عندما يتنافس سمير وجبران على حمل
03 نيسان 2024

عندما يتنافس سمير وجبران على حمل "شعلة" بشير!

مرسال الترس

بات واضحاً أن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل يتنافسان على خلافة نجل رئيس حزب الكتائب سابقاً بشير بيار الجميل (رئيس جمهورية منتخب لنحو ثلاثة اسابيع) عبر سعي كل منهما لحمل "الشعلة" التي رفعها بشير في نهاية سبعينيات القرن الماضي بتوحيد "البندقية" المسيحية تمهيداً للوصول الى قصر بعبدا.

وإذا كان بشير قد تورط ببضعة مجازر لتحقيق هدفه الأول (عبر محاولة تطويع إهدن حيث تيار المرده، وبسط سلطته على الصفرا حيث كانت زعامة حزب الوطنيين الأحرار وشل قدرات حراس الأرز والتنظيم وسواهما...) فإن جعجع وباسيل يتقاطعان على شل وصول أي وجه مسيحي سواهما الى قصر بعبدا حتى ولو كان سليمان فرنجيه أحد الأقطاب الأربعة الذين اجتمعوا في بكركي عام 2017 برعاية البطريرك بشارة الراعي ليقرروا ان يكون العماد ميشال عون هو الشخص المؤهل لتولي رئاسة الجمهورية بالرغم من دعمه من قبل حزب الله فقط وليس الثنائي الشيعي كماهو حاصل مع فرنجيه.

وعندما فشلا في لصق أي هفوة تتعلق بمسيحيته ومارونيته ووطنيته وعروبته وتصالحه بإباء حتى مع أعدائه، وجدوا "نقطة ضعفه" بتبني معارضة دعم ترشيحه من قبل حزب الله في حين أنه يتمتع بدعم الثنائي الشيعي والعديد من العناصر السنية والمسيحية بدون منازع. 
وإذا كان جعجع يتمتع بـ "فائض قوة" لتعطيل أي اجتماع مسيحي في بكركي من منطلق أنه "طبخة بحص" وأنه يسعى لتركيب جبهة مسيحية موعودة برأس واحد (أي هو نفسه دون سواه) باعتباره يحوذ على اكبر كتلة نيابية مسيحية وفق إحصائيات حزبه.
فإن منافسه باسيل الذي يبني حساباته على إحصائيات لا تقل شأناً عن غريمه وتضعه في المرتبة الممتازة، فإنه يشد الرحال من جانبه لـ "تكوين غطاء مسيحي موسّع في معركة الرئاسة" يكون هو شخصياً نجمها الأول والوحيد، وحظر التفكير في أي اسم آخر لا عن طريق التقاطع أو التسمية العرضية أو المناورة حتى!
ولأن لبنان المكّون من مجموعة وازنة من الطوائف والمذاهب لن يتاح لأية شخصية أن تحل في قصر بعبدا من دون تحالفات بين أركان بعضها البعض ليأتي الرئيس ممثلاً لآكبر مروحة من هذه التركيبة فلن تُفلح أية مجموعة في خطف هذا الكرسي لصالحها مهما بنت من أوهام زهرية في أحلامها.
وما قد يكون متوافراً اليوم ببعض التنازلات المنطقية قد يصبح غداً استحالة لمراهنات خاسرة حتماً.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen