الديار: إنفتاح لافت في طرابلس والشمال على حزب الله
جهاد نافعاستغرب البعض زيارة وفد حزب الله الى دار الفتوى في طرابلس لتهنئة أمين الفتوى الشيخ بلال بارودي بانتخابه، وبحلول شهر رمضان المبارك.
كما استغرب هذا البعض ايضا زيارة الوفد لمفتي عكار الشيخ زيد بكار زكريا، معزيا بوفاة والده الشيخ العلامة محمد بكار زكريا.
وقد ضم وفد حزب الله عضو المجلس السياسي محمد صالح، ومسؤول قطاع الشمال الشيخ رضا احمد، ومسؤول العلاقات العامة في منطقة جبل لبنان والشمال حسن المقداد.
جولات حزب الله في طرابلس والشمال عموما، باتت مكوكية في الآونة الاخيرة، ومترافقة مع هبات ومساعدات وخدمات انمائية خاصة في عكار، وهي تلقى تجاوبا شعبيا منقطع النظير، وترحيبا من العكاريين ومن المناطق الشمالية، التي يحملون اليها مشاريع وخدمات وهبات، ولطالما ابدى وفد الحزب مشاعرا تنم عن ارتياحه بين اهله حسب التصريحات، مع ود متبادل بين الاهالي والحزب، لا سيما في عكار.
جولات الحزب في طرابلس والشمال خطت خطوات متقدمة، الى ان بلغت مرحلة اللقاءات مع اخصام سابقين، لم يوفروا اوصافا ونعوتا غير خافية على أحد. قد يستغرب فعلا البعض لقاء الحزب مع الشيخ بلال بارودي، لكن من يقرأ المشهد المحلي والاقليمي يتوقف عند جملة ملاحظات:
- اولا: ان الشيخ بارودي منذ انتخابه امينا للفتوى بدرت منه سلسلة مواقف انفتاحية، ومد اليد لجميع القوى والتيارات السياسية والدينية في طرابلس، وبرزت منه اشارات انه سيكون عامل تلاق بين كل الاتجاهات، حيث يؤكد ان امانة الفتوى مسؤولية دينية لا يستهان بها ولا يمكن حصرها في نطاق ضيق .
- ثانيا: ان ما يجري من انفتاح قوى اسلامية محلية في طرابلس على حزب الله، قد يكون انعكاس لتطور العلاقات السعودية - الايرانية بالاتجاه الايجابي، نظرا لما للمملكة العربية السعودية من دلالة على الشارع الاسلامي السني اللبناني عامة، والطرابلسي خاصة.
- ثالثا: مؤثرات حرب الابادة الصهيونية في غزة، ودور حركة حماس والمقاومة في التصدي للبربرية الصهيونية، واحتضان الشعوب العربية عامة والاسلامية خاصة لصمود حماس والمقاومة، ودور حزب الله في الجنوب اللبناني وما يقدمه من شهداء على طريق القدس، وتضحيات جسام في التصدي للعدو الصهيوني، وبالتالي مخاطر العدوان الصهيوني على لبنان كله.
فهذه كلها مؤشرات استدعت التخلي عن الخلافات الداخلية، والاتجاه الجدي نحو تحصين الجبهة اللبنانية الداخلية، بدءا من تحصين الجبهة الاسلامية بكل مكوناتها المذهبية، سنة وشيعة وعلويين ودروز، منعا لاية محاولة صهيونية لبث الفتنة الداخلية، بهدف تفتيت القوى الداخلية واضعاف المقاومة الممثلة بحزب الله وإشغاله بفتن داخلية.
خطوة اللقاء بين حزب الله والشيخ بارودي وغيره من مشايخ طرابلس والشمال، خطوة محسوبة بعناية نجحت في توحيد الصفوف الداخلية، ونشوء جبهة محصنة مستعدة لخوض غمار المقاومة جنبا الى جنب مع حزب الله في مواجهة العدو الصهيوني، الذي يمارس في فلسطين حرب التعاليم التلمودية التوراتية في ابادة البشر والحجر وكل نسمة حياة ..