توقيف الصرافين غير الشرعيين في الشمال يثير بلبلة ولا يلجم الدولار
سمية موسىبعد أن بلغ عتبة الـ 65 ألف ليرة. من دون إنذار أو معايير واضحة، يحلّق الدولار ومن ثم ينخفض، وفق الأفعال التي تستخدم في أسواق المضاربة، مرات عدة في الساعة الواحدة. وبرغم إقرار المعنيين بسعر الصرف بأنه لا يؤثّر على غلاء الأسعار، لكن البعض تكبّد خسائر باهظة في عمليات التصريف كأنها لعبة مقامرة.
الأخطر، في لعبة هؤلاء هو اللجوء الى عملية تجميد للسوق ومنع خفض سعر الدولار، عبر شراء الدولار بكميات كبيرة لتواريخ بعيدة، والكمية التي تجمع من السوق بملايين الدولارات تقريباً بحيث مهما حصلت عمليات تدخل مفترضة تبقى دون اثر جدي للحد من الارتفاع، فلا يقتصر الامر على ذلك انما تحصل عملية مضاربة أشبه بمزاد، ولكن متفق عليها بين "المضاربجية".
"تطبيقات وغروبات الدولار تنشط بقوة وتعمل على تدمير الليرة، كلهم يتحكمون بسعر الصرف من خلال المضاربة المفتوحة.أصبحنا أمام سوق صرف يديرها الصرافون، وسوق مضاربة تحولت الى سوق مفتوحة"، يقول أحد المواطنين.
بعكس أجواء الطقس الباردة، عاش شمال لبنان ليلة حامية، بسبب التوقيفات التي قامت بها القوى الأمنية، وتركزت في طرابلس وعكار دونا عن سائر المناطق, حيث جرى مثلا توقيف 22 شخصا من الصرافين غير الشرعيين المتهمين بالتلاعب بسعر صرف الدولارفي مفرزة حلبا القضائية.
أبو محمد وهو احد الصرافين غير المرخصين الذين يتخذون من تطبيق الواتس أب مركزاً لعمله يؤكد أن الحملة على أصحاب مجموعات الصرافة هي لذر الرماد في العيون ويقول " شاهدنا حملات على مواقع التواصل الإجتماعي تصور مجموعات الواتس أب على أنها مراكز للمضاربة في حين أنها ليست أكثر من مجموعة إتصال تسهل التداول، المبالغ المتداولة على المجموعات لا تتجاوز الطلبية الكبرى منها المئة ألف دولار بالحد الأقصى في حين أغلب المبالغ التي يجري طلبها عبر المجموعات تتراوح بين العشرين والخمسين ألف دولار امريكي ولا يمكن لهذه الأرقام أن تكون محل مضاربة على الليرة. المؤسسات التجارية تدولر صندوقها لحظة بلحظة, هل يستطيع الصرافين تلبية حاجة السوق وتحمل طوابير الناس على أبواب مكاتبهم؟ أكثر من ذلك يتجاهل جميع المسؤولين المضارب الأكبر المتمثل بالمصرف المركزي ففي الوقت الذي كانت بواخر الفيول أويل تراكم غرامات التأخير في تفريغ الحمولة كانت مجموعات الواتس أب تعمل على جمع الدولارات لصالح مصرف لبنان تحت تسميات مختلفة، لقد دفع اللبنانيون ثمن 3 ساعات تغذية كهرباء أربعة عشر ألف ليرة لبنانية زيادة على سعر الدولار، الدولة تبحث عن كبش محرقة ووقع الخيار على مجموعات الواتس أب بإعتبارها الفئة الأضعف في لعبة الكبار ، نحن اليوم خارج لعبة التداول لماذا الدولار ما زال فوق عتبة الستين ألف ليرة ؟ إبحثوا عن المصرف المركزي ملك ملوك المضاربجية .
التوقيفات، أدت الى بلبلة، بسبب الاستنفار أمام سراي حلبا، والتهديد باقتحامها بحال عدم الافراج عن الموقوفين، كما لم تشفع التدخلات السياسية في الافراج عنهم.
"المضاربجيّة" اختفوا، مجموعات "الواتساب" الخاصة بالصرافين أُغلقت بشكلٍ مفاجئ وبات الكثير منها غير قادرين على التّداول، فهل ستكون هناك قرارات فاعلة بعد عملية توقيف "المضاربجية"؟أم أن هذه التوقيفات ليست الا مسكن لدورلة الأسعار دون دعمها بتعاميم من مصرف لبنان؟ وهل فعلا إعتقال هؤلاء هو الحل، خصوصا أن الدولار وبعد أن إنخفض الى 57 ألف ليرة عاد وارتفع مساء الأحد الى 62 ألف ليرة.