"الثنائي" يتحدى "المعارضة":اتفقوا على مرشح واحد!
مرسال الترسفيما يعيش قطاع غزة بعد مئة وخمسين يوماً على الحرب المدمرة حالاً من عدم التوازن نتيجة وقوف العالم متفرجاً على ما يحصل في هذه المنطقة المنكوبة من العالم، والتي يسعى الكيان الصهيوني ومعه حلفاؤه في الغرب الى محوها عن الخرائط العالمية.
يعيش فريق من اللبنانيين يُطلق على نفسه تسمية "المعارضة"، وفي صفوفه مجموعة من الأحزاب المسيحية تدّعي تمثيل كل المسيحيين في لبنان، وتحاول فرض توجهاتها عليهم.
وهي التي في تاريخها منذ عشرات السنين قد جرّت عليهم الويلات فدمرّت بنيتهم السياسية وقتلت خيرة شبابهم في رهانات لم يحصدوا منها الاّ الخيبة!
فمنذ تبلور الاتجاه نحو الفراغ في قصر بعبدا قبل ستة عشر شهراً أعلن رئيس تيار المرده سليمان فرنجيه ترشيحه لانتخابات رئاسة الجمهورية والكل يعلم علم اليقين أنه أحد الموارنة الأقحاح الذي لا غبار على إنتمائه وتضحيات عائلته في سبيل الطائفة، للحفاظ على مقوماتها وتاريخها (الاّ من سكن برأسهم مرض إتهام الآخرين بالغربة في بعض مناطق جبل لبنان).
وبعد وقت قصير، وإنطلاقاً من كونه صادقا ومحط ثقة كل من تعامل معه حتى من يصنفون في خانة أعدائه، سارع "الثنائي الشيعي" الى دعم ترشيحه وما زال متمسكاً به داعياً "قوى المعارضة" للتوافق على مرشح موحّد وجدي، وعندها يمكن أن تتم الدعوة لجلسات مفتوحة.
فهذه الأحزاب ومنذ حان وقت الاستحقاق الرئاسي أعلنت دعمها لترشيح رئيس "حركة الاستقلال" النائب ميشال معوض، وبعد عدة جلسات سحبت تأييدها وإتجهت نحو ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور بـ "التقاطع"، لتعيد النظر في دعمه الاّ "ظاهراً"، فإنكفأ الرجل ولم يعد على قناعة أن من دعمه في تلك المرحلة ما زال على موقفه.
ليتبين أن لهذا الفريق مرشحين يمكن التلويح بهم عند الضرورة، وآخرين مضمورين أمثال رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ...والذين تتم الإشارة اليهم عند التورية.
وبين هذا وذاك من الظروف، هل أعادت تلك الأحزاب التي تحمل لواء التمثيل المسيحي مراجعة آدائها منذ حرب السنتين، وما فعلته بالمجتمع المسيحي غير التهجير من قراه ومدنه، وإدخاله في حروب بين الأخوة.
ودفعته للهجرة لاحقاً الى خارج لبنان نتيجة سياسات "أنا أو لا أحد"، وهل أجرت كشف حساب لنفسها كم ساهمت بقتل خيرة الشباب المسيحي في حروبها العبثية من أجل كرسي أو منصب أو رئاسة حزب أو تيار؟
وإذا كانت تصدّق نفسها أنها تخدع الرأي العام انها تمثّل كل المسيحيين.
فهل سألها ذلك الرأي العام كم هي نسب مشاركة المسيحيين في الانتخابات الأخيرة، فهل تعدّت يوماً الخمسين بالمئة، وماذا عن الخمسين الأخرى التي لم تنتخب. والكل يتذكر أن حزب "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" إدعيا يوماً بعد "إتفاق معراب" انهما يمثلان ثمانية وتسعون بالمئة من المسيحيين فلا عجب انهم يدّعون التمثيل المسيحي كاملاً عبر الانتخابات.
وهل سألهما الرأي العام يوماً كيف حققا أعداد تكتلاتهما النيابية وبمساعدة أي من القوى الداخلية غير المسيحية، او حجم تلك الأموال الخارجية التي تدفقت بين ليلة وضحاها، وكم ستستمر تلك المسرحية؟