شمال لبنان والمـ ـنــ ار لا يدوران في فلك النايل سات
07 شباط 2023

شمال لبنان والمـ ـنــ ار لا يدوران في فلك النايل سات

كتبت : رزان مصطفى ملص

 

ثماني سنوات مرت على قرار حجب قناة المنار اللبنانية عن أقمار اتصالات عربية، والذي جاء بعد "تجريم" (وحظر) القناة نفسها في الولايات المتحدة، وهي قرارات جاءت في اطار حملة شاملة متعددة الجوانب بخلفيات سياسية، ورافقها تحريض مذهبي منقطع النظير.

ويقول العديد من اللبنانيين، والعاملين في ميدان الاعلام، انه لا يوجد مبرر أخلاقي أو مهني أو تقني يستوجب قرار الحجب، ولهذا، فان الهدف باعتقادهم يراد منه إسكات صوت المقاومة أو على الأقل بناء حاجب للصوت والصورة بين محطة المقاومة والعالم العربي عموماً وجمهور المقاومة خصوصاً.

شمال لبنان، نال الحصة الأكبر من الإستثمار في التحريض ضد المقاومة ومؤسساتها،  لتكون متابعة قناة المنار في الخفاء  سمة المرحلة المنصرمة، أما اليوم وبعد إنحسار أبواق الفتنة والتي كانت تصور أبناء بعض المناطق الشمالية بصورة سياسية نمطية شمولية، يتضح أن قناة المنار لم تغادر شاشات المنطقة.

"المنار"، حاضرة اليوم على الساحة الشّمالية بشكل لافت، ويمكن لأي متابع أن يلمس رغبة القناة بالتواصل مع الأهالي والمواطنين ومتابعة قضايا الناس وهمومهم المعيشية وإحتياجاتهم، بعد أن خفت إعلام الجهة السياسية الأكثر تمثيلاً في شمال لبنان، وزال مع زوال المشروع السياسي الذي يتبع له.

وبينما يشعر أبناء الشمال، أن لا صوت لهم، حضرت "المنار" عبر تغطية واسعة للقضايا الإنسانية والمعيشية والأوضاع الاجتماعية العامة، حيث تتجول كاميرا "المنار" في القرى والأحياء وداخل المنازل في ما يشكل مشهدا اعتياديا ومحل ترحيب من جانب أبناء القرى والمدن الشمالية.

في هذا السياق يؤكد مدير "المؤسسة الوطنية للدّراسات والاحصاء"الدكتور زكريا حمودان أن "قناة المنار من أهم القنوات اللبنانية في الوقت الحالي، لجهة التنوع  في محتوى برامجها وإختيار الشخصيات التي تظهر على شاشتها  بعيداً عن الصورة النمطية التي رسمت عن البرامج الحوارية في القنوات الاخرى"، لافتا الى أن القناة تميزت بعرض التقارير الواقعية التي تعكس معاناة الناس وتعمل على إيصال صوتهم ومطالبهم، وهو ما جعلها تدخل الى كل منزل دون تردد.

مصطفى، وهو صاحب محل تجاري في منطقة المنية يروي تجربته مع قناة المنار قائلا: "أتابع قناة المنار بإستمرار فهي التي سخرت برامجها لتسلط الضوء على  واقع القضية الفلسطينية، ورسمت منذ انطلاقتها خطا متميزا يعكس نبض الشارع والمجتمع اللبناني المساند للقضية الفلسطينية، وركزت في رسالتها الاعلامية على مواضيع مهمة تم إزالتها من أجندة باقي القنوات اللبنانية، كما أعطت مساحة واسعة  لالقاء الضوء على الأمور المتعلقة بالتطبيع وجرائم الكيان الصهيوني في حق الفلسطينيين".

ويعلّق مصطفى على إستمرار القرار بحجب "المنار" من قبل إدارتي "النايل سات" و"عرب سات" واصفاً إياه أنه إستهداف للحقيقة والتنوع، وكان من واجب وزارة الاعلام أخذ موقف جدي وفعلي بعيداً عن خطابات الإستنكار الخجولة، ولكن هذا القرار لم يمنعه من متابعة تغطية القناة، بل بات اكثر إنجذاباً لها، وأصبح يتابعها دائماً سواء على التلفاز من خلال ترددات أخرى او عبر بثها المباشر من خلال موقعها على الإنترنت.

" أنا مع المقاومة الاسلامية في لبنان ، سماحة السيد يشكل بالنسبة لي أيقونة وقائداً شرفنا بهزيمة إسرائيل، والمقاومة مؤتمنة على القرارت العسكرية والسياسية، ويقول المواطن خالد الخضر انه "في ظل إنغماس جميع القنوات في الفتنة والتحريض، تبقى قناة المنار الأكثر مصداقية بالنسبة لي"، مشيرا الى ان لديه ثقة بالمقاومة عسكرياً وسياسيا، ولهذا يثق بقناة المقاومة, و اشار الى انه يتابع القناة من خلال اشتراك مدفوع ."

ومن جهتها، تقول زهية "أتابع المنار من خلال بعض التقارير المتداولة عبر منصات التواصل الاجتماعي، برغم انه لا تجمعني السياسة مع قناة المنار، ولكن اليوم وفي ظل الأزمة، فان كل القنوات مطالبة بنقل معاناة الناس وقد شاهدت عدة تقارير عن حالات إنسانية في طرابلس وعكار جرى التكفل بها بعد أن عرضتها قناة المنار وتابعتها، بينما كنت في السابق أرفض مشاهدة القناة بشكل مطلق لأسباب سياسية، أما اليوم فهي مرحب بها وبغيرها فالحياة لا تحتمل الفراغ، وقد غابت القنوات التي كنا نعتقد أنها تمثلنا  فحضرت المنار لتكون البديل".

لا تخلو نشرة قناة "المنار" من تقرير يومي معد عن حالة أو قضية من شمال لبنان, وبالرغم من أن أداء القناة يشير الى أنها أخذت المبادرة بالانفتاح مهنيا على أبناء الشمال بكاميراتها قبل أن تثبت حضورها الموسع على شاشاتهم، إلا أن هذه المبادرة أظهرت بالنتيجة حقيقة واحدة، وهي أن شمال لبنان لا يدور في فلك "النايل سات" و"العرب سات".

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen