"مرفأ غزة"..وعد بلفور بوجه آخر؟
مرسال الترسبالتأكيد يدرك العديد من المفكرين والباحثين بالشأن الفلسطيني وبالتاريخ المؤلم لهذا الشعب.
ان الغرب وفي مقدمته الولايات المتحدة الأميركية اليوم، والامبراطورية البريطانية قبل الحربين العالميتين الأولى والثانية، لم يكن يوماً يفكر في ما سيؤول اليه مصير الشعب الفلسطيني بل هناك دائماً وفي رأس الأولويات مصالح الدولة اليهودية.
وقد أثبتت الممارسات ليس منذ خمس وسبعين سنة على إنشاء دولة اسرائيل بل منذ وعد بلفور في العام 1917.
فهل لمس الفلسطينيون رغم كل المجازر التي لا تحصى بحقه أن ذلك الغرب لا يوليهم الإهتمام الذي يظهره لدولة اسرائيل.
إن بتقديم الدعم العسكري والمالي على أنواعه، أو بحماية كافة متطلباتها باستخدام الفيتو في مجلس الأمن عند كل شاردة او واردة وبدون أي تحفظ.
فها هي الحرب على قطاع غزة متواصلة منذ خمسة أشهر ونصف وتبصم واشنطن على استمرارها حتى تحقيق نصر ملموس "للجيش الذي لا يقهر".
والذي من مآثره أنه لا يسمح بإيصال المساعدات الى مليون ونصف مواطن باتوا بدون مأوى أو مأكل الى أن إدّعت واشنطن أنها "غيورة جداً" على إنشاء مرفأ على شاطئ غزة لإيصال المساعدات تحت عنوان إنساني بعد استشهاد أكثر من ثلاثين ألفاً وجرح أكثر من سبعين ألفاً من دون أن يستطيع أحد إحصاء المفقودين تحت الإطلال!
ولكن يبدو أن وراء الأكمة ما وراءها حيث بدأت تتسرب معلومات أن هدف "المرفأ الموعود" بعد أشهر ليس إيصال المساعدات الإنسانية وإنما لتنفيذ المخطط الاسرائيلي بدفع أهالي غزة (المغلوب على أمرهم حتى من إخوتهم) لترك أرضهم بطرق ملتوية.
وفي هذا السياق كتبت الاعلامية رندة درغام (التي عملت في أميركا لسنوات عدة) نقلاً عن استاذ العلوم السياسية في جامعة بون الألمانية البروفيسور شليدند روجين "أن الترويج الأمريكي والغربي عن التهيئة لانشاء رصيف ومرفأ مؤقت على ميناء مدينة غزة البحري وتسيير السفن لنقل الغذاء إلى سكان غزة، هو خديعة كبرى وتضليل خطير جدا يستهدف تصفية الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة".
ويضيف البروفيسور الألماني:" أن الهدف الحقيقي لتسيير السفن إلى ميناء غزة هو تشجيع وتحريض الأهالي على الصعود إلى السفن للتخلص من حياة المعاناة في غزة وتنفيذ خطة واسعة النطاق لتهجيرهم إلى دولتين بافريقيا لتوطينهم هناك".
"مما يسهّل على اسرائيل وامريكا والغرب من إفراغ غزة من سكانها ليسهل بعد ذلك الالتفات إلى الضفة الغربية للغاية عينها"!
فهل يضع الفلسطينيون على إختلاف تنوّع تنظيماتهم وحركاتهم هذه الاحتمالات المقلقة في الحسبان، أم أنهم سيتجهون للوقوع في فخ حكاية الثورين الأبيض والأسود التي تنتهي بازاحتهما سوية عن الخارطة؟