عاصفة المعاناة تهب على اللبنانيين مرتين - وديع وسوف نموذجاً
كتبت مريم حورانيلبنان في عين العاصفة الإقتصادية والمعيشية ، المعاناة الاكبر طالت فئة الشباب بإعتبارهم الفئة الأكثر هشاشة على المستوى الإقتصادي ، وفي ظل حالة تفتت الأحلام والطموحات تأتي أحداث لا تمت لهم بصلة لتصهر إحباطهم بالحزن والسوداوية .
وفاة نجل الفنان جورج وسوف بإعتبار الأخير شخصية فنية عامة وقبلها وفاة ملكة المملكة المتحدة وغيرها من الاحداث التي سببت حزناً مجتمعياً يطغى على المعاناة التي يعيشها اللبنانيون فيصبح سعر صرف الدولار والغلاء والتوترات السياسية والأمنية خارج محل إهتمامهم طيلة فترة الحداد الذي فرضوه على انفسهم.
أمير مثل العديد من الأشخاص الذين يصابون بالحزن جرّاء سماع خبر وفاة الشخص المشهور سواء كان يحبه ام لا " إنزعجت وأصبحت مشتت الذهن لما يقارب الإسبوع تأثراً بوفاة وديع وسوف ، كنت أرى نفسي مكان الفنان الوسوف في مصابه ، نسيت أنني عاطل عن العمل، أساساً في لحظات كهذه لا يعود للحياة معنى، لماذا نتعب أنفسنا في حين القدر قد يسلبنا كل شيء في لحظة واحدة ؟"
"بالنسبة لبعض الأشخاص، قد يكون الدافع في متابعة أخبار المشاهير نابعاً من الرغبة في النظر إلى الجانب غير المشرق في حياة المشاهير، حيث يعانون من صعوبات وعوائق، فتكون رؤية الجانب غير المثالي من حياتهم مرضية فيصلون إلى خلاصة مطمئنة أو مرضية بشكل أو آخر أنه حتى من هم أكثر شهرة أو ثراء يعانون صعوبات يعاني منها الناس العاديون" بحسب الإختصاصية في علم النفس الأستاذة أمل حرقص
وتضيف "هناك حد للتعاطف البشري مع الأزمات، وهي واحدة من أقوى القدرات النفسية التي تتحكم في مجريات الأحداث البشرية. عالما النفس الأميركيان في جامعة أوريغون ، بول سلوفيتش و ديبورا سمول ظلا لعقود طويلة يطرحان السؤال نفسه، لماذا يتجاهل العالم الكوارث و الفظائع الجماعية ؟ وتوصلوا من خلال أبحاث علمية في هذا الصدد أن العقل البشري ليس بارعاً للغاية في التفكير والتعاطف مع الملايين من الأفراد، ووصفا هذه الظاهرة باسم "انهيار الشفقة". "وتعني هذه الظاهرة أنه عندما ترتفع أعداد الضحايا والمنكوبين، ينخفض مقدار التعاطف الذي يشعر به الناس ويتحول هذا الانخفاض الى إندفاع للتبرع بالمال أو ببذل الوقت والجهد لتقديم المساعدة. أي عند موت عدد كبير من اللاجئين ينظر الفرد لأعدادهم الكبيرة على أنها مجرد رقم أو إحصاء، في حين موت فرد واحد أو انقاذ طفل من الغرق يجذب انتباه الفرد فيعطيه كامل انتباهه و تركيزه."
إريك ويسلمان أستاذ علم النفس بجامعة ولاية إلينوي الأمريكية، يقول "إن موت المشاهير، أو الكشف عن إصابتهم بمرض خطير يهدد حياتهم، يجعل الأشخاص يتذكرون حقيقة الموت، أو الشيخوخة، وهو ما يسبب لهم الحزن."
ساهمت وسائل التواصل الإجتماعي بشكل كبير في دمج حياتنا الخاصة مع حياة الآخرين،فدفع اللبنانيون الثمن مرتين فباتوا يحزنون لحالهم المرير ويستوردون حزن الآخرين كأنه لم يكفهم ما يمرون به من سوء الحال، فهم الغرقى فما خوفهم من البلل!