إلى متى ستنجح إسرائيل في غسل دماغ العالم؟
مرسال الترسبعد نحو مئة وستين يومأً على بداية حرب العدو الاسرائيلي على قطاع غزة بدون أية هدنة، يبدو واضحاً وفق العديد من المراقبين والمتابعين، أن تل أبيب قد نجحت في غسل أدمغة معظم الحكام في دول العالم، ولاسيما منهم العالم الغربي الذي لا ينفك، وفي طليعته الولايات المتحدة الأميركية، في رفد جيش العدو بكل ما يحتاجه من الاسلحة والذخائر من اجل إبادة شعب هذه البقعة من الأرض.
والذي دفع حتى الآن ما يزيد على إحدى وثلاثين الف شهيد واكثر من ثمانين ألف جريح ناهيك عن المفقودين الذين لم يستقر أي رقم لهم، فيما الباقين على تلك الأرض التي تحولت إلى أطلال، يتضورون جوعاً، ويعيشون في العراء لأن الرأي العام الدولي لم يدرجهم في خططه المنظورة أو البعيدة المدى.
فماذا يدفع واشنطن لإتخاذ كل الاجراءات التي تحول دون تمرير أي قرار في مجلس الأمن الدولي لترتيب ولو وقف محدود لإطلاق النار؟
والعواصم الأوروبية التي ترفع ألوية "حقوق الإنسان" ساعة تشاء، وصلت الى حد تجاهل ما يجري من سفك دماء على أرض غزة.
بالرغم من تأكيد المنظمات الدولية الموثوقة أن ثلثي الشهداء هم من الأطفال والنساء!
أما معظم الأنظمة العربية فحدّث ولا حرج عن غض طرفها لا بل إغماض أعينها عن كل ما يجري.
توجساً من رد الفعل الغربي عموماً، والأميركي تحديداً، بالرغم من أن ما تتحكم به من ثروات قادر على قلب المشهد رأساً على عقب...في حين يبدو أنها مصممة على طي أي صفحة مقاومة في هذا الوطن الكبير المغلوب على امره!
ووسط كل هذه المعمعة الغارقة في دماء الأطفال والنساء يؤكد رئيس وزراء العدو بنيامين نتانياهو أنه مصّرٌ على اجتياح رفح.
ويوافقه الرأي رئيس الاركان العامة بيني غانتس الذي يؤكد "أن مجلس الحرب متّحد على بدء تلك العملية الوحشية".
وبين هذا وذاك، يفتش الرئيس الأميركي جو بايدن عن نصر انتخابي، (يبدو أنه ضائع) ويعلن أنه لا يعارض تلك العملية "إذا ما عملت على حماية المدنيين" الذين يبلغ عددهم نحو مليون وثلاثمئة ألف نسمة وفق تقديراته (كيف ذلك؟ لا يدري، ربما عبر نقلهم بالقوة الى صحراء سيناء وهو ما خطط له الكيان الاسرائيلي منذ سنوات).
الثابت أن اسرائيل مصّممة على تنفيذ كل ما تحلم به، بدون وخز ضمير عند عدد الضحايا، وهي مطمئنة الى أن الجميع في سبات عميق بعد أن نجحت في تطويعهم وفق رغباتها! في حين تبقى المقاومة خط الدفاع الأخير في وجه كل المخططات.