التحري نيوز : من هو فاروق قائد خلية المنكوبين ، وماذا يقول عنه جيرانه ؟
01 شباط 2023

التحري نيوز : من هو فاروق قائد خلية المنكوبين ، وماذا يقول عنه جيرانه ؟

كتب عمر ابراهيم : ضجت وسائل اعلام قبل ايام بخبر توقيف الأمن العام اللبناني لخلية ارهابية كانت تخطط لاستهداف اماكن دينية في طرابلس والضاحية الجنوبية لبيروت، ما أثار حالة من الذعر تضاف على مخاوف اللبنانيين من امكانية استغلال التنظيمات ” الارهابية” لحالة اللاستقرار التي يشهدها لبنان بهدف اختراق الساحة الداخلية والقيام بأعمال مخلة بالامن .

الخلية المعلن عنها كان تم توقيف افرادها الخمسة في منطقة المنكوبين الملاصقة لطرابلس قبل نحو شهر ونصف الشهر ، وجرى تحويلهم الى المحاكمة قبل نحو ثلاثة اسابيع بعد انهاء الأمن العام التحقيق معهم .

هذه الخلية كان اعترف افرادها وفق ما سرب بوسائل الاعلام عن نيتهم استهداف مستشفى الرسول الاعظم في الضاحية عبر مسيرة واطلاق النار على كنيسة بطرابلس فضلا عن استهداف منطقة جبل محسن ذات الغالبية العلوية بالمدينة .

لكن من هو قائد الخلية الذي استنادا الى اعترافاته تم توقيف بقية الاشخاص الاربعة، علي ديب، عربي ابراهيم، وائل الشحيدي، يحي ديب ؟.

فاروق الرفاعي ( 19 عاما) يقيم في المنكوبين، وهو معروف بين ابناء المنطقة بتعاطيه للمخدرات وادمانه على شرب الكحول فضلا عن علاقته السيئة بمعظم شباب المنطقة الاكثر فقرا بين مناطق الشمال والتي يتحدر غالبية المقيمين فيها من عكار .

في هذه المنطقة الكل يعرف الكل ، فالبيوت متلاصقة ولا أسرار مخبأة ، بمعنى ادق ان الجار بحكم العلاقة وصلة القرابة في حالات كثيرة يعرف ادق تفاصيل حياة جيرانه، فكيف بشاب يتجول ليلا نهارا بالاحياء ويفتعل الاشكالات مع المارة ، حتى ذاع صيته بين الاهالي، ما دفع والده قبل فترة الى طرده من المنزل واشترط عليه قبل عودته وقف تعاطي حشيشة الكيف، خصوصا ان فاروق كان يتخذ التعاطي ذريعة لمرضه، فهو بحسب الاهالي يعالج عند احد الاطباء النفسيين، منذ كان عمره عشرة سنوات وهو ما جعله طفلا مشاكسا في المدرسة وطرد لاحقا من المهنية بسبب ما تسبب به من مشاكل مع الإدارة والطلاب، وهدد حينها المدير بتفجير سيارته .

توقيف فاروق بتهمة ” الارهاب ” ربما شكل صدمة بين عارفيه من ابناء منطقته، فهم يؤكدون أنه لم يكن من رواد المسجد ولا يؤدي الصلوات، فضلا عن ان معظم الذين اوقفوا معه بعد اعترافاته يختلفون معه عقائديا، وهم بعد خضوعهم لجلسات المحاكمة نفوا اي علاقة لهم به، فهل بدات التنظيمات الارهابية تغير طريقة عملها من خلال تجنيد اشخاص بمواصفات فاروق لابعاد الشبهات عنها ، ام ان فاروق كان يحتال عليهم لحصوله على المال ؟.

في ما خص السؤال الاول، فإن الإجابة عليه مرتبطة بانتهاء المحاكمات مع فاروق وبقية الاشخاص الذين اوقفوا معه، أما الاجابة على السؤال الثاني فهي بشهادات اهالي منطقته عليه، وبافادته أمام القاضي، حيث اكد أنه كان مصرا على طلب المال من الذين كانوا يتواصلون معه ( يوسف اليوسف) غير معروف مكان الاقامة ، وابو دجانة وايضا مجهول الهوية والاقامة ، حيث اخبرهما أنه قبل القيام باي عمل يريد تحويل المال له لكي يجهز نفسه للمغادرة الى سوريا او العراق.

الا ان المفارقة الاكبر والتي تدل على شخصية فاروق غير السوية، أنه قال في التحقيق معه أنه يريد استهداف جبل محسن لان شقيق والدته قتل على يد ابناء الجبل خلال جولات العنف التي كانت تشهدها طرابلس ، علما ان خاله المذكور قتل في مدينة البداوي على يد عسكري في الجيش اللبناني قبل نحو عامين على خلفية افضلية المرور والقضية لا تزال في المحكمة العسكرية .

بعض النظر عن ما يمكن أن تكشفه التحقيقات وتظهره المحاكمات مع الموقوفين ، فإن الخطر بشكل عام من امكانية استغلال تنظيمات ارهابية او جهات خارجية الاوضاع في البلاد لتجنيد اشخاص امر وارد في أي لحظة، فضلا عن مسالة اخطر وهي تسلل مجموعات او أفراد من سوريا الى لبنان في حال انزلقت الاوضاع نحو فوضى او كان هناك مخطط لتفجير الوضع امنيا لغايات سياسية، لا سيما في ظل انسداد الافق امام اي حل للمشاكل العالقة وابرزها انتخاب رئيس الجمهورية ومعالجة التدهور المعيشي والاقتصادي.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen