سعيد الماروق يحلم بفيلم عن يوسف بك كرم وبجزيرة أرانب لعشرة عبيد زغار
بقلم روبير فرنجيةهو سعيد حسن الماروق إبن بلدة المنية ( سجل ٥٨١) الذي لم يعش يوماً إلا ناخباً أو ضيفاً على بيوت أهل المنيه.
إنتقل والده للعيش في السوديكو وحرمه هذا النزوح من إختبار شعور: كيف تكون من المنيه التي أحبته وأطلقت إسمه على أحد شوارعها وعرض أهلها عليه أن يكون رئيساً لمجلس بلديتها.
من المخرجين المبدعين الذين يحسب لأعماله ألف حساب.
أكثر من ٢٥٠ فيديو كليب لمشاهير الفن ، ١٥٠ دعاية وثلاثة أفلام كانت البداية مع النجم أحمد عز في فيلم " ٣٦٥ يوم سعادة " الذي أشرك فيه إبنة زغرتا عارضة الأزياء السابقة لاميتا فرنجية.
كذلك فيلم " الفلوس " لتامر حسني وفيلم " ولا غلطة " لزياد برجي.
ثلاثة أفلام قليلة بالنسبة لمخرج سينمائي مبدع يدخل التقطيع السينمائي حتى في الدراما والفيديو كليب.
كان أصغر المخرجين حين دخل لعبة الضوء والضوضاء.
حفلة غنائية تولى إخراجها وتصويرها للفنان محمد منير على طريقة مباريات كرة القدم العالمية كانت نقطة التحول.
لبى طلب الكينغ منير وكان أول فيديو كليب وكرت سبحة الطلبات حتى قيل عنه المخرج الأعلى والأغلى أجراً في هذا المجال.
نجوم أعماله من النجوم: ماجدة الرومي - نجوم كرم - عاصي الحلاني -وائل كفوري - تامر حسني والشاب خالد - رامي عياش - لطيفة التونسية - نانسي عجرم - أصالة نصري - ماجد المهندس - مايا دياب -نوال الزغبي - اليسا - ملحم زين - وائل جسار - معين شريف - زياد برجي - محمد عساف ….
أكثر من أربعين مطرباً ومطربة تعامل معهم لكنه إستطاع خِلق ثنائيات متكررة مع ثلاثة أسماء هي: نجوى كرم وعاصي الحلاني ووائل كفوري المقل في أعمال الفيديو كليب.
عناوين أغنيات الفيديو كليب الرائجة كثيرة وعلى سبيل المثال:
الحب والوفاء من تسع دقائق لماجدة الرومي - غالي لعاصي الحلاني - قلبي مال لرامي عياش - إحساس جديد لنانسي عجرم - بنص الجو للطيفة - وأنا معايا لتامر حسني والشاب خالد - قطعلي قلبي لمعين شريف واللائحة تطول.
سعيد الماروق الذي حلم بفيلم عن سيرة بطل لبنان يوسف بيك كرم وإجتمع برئيسة مؤسسته ريتا كرم لهذه الغاية ،كان يرغب في جعل حياته قصة سينمائية لاسيما انه ناضل من أجل إستقلال لبنان وقاوم الإحتلال التركي ومعركته الظافرة ضد الأتراك التي سميت بمعركة بنشعي وحدها قادرة على تحريك هذا الخيال لديه كما قال.
مسلسل " عشرة عبيد زغار " بحلته الثانية كان محور إجتماعات عديدة مع كاتبه طوني شمعون ، بالنسبة إليه الحلة الأولى ممتازة ، لكن اليوم لا يعقل أن يكون " سم الفئران " مادة التصفيات ووسيلة الاغتيالات ( ويضحك ضحكته الرنانة ) .
كان يريد الماروق أن يطلق على الجزء الثاني إسم " جزيرة الأرانب " وأن يعيش العشرة عبيد في منزل بالجزيرة.
هل كان يقصد جزيرة الأرانب في جزر النخيل في الميناء ؟
لا ينفي سعيد أنه تلقى مجموعة عروض في الدراما اللبنانية لكنه إستغرب كيف يطلب منه تنفيذ حلقة تلفزيونية بأربعة أيام !!
وكيف ترفض مع شركة إنتاجية فيلماً لرامي عياش وتوافق على فيلم لزياد برجي سألته مرة؟ لا يحرجه السؤال، بل يجزم أن لا علاقة للبطل بقبوله أو رفضه.
فيلم " ولا غلطة " جاء توقيته بعد إنتهاء ازمة كورونا وكان فاتحة لعودته الى الساحة الفنية.
يعتبر أن في لبنان قدرات كبيرة في صفوف الممثلين المخضرمين مثل رفيق علي أحمد وصديقه جوزيف نصار إلى المرحومين ميشال تابت وشوقي متى.
من نجوم اليوم في الدراما يلفته كارمن لبس باسم مغنية وبرناديت حديب ، رودني الحداد ، ومازن معضم والعديد من الاسماء بينهم سيرين عبد النور وعادل كرم الذي التقى بهما في عمل " دور العمر " مع المنتج طارق كرم.
فرحة سعيد الماروق لاذنيه بما أنجزه كمخرج ومدير إنتاج في المسلسل الكويتي " الدولة العميقة " بثماني حلقات متميزة بتقطيعها وبالأكشن من كتابة فيصل البلوشي وهو الإنتاج الأضخم خليجياً والذي صوره بين الكويت ولبنان وكوبا وتركيا ومن المحتمل دبلجته إلى الإسبانية والتركية وأن يتم إختزال حلقاته إلى فيلم سينمائي للرؤية السينمائية وللغة المتوافرة فيه.
ينوه الماروق بتجارب ليلى كنعان وانجي عاقلة جمال وبالعين الأنثوية التي توحدهما في الفيديو كليب، سليم الترك وجنونه وخبرته ، وليد ناصيف وعمق أدواته وتقنياته العالية ، صوفي بطرس ونظرتها اللبنانية ، لكل مخرج (ة) طريقته وميزته ومدرسته.
في السينما اللبنانية يعتبر أن صناعة السينما في لبنان نضالات ويرى أن ما قامت به نادين لبكي شكلت فيه خرقاً تاريخياً ، إضافة للعديد من الأعمال التي يعتبرها إستثناءات.
يرى سعيد الماروق أنه منذ أن كان في المانيا ثم عاد الى لبنان لم تقدم له الفرص على طبق من فضة وما وصل إليه جاء نتيجة جهده وإبداعه .
سعيد الماروق الذي كانت لعبته الأولى التحدي منذ أن كان رضيعاً لوالد (حسن ) ووالدة ( جميلة ) إختار التحدي ومواجهة الصم والبكم وخنوع المجتمع ، إستطاع أن يسلك مسلك العالمية بتواقيعه.
أمواله التي جمعها بعرق جبينه وعدسته وخياله الخصب وافتها المنية في مصارف لبنان لكن إبن المنيه يمتلك موهبة الوقوف الفوري على رجليه.
واجه المرض وهزمه ، الإنفصال وتخطى " شوشرته " ، خيبة فقدان منزله الذي يمتلكه ، جفاء بعض الصحافيين الذين فبركوا الشائعة تلو الشائعة يوم قرر الطلاق.
المهم بالنسبة إليه هو الأولاد .
بلدته المنية أسمت شارعاً بإسمه في مشروع " الميرادور " وأهلها عرضوا عليه رئاسة بلديتها مراراً.
لا يفكر الماروق بالمناصب حتى بالمقعد النيابي ، لكنه يخطط لبناء منزل فيها.
أليس الحنين للمنزل الأول ؟!