فيضان النهر الكبير مأساة تتكرر والدولة غائبة!
04 شباط 2023

فيضان النهر الكبير مأساة تتكرر والدولة غائبة!

ليليان رجب 

عاد هاجس فيضان النهر الكبير الجنوبي يسيطر على أهالي  القرى و البلدات الحدودية في سهل عكار, تزامنًا مع العاصفة الثلجية التي أدت الى رفع منسوب مجرى النهر, و التحذيرات المترافقة من إشتدادها في اليومين المقبلين.

نكبة النهر الكبير تعود الى العام 1992، حين فاض النهر وغمر بلدات حكر الضاهري، السماقية، الكنيسة، تل بيرة، تلحميرة، العريضة، وأحدث أضرارا بالغة في المنازل والممتلكات والمزروعات. المأساة نفسها تكررت في العام 2003، والعام 2011، وسط مخاوف من تكرار التجربة هذا العام، مع إرتفاع مستوى النهر وخروجه الى الأراضي الزراعية، كما دخلت المياه منازل المواطنين في البلدات الساحلية، مخلفة أضرارا فادحة. 
اللافت في الأمر، أنه وبالرغم من تكرار المأساة نفسها كل عام، الا أن الدولة عجزت عن إيجاد حل للنهر من شأنه حماية الأهالي، وبالرغم من المناشدات المتكررة، إقتصر عملها دائما على الايعاز بتدخل الهيئة العليا للاغاثة لتعزيل المجرى من الأوساخ، من دون إيجاد حلول ناجعة. 

وأوضح أهالي بلدة حكر الضاهري وعلى رأسهم مختار المنطقة في حديث خاص ل"موقع 06" أنهم سئموا من رفع الطلبات الى المسؤولين والوزارات المعنية للمطالبة بحماية الأهالي من فيضان مياه النهر خلال فصل الشتاء، الا "أننا لم نلق سوى الوعود التي ما زالت حبرا على ورق، وتساهم في المزيد من الكوارث,ونحن مهددين مجددا بكارثة أخرى خصوصا اذا اشتدت العاصفة" 

لم يشهد النهر الكبير بالرغم من جماله الطبيعي، أي أعمال تأهيل أو اهتمام من جانب الجهات المعنية، بما يؤهله لاستقطاب المستثمرين وأصحاب المشاريع السياحية، وتحديدا لجهة إقامة سدود على مجراه الذي يبلغ 56 كيلومترا، وبعمق يصل إلى عشرة أمتار عند نهايته، ما شجع على استثمار البعض في تربية الأسماك وإقامة مشاريع سياحية من مطاعم ومقاه ومتنزهات، إلا أن النهر بقي يتيما من أي مشروع يذكر حتى لجهة إقامة ساتر ترابي يحمي الأهالي من فيضانه خلال فصل الشتاء.

 

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen