الديار: متسوّلون في شوارع طرابلس... موائد إفطار عامرة... وموائد فقراء خاوية أين وزارة الشؤون الاجتماعيّة... وأين المؤسسات والجمعيّات؟
20 آذار 2024

الديار: متسوّلون في شوارع طرابلس... موائد إفطار عامرة... وموائد فقراء خاوية أين وزارة الشؤون الاجتماعيّة... وأين المؤسسات والجمعيّات؟

جهاد نافع

مؤسف جدا، بل يبعث على الاسى حين يلاحظ المرء تزايد اعداد المتسولين في شوارع الشمال، خاصة في طرابلس وصولا الى عكار. نساء ورجال كهول يتسولون في الشوارع وهم في حالة مزرية، قد يكون البعض منهم محترفا التسول، لكن البعض الآخر اجبرته حالته المعيشية على الخروج الى الشارع متسولا، بعدما سدت كل الابواب في وجهه.

اعداد المتسولين ارتفعت بشكل مثير جدا، بخاصة في شهر رمضان ، كونه الشهر الذي يسعى فيه الصائمون الى فعل الخير والاستجابة لاي فقير يصادفونه...

خلال المتابعة لبعض المتسولين والمتسولات، تخرج بكم هائل من مآسي عائلات متعففة كانت تأبى مد اليد، فاذا بها في ظل الانهيار المالي والاقتصادي السائد، لم تجد وسيلة سوى التسول في الشارع... نسوة محجبات، وبعضهن يرتدين الخمار، يقفن على الارصفة ينتظرن من يجود بحفنة مال للقمة افطار... احداهن صرحت انها طرقت ابوابا عديدة، نالت وعودا، ولم تحظ بشيء، والجوع كافر لا ينتظر، بينما وسائل الاعلام تحفل باخبار مآدب الافطار العامرة التي تقيمها مؤسسات وجمعيات، وبعض هذه المآدب تخصص لجمع التبرعات، بينما الشوارع شاهدة على حجم المتسولين من رجال ونساء بلغوا سن الشيخوخة.

بعض هؤلاء المتسولين تبدو عليهم حالة المرض وحاجتهم الى ادوية وعلاج والى مأوى، وما يثير الاستغراب ان مؤسسات دينية وجمعيات تتحدث عن انجازات الاستشفاء والطبابة للمحتاجين والعاجزين ، فتجد ان حالات عديدة مهملة ولم تحظ بعناية طبية، بل ان هناك من يقول انه طرق ابوابا وكان الجواب ان الميزانية لا تحتمل.

مشهد المتسولين في شوارع طرابلس، لم يحرك لغاية اليوم مشاعر الجمعيات والمؤسسات التي يفترض بها ان تبادر الى احتضانهم ورعايتهم، بخاصة مشهد الاطفال من اناث وذكور يمشون حفاة يستعطون الناس.

واكثر ما يثير التساؤلات ان هناك مَن يقيم الموائد العامرة بانواع من المأكولات، بينما هناك عائلات في الاحياء الشعبية والعديد من مناطق الشمال، لا تجد لقمة افطار كافية لسد رمق، بل ذكرت مصادر ان عائلات تفطر على كسرة خبز وحشائش اقتلعتها من الارض.

ما تشاهده في طرابلس والشمال، يؤكد ان المنطقة باتت بالفعل تحت خط الفقر، وان جهود بعض المؤسسات والجمعيات قد تكون "بحصة تسند خابية"، إلا ان حجم الفقر واسع ولا يزال يتسع، والحاجة الى سياسة اجتماعية وانمائية تضع حدا للفقر، وتبلسم مواجع العائلات المحتاجة وما اكثرها في الشمال.
والخطوة الابرز هي الالتفات الى المتسولين وسحبهم من الشوارع وايوائهم برعاية رسمية او رعاية مؤسسات وجمعيات متخصصة.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen