عمار شلق من راسنحاش البترونية الى كل ضيعة وبلدة ومدينة في الوطن العربي عاشقاً ومناضلاً ، والداً وحبيباً، ظالماً ومظلوماً ، خادعاً ومخدوعاً
بقلم روبير فرنجيةعاد الممثل عمار شلق هذه المرة إلى ضيعته " راسنحاش " مكسور الخاطر .
راح عميد بيته وعواميده: المربي الحاج تاج الدين أحمد شلق " أبو عمار "في ذمة الله .
هذه المرة عودته ليس ككل مرة بل مرارة ما بعدها مرارة .
عمار سليل عائلة علم وشعر وفكر ، وليس صدفة أن يكون والده مربياً وأمه فاطمة أيضاً .
حين أطل في مسلسل " رماد وملح " للشاعر جوزاف حرب كنا في حضرة ممثل مختلف في الملامح والنبرة ، الشكل والوسامة والآداء.
لم يتسلق سلم الإحتراف درجة درجة من الدور الثانوي إلى المساند فالمحوري وصولاً للدور الأول .
تسلق السلم بقفزة واحدة بل تسلل إلى دور البطولة بجدارة .
وجاء مسلسل " إبنة المعلم " لمنى طايع أمام كارمن لبس ليكرس هذا التفوق وهذا النجاح الذي كان بإمكانه إستثماره في مسلسل " بين بيروت ودبي ".
لا أدري بالترتيب الزمني كيف جاءت مسلسلاته وما وضع مسلسل " زمن الاوغاد " مع المخرج يوسف شرف الدين على خريطة أعماله ، لكنني أدرك جيداً أنه كان مرزوقاً ومحظوظاً في ثنائياته أمام الجميلات والملكات : دينا عازار في رماد وملح ، سيرين عبد النور في غريبة ، نادين نسيب نجيم في خطوة حب ورهف عبدالله في صمت الحب ، وهو طالما ضحك لهذه المفارقة طالباً مني أن لا أحسده ،معتبراً السبب هو دعاء والدته وصلواتها .
عمار شلق الذي اتخذ يوماً ما قراراً ذاتياً بأنه لا يريد أن يعمل مع شركة مروى غروب دون أن يتورط بالسجال و" اللت " في الاعلام ، نوع كثيراً في أعماله : مع المنتج زياد الشويري في " علاقات خاصة " بين الممثلتين ندى أبو فرحات وجوي خوري بدور أنصف الممثل اللبناني في الدراما العربية وجعله " الأول " أمام عدسة مخرجة سورية هي رشا شربتجي وبنص لكاتبة سورية هي نور الشيشكلي .
مع المنتج إيلي معلوف فشل التعاون الاول في مسلسل " وداعاً " عن الطائرة الاثيوبية ليكون الضحية البير عسال لتضارب أوقات التصوير ، لكنه عاد والتقى معه في مسلسلين " حنين الدم "
و" رصيف الغرباء " للكاتب طوني جورج شمعون .
مع المنتج انطانيوس أبي حاتم وزوجته المخرجة ليليان بستاني كان مسلسل " صمت الحب " .
ومع كارين رزقالله ثنائية " أنت مين " ودور الدكتور نسيم .
أما مع شركة أيغل فيلمز فكانت مسلسلات عدة مثل " ورد جوري" بين ثنائيتين رلى حمادة ونادين الراسي فالى مسلسل " ثواني " بدور رائد الذي أداه بكثير من السوقية الماهرة والمتعمدة أمام الممثلتين ريتا حايك وتانيا فخري وبمحطة كلام ظريفة : يا غرام .
مع مركز بيروت الدولي شبك إسمه في صولات وجولات وبطولات ( بوح السنابل مثلاً ) مؤكداً انه في الفن لا يوجد ٨ ولا ١٤ آذار وفي التمثيل لا يوجد لا سنة ولا شيعة ولا مسيحيين ولا دروز …
جرب التقديم التلفزيوني في خطوة مدروسة في برنامج " المفاوض "على شاشة الجديد فكان الأخضر الإبراهيمي أو فيليب حبيب بين المتخاصمين والمتنازعين والمتباعدين ، بحكمة وتعقل وموضوعية ومحبة كأنه يصالح عائلة من راسنخاش في الحارة الفرقى مع عائلة اخرى من "الحارة التحتا ".
قاوم الإحتلال الإسرائيلي في أعمال البيئة الجنوبية تمثيلاً والإحتلال التركي في مسلسل " نضال" للكاتبة كلوديا مرشليان التي إعتاد على نصوصها وعلى إخراج سمير حبشي وهذا ما تجلى في بطولته لمسلسل " بكير " القصير كمسلسلات لبنان أيام زمان من انتاج " داي تو بيكتشرز ".
تجاربه في المسرح عديدة وفي السينما جاحظية .
يفرح كثيراً حين تكون مواقع التصوير شمالية في قرباش زغرتا كما أيام مسلسل " صمت الحب " أو في إهدن بفيلم " يربوا بعزكن ".
عمار شلق الذي رشحه المنتج زياد الشويري منذ سنوات لبطولة مسلسل كتبته من ١٥ حلقة بعنوان " الوصي " قبل أن يجمد ويجلد في جوارير الشركة المنتجة لتفضيلها المطولات ، أتذكر حماسه لهذا الدور وشغفه في القراءة وتجسيد الشخصية .
كما أتذكر نفس حماسه حين عرض عليه أن يكون سماحة المفتي في مسلسل " غبطته والشيخ " لشكري أنيس فاخوري المسجون في جوارير الشركة أيضاً .
محبته ليس لها علاقة بالإعلام والتمثيل ، وقد تلمست تقديره حين كنا في بلدة صورات - البترون وفاتحته برغبتي الإنسحاب من مسلسل كنت أعتقد أنني ضيف شرف فيه فتبين لي أنه من الأدوار الثانوية .
نظرت إلى عمار فوجدته يتفحص وجهي ويقول : شفت ليش بحبك ( يضحك ) بتعرف مصلحتك …
تحدثنا مراراً في الأغنية والشعر والسياسة.
كشف لي كم يحب صوت فضل شاكر وأغانيه بغض النظر عن المواقف المتباينة منه .
من إذاعة صوت الغد إلى إذاعة لبنان ترافقنا في سيارته وكان الحديث عن الأولاد وعجبتهم .
كان سعيداً بزواجه من غنوة الشعار ولسفارة إبنه.
قال لي: كلما نظرت له عاتبت نفسي كيف تأخرت في الزواج والإنجاب .
قلت له : لا تندم ، قال لي مرة الممثل السوري جمال سليمان بأنه يشعر أنه الأب والجد وبأن إبنه هو حفيده أيضاً .