل السلمون والأفوكا والحمضيات الطازجة.