الديار: رمضان في عكار: غلاء يقضم الرواتب في يومين وجمعيّات تسند خابية المواطن الخاوية
14 آذار 2024

الديار: رمضان في عكار: غلاء يقضم الرواتب في يومين وجمعيّات تسند خابية المواطن الخاوية

جهاد نافع

تعاني قرى وبلدات محافظة عكار، كغيرها من المناطق اللبنانية، من قساوة الضغوط المعيشية التي تثقل كواهل العائلات العكارية، واكثر ما يضيرهم اسعار المواد الاساسية التي تتكون منها المائدة الرمضانية بحدها الادنى.
شكاوى على مختلف الاصعدة في عكار:

- مزارعون يشكون مضاربة الانتاج العربي من خضر وفاكهة، الذي يتسرب مزاحما الانتاج العكاري، فيقعون تحت حمل خسائر وديون.

- شكاوى من تجار يتلاعبون بالاسعار غير مكترثين لقيم شهر الصوم.

- شكاوى عائلات لا تجد ما يسد الرمق في شهر يحصد الرواتب المتدنية والمداخيل التي تكفي ثمنا لربطة خبز.

إنارة شمعة في ليل المنطقة، هو الممكن في تلك الظروف القاهرة التي تعيشها البلاد عموما.

ففي عكار جمعيات ومؤسسات تبذل جهودا لسد ثُغر، لكنها جمعيات هي بدورها تشكو وتعاني من قصر اليد والحيلة، إلا انها تحاول اضاءة الشمعة متعاونة مع مؤسسات وجمعيات كبرى، التفت مؤخرا لعكار. ولعل ما قامت به مؤخرا "جمعية نهضة عكار الثقافية الاجتماعية" شكل علامة بارزة في انحاء عكار، حين اطلقت اللجنة الاجتماعية في الجمعية مع حلول شهر رمضان حملة تقديمات مميزة، بتوفير كميات من حصص دجاج وزعت على الأسر المتعففة في عدد من البلدات العكارية، وهي هبات لافتة للمرة الاولى من هذا النوع يؤمن قوت تلك العائلات في افطارها اليومي.

ثم اطلقت الجمعية انشطة رمضانية متنوعة، وتنظم دورات في الاسعاف الاولي، كما عمدت الى تقديم شتول وغراس. والاهم ما تقدمه الجمعية من مساعدات استشفائية وتوزيع ادوية بدءا من اول شهر رمضان. وآخر ما قدمته الجمعية توزيع 150 حصة غذائية، و100 حصة دجاج، وتولت تكاليف عمليات استشفائية آخرها عملية جراحية لاحد المحتاجين تجاوزت قيمتها 6000 دولار، تفوق قدرة اي مواطن.

ما يلفت حركة "جمعية نهضة عكار" انها حديثة التأسيس، وخلال اربع سنوات من انشطتها الخيرية والاجتماعية ومساهماتها اثناء ازمات البنزين والمازوت، اثبتت قدرتها على المواجهة والتصدي لاوجاع العكاريين وآلامهم، وهي مقتنعة بدورها في تحصين المجتمع العكاري برمته وبكل مكوناته الدينية والاجتماعية، في مواجهة التهميش والتجويع والافقار.

ويقول رئيس الجمعية انه بالتعاون مع المتطوعين والمتطوعات من شباب وشابات، تمكنوا على مدار السنة برسم البسمة على وجوه الناس في مختلف البلدات العكارية وفي شتى المجالات، عطاء لا يتوقف و لو من اللحم الحي.
ويشير الى انه مع حلول شهر رمضان يطوف شباب الجمعية على قرى عكار وبلداتها، لرسم خريطة طريق للمساعدة والنهوض والمشاركة في حمل اعباء العائلات.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen